أعلن مجلس الشورى الإسلامي الإيراني "البرلمان"، اليوم الأحد، تمرير قرار بإغلاق مضيق هرمز جنوب الخليج العربي، فيما ينتظر أن يصدق على القرار مجلس الأمن القومي الإيراني، وهو ما وضع تساؤلات حول مصير حركة التجارة النفطية المارة عبر المضيق.
يعد مضيق هرمز جغرافيًا هو المضيق الذي يربط خليج عمان بالخليج العربي، وهو أحد أكثر نقاط الاختناق حساسية في العالم، إذ يبلغ عرضه 20 ميلاً فقط في أضيق نقطة.
عرض مضيق هرمز
وتشير صحيفة نيويورك بوست إلى إن الممرات الملاحية في المضيق ــ المنطقة العميقة بما يكفي لمرور السفن ــ أضيق بكثير، إذ يبلغ عرضها أقل من ميلين في كل اتجاه، مما يجعلها أكثر عرضة للهجمات وتهديدات الإغلاق.
وتعتبر القناة ضحلة، مما يجعلها هدفًا خاصًا للتعدين تحت الماء، في حين أن ضيق المضيق يجعل السفن المارة عرضة للهجوم من الصواريخ الساحلية أو الاعتراض من قبل قوارب الدورية أو المروحيات.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران لا تمتلك السلطة القانونية لمنع حركة الملاحة البحرية عبر مضيق هرمز، ومن المرجح أن تقابل أي محاولات من جانب قواتها البحرية لمنع الدخول إلى المضيق برد قوي.
الرد الأمريكي المتوقع
وتستمر سفن الأسطول الخامس الأميركي، إلى جانب القوات البحرية الغربية الأخرى، في القيام بدوريات في المنطقة على مدار الساعة تجنبًا لتعطيل مرور حركة النفط، حيث يمر الجزء الأكبر من النفط الذي تصدره شركات النفط العملاقة الإقليمية عبر المضيق، وأبرز الدول التي تمر تجارتها النفطية عبر المضيق هي إيران والعراق والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ومن المرجح أن تتحمل آسيا العبء الأكبر من أي إغلاق للممر المائي، حيث تحصل الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية على معظم وارداتها النفطية عبر المضيق.
وسوف تتأثر الصين، أكبر مشتر للنفط الإيراني في العالم وشريك أساسي سبق أن استخدم حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع فرض عقوبات أو قرارات ضد طهران، بشكل خاص بأي إغلاق.
ومن شأن هذه الخطوة أن تؤثر أيضا على الاقتصاد الإيراني.
محاولات إيرانية سابقة
كانت إيران قد عطلت حركة المرور في الخليج آخر مرة في أبريل من العام الماضي عندما استولت على سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل بالقرب من مضيق هرمز، متهمة السفينة "إم إس سي أريس" بانتهاك القواعد البحرية.
في أبريل 2023، احتجزت إيران ناقلة نفط متجهة إلى الولايات المتحدة، مدعية أن السفينة اصطدمت بسفينة أخرى.
وفي مايو 2022، تم احتجاز ناقلتين يونانيتين لمدة ستة أشهر، فيما اعتبر على نطاق واسع ردا على مصادرة النفط الإيراني على متن سفينة أخرى من قبل السلطات اليونانية والأمريكية.
الميليشيات الحوثية
وفي السنوات السابقة، نجحت ميليشيا الحوثي في اليمن في تعطيل حركة الملاحة في مضيق باب المندب المؤدي إلى البحر الأحمر على الجانب الآخر من شبه الجزيرة العربية.
وباستخدام إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، تمكن الحوثيون من خفض حركة السفن عبر البحر الأحمر وخليج عدن بنحو 70% في يونيو مقارنة بالمستويات المتوسطة في عامي 2022 و2023، وفقا لشركة كلاركسون للأبحاث المحدودة، وهي وحدة تابعة لأكبر شركة سمسرة شحن في العالم.
واضطر مشغلو السفن بدلاً من ذلك إلى إعادة توجيه حركة المرور حول الطرف الجنوبي لأفريقيا بدلاً من استخدام قناة السويس، مما جعل رحلات السفن المسافرة بين أوروبا وآسيا أكثر تكلفة بكثير وأطول بكثير.
0 تعليق