سيارات الهيدروجين عالقة بين التفوق التقني وضعف الطلب (تقرير)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تواجه صناعة سيارات الهيدروجين العالمية تحديات خطيرة في الوقت الذي يُعول عليها -من بين أخرى- لإزالة الكربون وتحقيق أهداف المناخ.

ويتراجع الطلب على الطرازات العاملة بوقود الهيدروجين بشدة لصالح السيارات الكهربائية، كما يبرز نقص نقاط الشحن وارتفاع الأسعار من بين أبرز العقبات أمام الصناعة الناشئة.

على الناحية الأخرى، يشهد القطاع تحقيق إنجازات تقنية متسارعة على يد شركات عالمية شهيرة؛ أبرزها هيونداي الكورية الجنوبية وتويوتا اليابانية، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتطورات القطاع.

ويبقى السؤال هنا: كيف تؤثر تلك العقبات في مستقبل صناعة سيارات الهيدروجين على المدى الطويل؟ وهو ما يجيب عنه خبير شهير في السطور التالية.

سيارات الهيدروجين

يقول الخبير ومؤسس منصة "إنرجي نيوز" أرنيس بيوغرادليجا، إن صناعة سيارات الهيدروجين مُقبلة على نقطة تحول في ضوء التحديات الكبيرة المسجلة مؤخرًا.

فمن ناحية تتقدم "البراعة" التكنولوجية لسيارات الهيدروجين بسرعة فائقة، خلال الوقت الذي تتخلف فيه العناصر الأساسية للسوق عن الركب.

وفي ضوء ذلك، يواجه التحول إلى الهيدروجين تحديات جسيمة؛ على رأسها شُح محطات إعادة التزود بالوقود.

محطة للتزود بوقود الهيدروجين
محطة للتزود بوقود الهيدروجين - الصورة من منصة "هيدروجين إنسايت"

كما رصدت منصة الطاقة المتخصصة حديثًا تراجع مبيعات سيارات الهيدروجين عالميًا في العام الماضي (2024) للعام الثاني على التوالي.

وتفصيليًا، انخفضت المبيعات بنسبة 21.6% إلى 12.866 ألف سيارة من 16.413 سيارة في عام 2023.

يأتي ذلك خلال الوقت الذي يواجه فيه وقود الهيدروجين نفسه انتقادات بسبب المعارضة المجتمعية أو الحوادث الناتجة عن التسرب، فضلًا عن توقعات "ضبابية" للطلب، وإفلاس شركات من داخل الصناعة وإنهاء مشروعات قبل أن تبدأ.

وعلى صعيد قطاع النقل، تبرز السيارات الكهربائية بوصفها خيارًا أكثر تفضيلًا؛ كونها أقل من حيث التكاليف وأعلى من حيث الكفاءة.

شركات سيارات الهيدروجين

تراهن اثنتان من شركات تصنيع سيارات الهيدروجين على التقنية الناشئة ولو لم تحقق النجاح التجاري المنشود، بحسب مقال الخبير أرنيس بيوغرادليجا الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى نحو خاص، أذهلت شركة هيونداي موتور الحاضرين بمعرض سول للنقل 2025 بطرح طرازها نيكسو الهيدروجيني المعدل بعد 27 عامًا من الأبحاث والتطوير.

ويتميز الطراز بقدرته على السير لأكثر من 700 كيلومتر بشحنة واحدة لمدة 5 دقائق فقط.

ورغم التحديات المستمرة أمام الانتشار بالسوق؛ فإن هيونداي تواصل الاستثمار في تطوير مواد صديقة للبيئة وأبرزها إضافة البلاستيك المُعاد تدويره إلى تصميم طراز نيكسو العامل بوقود الهيدروجين.

كما أعادت تعريف كفاءة نظام الدفع من خلال أنظمة محركات مزدوجة المحول الكهربائي لزيادة الكفاءة إلى 90%.

سيارة نيكسو الهيدروجينية
سيارة نيكسو الهيدروجينية - الصورة من موقع شركة هيونداي

أما شركة تويوتا فقد عدّلت إستراتيجيتها "بطموح مدروس"، وأطلقت النسخة الهيدروجينية من سيارتها "كراون" (Crown) المزودة بنظام هجين عالي الكفاءة يجمع بين تحسين الكفاءة والأداء العالي، حسبما تقول على موقعها الرسمي.

ويصل نطاق قيادة السيارة إلى 820 كيلومترًا، وتحتوي على 4 خزانات هيدروجين عالي الضغط.

كما أعلنت تويوتا في 14 فبراير/شباط (2025) تطوير الجيل الثالث الجديد من خلايا وقود الهيدروجين المصممة لتلبية الاحتياجات الخاصة للمركبات التجارية، مع تحسينات كبيرة في الأداء وكفاءة استهلاك الوقود وتقليل التكاليف بالمقارنة بالنسخة السابقة.

مستقبل صناعة سيارات الهيدروجين

يقول الكاتب أرنيس بيوغرادليجا إن التقدم الذي تشهده صناعة سيارات الهيدروجين يؤكد نقطتين؛ أولاهما القدرات التي تبشر بها تقنية خلايا وقود الهيدروجين من ناحية والرؤية الحازمة التي يتحلى بها قادة الصناعة وعلى رأسهم الرؤساء التنفيذيون لشركتي هيونداي وتويوتا.

وعلى نحو خاص، قال إن تركيز هيونداي الراسخ على الهيدروجين يتجاوز إيرادات السوق الفورية، وهو ما يوضحه الرئيس التنفيذي لها خوسيه مونوز بقوله: "إننا لا ننظر إلى الوضع قصير الأمد وإنما لدينا مهمة لإحراز تقدم من أجل البشرية".

تلك الرؤية راسخة داخل عقيدة هيونداي منذ عام 1998 عندما أسست مشروع "ميركري" البحثي لتطوير خلايا وقود الهيدروجين (Mercury).

أما شركة تويوتا؛ فإن التزامها بتطوير الطرازات الهيدروجينية يشير إلى مستقبل "قد يُكمل فيه الهيدروجين أو حتى يعيد تعريف الربحية" داخل الصناعة التي تهيمن عليها السيارات الكهربائية.

سيارة هيونداي نيكسو
سيارة هيونداي العاملة بخلايا وقود الهيدروجين نيكسو

ومرت 14 عامًا على إطلاق هيونداي لأول سيارة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين في العالم، لكن الطلب ما زال ضعيفًا.

وثمة "انفصال" بين الجدوى التقنية واستعداد السوق للشراء، وهو ما يثير تساؤلًا بشأن قدرة المكاسب البيئية والمرتبطة بالأداء لسيارات الهيدروجين على تعويض التحديات الحالية أمام استثمارات البنية الأساسية والطلب من السوق.

بدورهم، يزعم قادة الصناعة أن قيمة الهيدروجين تتجاوز حدود أرقام المبيعات، وهي "خطوة حاسمة نحو التحول الأوسع باتجاه حلول الطاقة المستدامة"، وفق ما جاء في المقال.

يؤكد ذلك التزام هيونداي المستمر منذ عقود بنهج الابتكار، وفي تويوتا عبر استغلال نجاح الطرازات الموجودة فعلًا.

وبذلك فإن هذا النهج هو استثمار في المستقبل؛ حيث ستظهر الحاجة لأنواع وقود بديلة تحقيقًا للضرورات البيئية رغم العقبات التجارية على المدى القريب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق