ليس مجرد تقليد.. شم النسيم طقس فرعوني يرمز للبعث والحياة

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ليس مجرد تقليد.. شم النسيم طقس فرعوني يرمز للبعث والحياة

في كل عام، يحتفل المصريون بيوم يعرف باسم “شم النسيم”، يمتلئ بالبهجة، الألوان، وروائح الربيع. ولكن خلف هذا الاسم الذي بات مألوفًا، تختبئ قصة تعود إلى أكثر من 4700 سنة، في أعماق الحضارة المصرية القديمة، حيث لم يكن يعرف يومها بـ”شم النسيم”، بل باسم “شمو”.

“شمو” باللغة الهيروغليفية تعني “بعث الحياة” أو “بداية الخلق”، وكان يومًا مقدسًا لدى المصريين القدماء، إذ لاحظوا توافقه مع الاعتدال الربيعي، حيث تتساوى ساعات الليل والنهار، وتتعامد الشمس على الأهرامات في مشهد مهيب، رأوا فيه رمزًا لبداية جديدة.

ومن هنا انطلقت طقوس الاحتفال بالحياة المتجددة: الخروج إلى الطبيعة، تلوين البيض رمزًا للخصوبة والانبعاث، وتناول أطعمة مثل الفسيخ والبصل والبيض، وكلها عناصر متصلة بعناصر الطبيعة وفلسفة التجدد والخلود.

لكن كيف تحول اسم “شمو” إلى “شم النسيم”؟

ذلك حدث في العصر القبطي، حيث تعرّبت الكلمة وتحورت مع الزمن. لم يفهم الناس آنذاك الأصل الفرعوني العميق للكلمة، فظنوا أن “شمو” تعني “شمّ”، وأضافوا “النسيم” باعتباره الهواء العليل الذي يميز بداية فصل الربيع.
وهكذا استقر الاسم في الوعي الشعبي ليُصبح “شم النسيم”، اسمًا احتفظ بجمال الطقس، وإن غابت عنه القصة الأصلية.

اليوم، ومع كل نَسمة تهب في أول الربيع، تعود روح “شمو” من جديد، لتذكرنا بأن خلف كل طقس نمارسه، تاريخًا ممتدًا، وحضارة رأت في أبسط مظاهر الطبيعة دعوة للبعث… وللأمل… وللبدايات الجديدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق