ظهور صناع المحتوى على السجادة الحمراء تحول ...

مصر تايمز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يعد الظهور في عمل فني أو الوقوف أمام عدسات الكاميرات حكرا على الممثلين المحترفين فقط؛ بل أصبح للبلوجرز مكانهم وجمهورهم، خاصة بعد أن أتاح السوشيال ميديا الفرصة لصناع المحتوى، وأصبحوا من مجرد وجوه مألوفة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى حضور فعلي على الشاشات والسجادة الأحمر.

ويثير هذا التغير السريع في خريطة المشهد الفني والإعلامي عدة تساؤلات حول أسباب هذا التحول وتبعاته؟ وما إذا كان هذا التحول مجرد امتداد طبيعي لهيمنة العصر الرقمي أم مؤشر على تراجع معايير الموهبة؟.

وفي هذا الصدد، تحدث موقع “مصر تايمز” مع كبار النقاد الفنانيين لاستطلاع آرائهم حول فرض وظهور "صانعي المحتوى" على الساحة الفنية والصحفية والإعلامية، وما دلالات ذلك وتأثيره على خريطة المشهد الفني في مصر؟.

الناقد طارق الشناوي

من جهته، قال الناقد طارق الشناوي إن أي شخصيات فاعلة في المجتمع تتحول إلى أبطال، وهم المرة دي ووجودهم لأنهم لهم وجود مؤثر على السوشيال ميديا، مما أسفر عن أنه يتم الاستعانة بهم هم شخصيًا وشخصيات درامية مؤثرة في الواقع الحالي.

وأكد أن ما نقدرش ننكر أبدًا قوة السوشيال ميديا وتأثيرها، مع الأسف يؤخذ على السوشيال ميديا توجهها بشكل مفرط، حتى في اتخاذ بعض القرارات على كل المستويات السياسي والاجتماعي والثقافي، مثل أصل الناس غضبانة، فالدولة تتدخل وتعمل حاجة بناء على ما يعتقدوا أن السوشيال ميديا بتعبر عنه، قطعًا هناك تأثيرات سلبية.

وشدد على أن وجودهم مش مؤقت، السوشيال ميديا بتزداد شراسة مع الزمن، ليس وجودهم مؤقت بل هيثبتوا أركانهم، حتى القرارات أحيانًا بتتخذ بناءً على توجه داخل السوشيال ميديا.

وأوضح أن مش أي حد على السوشيال ميديا عندما يقف قدام الكاميرا ينجح، الكاميرا السينمائية أو التلفزيونية لها قواعد غير الكاميرا اللي بتتسجل بيها على السوشيال، مش شرط اللي ناجح في السوشيال ينجح في العمل الفني، ليس شرط.

وأضاف أن مش كل صانعي المحتوى عندهم القدرة على استغلال مواهبهم، ممكن يكون موهوب ومش عارف موهبته.

وقال إن تأثيرهم مؤكد، في العروض الخاصة بيحتفى بهم وكثيرًا ما يتم دعوتهم، وده مكنش قائم من زمان، ممكن بدل ما يوجهوا دعوة لصحفي، يوجهوها لبلوجر هيكون أنفع لهم، ولكن من رأيي الشخصي ما فيش حد يشكل تهديد لحد، إلا إذا كنت كصحفي مش عايز تستخدم أدواتك، فأي حد ممكن ينتصر، هذا ليس دلالة على قوة البلوجر، بل ضعف الصحفي، لأن الناقد القوي سيظل قلمه وكلمته مسموعة.
 

904.jpg

الناقدة خيرية البشلاوي

وصرحت الناقدة خيرية البشلاوي أنه لازم يكون عند صانعي المحتوى الشروط الفنية، ولو عندهم، الساحات مفتوحة، لأن السوشيال أصبحت موجودة ومن غير أي استئذان، ونسبة الجهل بقت كتير، وسهل أوي يبقى فنان ويأثر على نسبة كبيرة من الناس، وكذلك الذوق اتغير، والبلوجر ممكن يبقى فنان.

وأكدت أن هيمنة السوشيال ميديا على رأي العامة سببها أن البلوجر بيأثر على نسبة كبيرة من الشباب اللي مش مثقفين وما بيخضعوش للمعرفة، وممكن يتحول البلوجر لفنان، بس مش أي حد يبقى فنان، مفيش حدود على دخولهم، والسوشيال بتفرض آراء على جموع الناس وأصبحت مؤثرة.

وأوضحت أن وجودهم بيفرق في نجاح العمل، والتجربة بتقول إن الإقبال عليهم بيأثر على مستوى الفن، وتأثيرهم كترند ممكن يطولهم لو أثبتوا نجاحهم.

وأشارت إلى أن اللي هيستخدم نفسه صح هينجح، واللي يستخدمهم غلط هيفشل، ولازم العناصر الفنية تبقى موجودة من أول المنتج، وإلا النتيجة هتبقى غير مرضية.

905.jpg

الناقد أحمد سعد الدين

كما قال الناقد أحمد سعد الدين إنه خلال الأربع أو خمس سنين الأخيرة، من سنة عشرين عشرين، ابتدينا نسمع عنهم كبلوجر أو صانعي محتوى، وفجأة أصبحنا نرى وجودهم على الشاشة كممثلين، ووجودهم في الأعمال الفنية بقى عادي.

وأوضح أن أي مخرج أو منتج ممكن يختار بلوجر في دور معين لأنه عنده متابعين كتير على صفحته، وبالتالي الجمهور هيتابع المسلسل، وهي فكرة تجارية لتسويق العمل، والمنتج عايز أكبر كم من الأصوات الموجودة على الفضاء الإلكتروني لصالح العمل.

وأضاف أن المشكلة هنا إن ممكن بلوجر يعرف يمثل، وممكن ما يعرفش، وهيظهر مرة أو مرتين وهيختفي، ولكن مش كلهم عندهم موهبة.

وأشار إلى أن البلوجر ممكن يعمل زخم، بس مش بالضرورة يفرق في المستوى الفني، ممكن بلوجر يجيب مشاهدات للحلقة، لكن كقيمة فنية ملوش علاقة، لأن ده مستوى فني ودي حاجة تانية.

وأكد أن وجودهم مش دايم، وإن ظهورهم مرتبط بالتريند لا أكثر ولا أقل، لأن في الأول وفي الآخر هو مش دارس، مش معظمهم دارسين، هيشتغل إزاي في الصحافة أو الإعلام، ممكن تستغليهم في فترة نجومية، لكن في الآخر إنك تستمري معهم ده مش مضمون، بدليل إن في أسماء طلعت وبعد شوية اتطفت.

وشدد على أن الصحفي المحترم هو اللي بيعمل مكانته بإيده، مش مستني بلوجر ياخدها، ولا بيتخان لو ما اتقدملوش دعوة، ولو اتقدمت له بيقف مكانه، لأنه إنسان محترم ويمثل الجرنال بتاعه، أما البلوجر موجود على السحب، ممكن يبقى أعلى شوية في وقت وأقل في وقت، لكن في الآخر الصحافة هتفضل صحافة، والبلوجر مش هينفع يشتغل صحافة.

وختم قائلا إن من وجهة نظره، عصام السقا هو الأفضل من اللي دخلوا مجال التمثيل من صناع المحتوى.

906.jpg

الناقد السينمائي مصطفى الكيلاني

وأوضح الناقد السينمائي، مصطفى الكيلاني إن ده تطور طبيعي للي حصل للسوشيال ميديا، الصحافة نفسها اتغيرت بعد تطور السوشيال ميديا، أنا لما بنشر الموضوع بتاعي على صفحتي بيتقري أكتر من الجرنال، لأن لدي تسعة وعشرين ألف متابع مثلًا على الحساب الشخصي، غير باقي الصفحات.

تابع الكيلاني أن الموضوع أصبح مختلف لأنه بقى فيه عصر جديد، وهناك فرق كبير بين بلوجر وتيك توكر ويوتيوبر، واللي بيمثلوا دلوقتي أغلبهم من التيك توك،  اليوتيوبر الشهير أحمد الغندور "الدحبح" والمفروض كان هيمثل مع الفنان أحمد أمين في مسلسل الصفارة ولكنه تراجع، لأنه شاف أن فكرة التمثيل صعبة، ولكن هناك تيك توكر بيمثلوا وهناك العديد من الفنانين لا تتاح لهم الفرصة في التمثيل فاتجهوا للتيك توك، ويوتيوبر مثل أحمد رمزي مثلًا خريج معهد فنون مسرحية وممثل، والفيديو الأخير له حصل على ملايين المشاهدات، في أول يوم عرضه، هو ماخدش فرصة فاتجه لليوتيوب وفيسبوك وتيك توك، وبقى أشهر من ممثلين كتير، وظهر معه العديد من كبار النجوم مثل هشام ماجد وويجز وجيهان الشماشرجي وأحمد الفيشاوي والمنتج جمال العدل.

أشار الكيلاني إلى إننا نتحدث عن نوع آخر من الفنون مبني بالأساس للسوشيال ميديا، مش كله بيعمل زي أحمد رمزي، فهناك البعض يقدمون محتويات سيئة وبيكونوا مادة لسخرية نجوم الفيديو ريأكت، مثل أحمد مجدي وأحمد حسن وإياد الموجي، فهي مادة ثرية للناس اللي بتعمل مشاهدات على السوشيال ميديا.

وأضاف الكيلاني إن هناك بعض التيك توكى دخلوا الفن مثل محمود السيسي في مسلسل مكتوب عليا، ولم يلق تفاعل الجمهور، وزيه كتير دخلوا ولم يحالفهم الحظ.

وهناك البعض الآخر هيكملوا لأنهم ممثلين شاطرين، ولنضرب مثال النجم أحمد أمين فهو ممثل شاطر وكاتب للطفل ورئيس تحرير لمجلة أطفال، ومتعدد المواهب وما حدش عرفه غير من السوشيال، اللي عنده موهبة هيكمل واللي ما عندوش هيتاخد في التريند ويخرج، وهيتم استغلاله بشكل مؤقت.

وأكد الكيلاني إن وجود صانعي المحتوى ما بيفرقش في نجاح العمل، حتى فكرة التسويق اللي كانوا بيساعدوا فيها ما بقتش موجودة، فيه أعمال استغلت وجودهم والنتيجة كانت سلبية، مثل مؤمن الحناوي في فيلم سيكو سيكو، كل الناس قالت إن وجوده مش مهم ومشاهده مش حلوة.

وصرح الكيلاني إن هناك العديد من صانعي المحتوى لديهم الموهبة، ولكن مش عارفين يستغلوها، ويوجد على التيك توك أصوات مصرية جميلة بتغني بشكل عظيم ومش لاقية فرصة.

وأشار الكيلاني إلى إن ناس كتير من خريجين المعهد مش بياخدوا فرص، بس التمثيل مش لخريجي معهد فنون مسرحية فقط، الموهبة هي الأساس، عادل إمام وسمير غانم مش خريجين معهد بل مسرح جامعة، وكذلك كل اللي طلعوا من مركز الإبداع بتاع خالد جلال مش خريجين معهد  ومنهم تايسون ومحمد ثروت ومحمد فراج ومحمد سلام وغيرهم من النجوم كلهم خريجين مسرح الجامعة والمدرسة، فالموهبة هي الأساس، وهي التي تفرض نفسها.

908.jpg

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق