"نداء القنيطرة" يدعو لإصلاح الإعلام

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أطلقت الفيدرالية المغربية للإعلام، خلال جمعها العام المنعقد بمدينة القنيطرة، اليوم الأحد، ما أسمته “نداء القنيطرة”، وهو إعلان جماعي عبّر فيه الصحافيون والإعلاميون المنضوون تحت لواء الفيدرالية عن قلقهم العميق إزاء الوضع الحالي للممارسة الصحفية والإعلامية بالمغرب، في ظل ما وصفوه بانحرافات خطيرة تهدد مستقبل المهنة وتمسّ برسالتها النبيلة.

وأوضح البيان الصادر عن الجمع العام أن النقاشات، التي امتدت على مدار اليوم، وقفت على واقع متردٍ تتفاقم فيه ظواهر التشهير والابتزاز، وترويج الإشاعات والأخبار الكاذبة، والمس بالحياة الخاصة للمواطنين، وهي ممارسات دخيلة على مهنة الصحافة، تمارسها فئات غير مؤهلة مهنيًا ولا تربطها علاقة حقيقية بأخلاقيات المهنة أو ضوابطها.

وأعرب أعضاء الفيدرالية عن وعيهم بضرورة تحصين المكتسبات الحقوقية التي راكمها المغرب في مجال حرية التعبير والصحافة، مع التأكيد على أن هذه المكتسبات أُفرغت من مضمونها في كثير من الأحيان بفعل استغلالها من طرف جهات دخيلة تستغل غياب شروط التأهيل والتكوين.

وانطلاقًا من هذا التشخيص، أطلقت الفيدرالية المغربية للإعلام حزمة من المطالب والإجراءات العاجلة، تضمنها “نداء القنيطرة”، في مقدمتها ضرورة وضع إطار قانوني رادع داخل قانون الصحافة والنشر، يمكن من مواجهة التجاوزات المهنية المتكررة، وعدم فتح أبواب الممارسة المهنية أو منح بطاقة الصحافة والدعم العمومي لغير المؤهلين مهنيًا وتعليميًا، والتمييز المهني الصارم بين مهنة الصحافي وصانع المحتوى (اليوتوبر أو “المؤثر”)، الذي لا يخضع لقواعد المهنة نفسها، وإلزام الممارسين قانونيًا ونظاميًا باحترام أخلاقيات المهنة وضوابطها، على النحو الذي يساهم في تخليق القطاع، ودعوة السلطات المختصة، وعلى رأسها وزارة الاتصال، المجلس الأعلى للسلطة القضائية، رئاسة النيابة العامة والمجلس الوطني للصحافة، المُمثل حاليًا باللجنة المؤقتة، إلى تحمّل مسؤولياتها الكاملة في مواجهة الانفلات المهني وتقويم الممارسة.

وفي الجانب التطويري، اقترحت الفيدرالية المغربية للإعلام إطلاق برنامج مشترك مع الوزارة الوصية على القطاع في مجال التكوين المهني والتقني في الصحافة، مع التركيز على تأهيل الصحافيين في مجال اللغات الحية، وتحديث مهاراتهم في تقنيات الرقمنة والذكاء الاصطناعي.

وأكد أعضاء الفيدرالية أن التكوين والتحديث التكنولوجي ركيزتان أساسيتان للنهوض بجودة الصحافة المغربية، خاصة في ظل التحولات الرقمية السريعة التي يعرفها المجال الإعلامي على الصعيد العالمي، إذ تضمن “نداء القنيطرة” عددًا من المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى إرساء صحافة مسؤولة ومهنية، من أبرزها إطلاق جائزة دولية للصحافة تعكس انخراط الفيدرالية في الدينامية العالمية للتميز المهني، وتنظيم منتدى دولي سنوي للإعلام يكون فضاءً للتبادل وتقاسم الخبرات والانفتاح على التجارب الدولية، وإصدار تقرير سنوي لرصد الانحرافات المهنية والممارسات غير الأخلاقية التي تشوب القطاع، وإحداث هيئة مغربية مختصة بالإعلام الخارجي تعنى بتسويق صورة المغرب دوليًا، من خلال خطاب مهني منفتح ومتزن.

وفي ما يتعلق بالتحديات المالية التي تواجه الصحافة الوطنية، خصوصا الرقمية منها، دعت الفيدرالية إلى توافق التمثيليات المهنية بشأن الدعم العمومي وآليات توزيعه في المستقبل، بما يحقق العدالة والشفافية، وإشراك المهنيين في الحوار مع شركات التواصل الاجتماعي الدولية، تحت مظلة جامعة الدول العربية، من أجل الدفاع عن قضايا المهنة وضمان العائد الإشهاري العادل لكل المؤسسات الإعلامية المغربية.

واختُتمت أشغال الجمع العام للفيدرالية بالتأكيد على أن “نداء القنيطرة” يشكل لحظة مفصلية في مسار الدفاع عن مهنة الصحافة في المغرب، ويمثّل تعبيرًا صادقًا عن الغيرة المهنية والرغبة الجماعية في إعادة الاعتبار للصحافة المغربية، كسلطة رابعة تسعى إلى الحقيقة وتخدم المصلحة العامة في إطار من المسؤولية والالتزام المهني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق