تحدث البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني الأسبق للنادي الأهلي، عن كواليس تجربته الشهيرة مع القلعة الحمراء، وذلك في حوار مطول أجرته معه صحيفة Maisfutebol البرتغالية، تزامنًا مع اقتراب المواجهة المرتقبة بين الأهلي وبورتو البرتغالي في الجولة الثالثة من بطولة كأس العالم للأندية 2025.
جوزيه استرجع بدايته مع الأهلي، قائلاً إنه لم يكن يتلقَّ عروضًا كثيرة من الخارج، حتى جاءه عرض من رجل أعمال عربي كان يمثله في إفريقيا والشرق الأوسط.
وأوضح المدرب البرتغالي: "قلت له إذا وجدت نادٍ بطلاً في بلاده ويلعب للفوز ببطولة عربية أو قارية، فقد أوافق ، بعدها جاء عرض من الأهلي المصري، الذي كان قد تُوج بلقب نادي القرن في إفريقيا، وكان ناديًا يحمل اللون الأحمر وعليه نسر، وهذا وحده جذبني بطريقة غريبة."
وأضاف جوزيه أنه ذهب إلى مصر لمتابعة نهائي كأس مصر قبل توقيع العقد، لكنه شعر بصدمة من الأداء ودرجة الحرارة المرتفعة "قلت لنفسي: يا مانويل، أنت تورطت! هذا الفريق لا يمكن تطويره، لكنني قطعت وعدًا، وكان عليّ أن أفي به."
"لا عقلية.. لا احتراف"
واشتكى جوزيه من افتقار اللاعبين في بداياته مع الأهلي إلى الاحترافية، قائلاً: "كانوا يركضون فقط عندما تكون الكرة معهم، ولا يتحركون بدونها ، لم يكن لديهم أي إحساس بالمسؤولية. كنت أشرح الخطط على السبورة، وأبدأ التدريب، لكن كل لاعب يفعل ما يريده."
ومع الوقت، بدأ في فرض الانضباط وتغيير عقلية الفريق، حتى صار اللاعبون ينفذون التعليمات بحزم، وكانت العقوبات تعتمد على الاستبعاد من القائمة ومضاعفة الجهد في التدريب، بدلًا من فرض الغرامات.
الضغط الجماهيري.. والهزيمة التي لم تُنسَ
تحدث جوزيه عن أول خسارة له مع الأهلي أمام الزمالك (1-2) في الجولة الأولى من الدوري، وكيف هتف ضده الجمهور: "جوزيه، اذهب إلى المنزل!"
ورغم تتويجه لاحقًا بلقب دوري أبطال إفريقيا بعد غياب 14 عامًا، ظل المشجعون غاضبين حتى تحقق الفوز التاريخي على الزمالك 6-1 في لقاء الإياب.
"الزمالك عرض عليّ التدريب ثلاث مرات"
وكشف جوزيه أن الزمالك فاوضه لتدريبه ثلاث مرات لكنه رفض، مؤكدًا أن حبه للأهلي كان أكبر من أي عرض.
وتابع: "في القاهرة، لم يكن بإمكاني السير في الشارع. بعد فوزنا الكبير على الزمالك، أصبحت المطالبات بالصور والهتافات لا تتوقف حتى زوجتي كانت تقول لي: 'خذ الصورة وإلا سيصطدم بسيارته'"
عن بورتو: الفريق الكبير أصبح من الماضي
وعند سؤاله عن مباراة الأهلي وبورتو، قال جوزيه إنه لا يتابع الأهلي حاليًا، لكنه شن هجومًا على بورتو، مشيرًا إلى أن الفريق فقد بريقه ولم يعد من كبار القارة قائلاً "بورتو الآن لا يعيش في الحاضر، بل في ذكريات الماضي. الفريق تعاقد مع لاعبين جيدين، لكن هذا لا يعني شيئًا إذا لم تُدار الأمور برؤية واقعية."
وانتقد جوزيه مدرب بورتو أيضًا، قائلاً: "بدلًا من الحديث عن الفوز بكأس العالم، كان عليه أن يتحدث عن الفوز في أول مباراة. الفريق قد لا يصل حتى إلى الأدوار النهائية."
كأس العالم للأندية؟ عطلة للاعبين
وفي تعليقه على بطولة كأس العالم للأندية، أوضح جوزيه أنها لا تحظى بأهمية كبرى لدى اللاعبين، خصوصًا أنها تُقام في الولايات المتحدة، حيث لا تحظى كرة القدم بشعبية كبيرة قائلا"اللاعبون لا يرون البطولة أكثر من فرصة لقضاء عطلة مع العائلة يبدو الأمر وكأنه عقاب وليس مكافأة."
قصص من إفريقيا والعالم العربي
وتحدث المدرب البرتغالي أيضًا عن ظروف السفر الصعبة في القارة الإفريقية، والمواقف الطريفة والغريبة التي عاشها مع الأهلي، خاصة في زيمبابوي والسودان، قائلاً:"كانت رحلات مرهقة ومليئة بالفوضى، وبعضها استغرق أكثر من 20 ساعة ، في بعض البلدان كنا نواجه طقوسًا غريبة من السحر والمشعوذين قبل المباريات، لكن حب الجماهير للأهلي كان مذهلًا في كل مكان."
لن أعود حتى لو كنت الأعظم
وفي ختام الحوار، قال جوزيه إنه رغم كل الحب الذي حظي به في الأهلي، إلا أن بعض المواقف الإدارية جعلته يُقرر عدم العودة، حتى لو كان ذلك ليصبح "أعظم مدرب في تاريخ النادي" قائلا "تركت الأهلي مرتين .. في الأولى غضبت من المدير الرياضي، وفي الثانية كنت قد حققت كل شيء ، لدي ذكريات عظيمة، لكنني شخص إذا أغلق الباب، لا يفتحه مجددًا."
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق