الناس رجلان أحدهما يحدث جلبة وضجيج دون فعل.. والأخر يعمل في صمت وهيبة للوصول للأفضل دائما ويخلق من حوله واقعا جديدا، تاركا الإنجازات تتحدث عن نفسها.. النوع الأول يصبح «أثرا بعد عين» لأن من يقضي وقته في التهكم وإثارة الشبهات، دون دليل والبحث عن حجج فارغة لبس لديهم وقت من أجل خدمة أحد وهو المقصود به في قوله تعالي «فأما الزبد فيذهب جفاء» وأن من يعمل لغيره ولوطنه وأهله في صمت وإخلاص فهو من قيل فيه «وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».
حسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري من شيعة ما ينفع الناس يمكث في الأرض، لأنه وبشهادة الأرقام ومن قبيل الإنصاف والعدل رجل يعمل ويعمل ويكد في صمت، وعلى الرغم من كل ما حققه من إنجازات إلا أنه لا يفاخر بها أمام كاميرات الفضائيات أو يباهي بها في مداخلات التوك شو.
حسن عبدالله رجل يعرف أنه في مهمة وطنية ثقيلة جدا عجز من سبقوه على تحمله وهي مسئولية (وطن في كرب وبلد في محنة) نتيجة ظروق قهرية خارجية وخارجة عن الإرادة ومتتالية مثلت ضربات قوية للاقتصاد المصري، بداية من جائحة كورونا وتوقف الأنشطة الاقتصادية عالميا، مرورا بالأزمة الروسية الأوكرانية التي خلفت واقعا مريرا في الأسواق والبنوك مع بروز أزمة نقص الدولار، تزامن معها ظهور تجار الأزمات والسوق السوداء، وتزاحمت معهم أطرافا خارجية معادية لإحكام الخناق وتوسيع الأزمة وصولا لحالة «النقمة الشعبية».. لتأتي بعدها مأساة غزة ثم الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأمريكية وكلها فوق احتمال أي اقتصاد أتعبته الأزمات.
لم يتسائل أحد عن سبب عدم تصاعد الأزمة الاقتصادية في مصر رغم كل تلك الجوائح الاقتصادية التي ذكرنا، ولماذا لم يصل الدولار إلى 200 جنيه ولماذا لم يهرب المسئولون ولماذا لم تفلس مصر كما كان يروج إعلام الفتنة؟!
الإجابة بسيطة لأن رجلا واحدا اسمه حسن عبدالله اختاره القدر أن يكون المنقذ، وأن يأتي في لحظة فارقة ليعيد تصحيح مسار الأزمات في أحلك الظروف، التي يمكن أن يعمل فيها محافظ لبنك مركزي، لكن قدرته وإيمانه بشرف مهمته مكنته من تجاوز المستحيلات الأربعة وأن يحول المحن إلى منح لانطلاق الاقتصاد المصري.
من شح الدولار إلى أكبر احتياطي نقدي في تاريخ مصر ومن سوق سوداء متوحشة إلى سعر حر ومن عزوف المستثمرين إلى صفقات بمليارات الدولارات.
لكل إنصاف نجح هذا الرجل الذي كان ومازال يجلس بالساعات الطويلة في مكتبه ليدير السياسة النقدية في ثبات انفعالي نادر ومحير، أن يغير خريطة الاقتصاد المصري في أوقات زمنية قياسية وضد الطبيعية.
أتدورن سر هيبة حسن عبد الله التي تبدو في صوره فضلا إذا لقيته وجها لوجه، هو حجم الثقة والخبرة والتفاني وحب مصر الذي يسكن في قلبه وإيمانه أن مصر ضد السقوط وعصية على الكسر، صدق عبد الله محافظ المركزي الله فصدقه الله تعالي عمله ووفقه لتقديم أفضل مالديه، وينقذ مصر المحروسة من كوارث كادت تفتك بها.. وبالمناسبة حسن عبد الله حصل عن جدارة على لقب «محافظ العام» في حفل عالمي بالعاصمة الفرنسية باريس حتى لا نتهم في حبنا للرجل.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق