يعتبر شم النسيم عيد مصرى الهوى والهوية بدأته مصر وصدرته لدول العالم ، فلم تتغير طقوسه منذ نشأته من حوالى خمسة آلاف عام ورغم تعرض مصر لكثير من الغزوات وتغير الديانات فظل كما هوالعيد الوحيد الذى استمر من وسط ١٦٨عيد لدى قدماء المصريين ونجد أن أكلاته تتوحد عليها جميع الطبقات فى هذا اليوم فما هو شم النسيم.
وقال الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين، إن شم النسيم يعد من أهم أعياد مصر الفرعونية، وترجع بداية الاحتفال به إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، أي نحو عام (2700 ق.م)، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية ويحتفل به الشعب المصري حتي الآن؛ وأن كان بعض المؤرخين يرون أن بداية الاحتفال به ترجع إلى عصر ما قبل الأسرات، ويعتقدون أن الاحتفال بهذا العيد كان معروفًا في مدينة هليوبوليس "أون" وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"وهو اسم شهر الحصاد ويرمز له بعلامة العنخ (مفتاح الحياة).
وأوضح الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين في تصريحات خاصو لـ “مصر تايمز” أن شم النسيم عند قدماء المصريين كان يرمز إلى بعث الحياة وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بداية خلق العالم .
وتابع: "قد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة".
و أضاف كبير الأثريين أن قدماء المصريين كانوا يحتفلون بذلك اليوم في احتفال رسمي كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس في برج الحمل.
فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم فالشمس عندهم هى والنيل مصدر الماء اهم عنصرين فى الحياة وفي تلك اللحظة يحدث شيء عجيب، حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.
كما أشار ما زالت هذه الظاهرة العجيبة تحدث مع مقدم الربيع في الحادي والعشرين من مارس كل عام، في الدقائق الأخيرة من الساعة السادسة مساءً، نتيجة سقوط أشعة الشمس بزاوية معينة على الواجهة الجنوبية للهرم، فتكشف أشعتها الخافتة الخط الفاصل بين مثلثي الواجهة الذين يتبادلان الضوء والظلال فتبدو وكأنها شطران.
وأكمل كبير الأثريين أن "هيرودوت" المؤرخ اليوناني الذي زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد وكتب عنها، ذكر أن المصريين كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم وكان السمك هو أحد عطايا النيل بعد الفيضان حيث كان يصور معبود النيل حابى حاملا مائدة عليها خيرات النيل وأهمها السمك.
وأردف كذلك كان البصل من بين الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في تلك المناسبة، وقد ارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض، فكانوا يعلقون البصل في المنازل وعلى الشرفات، كما كانوا يعلقونه حول رقابهم فى عيد نترت ويضعونه قشره فى التحنيط وفوق عيون المومياء، ويضعونه تحت الوسائد، وما زالت تلك العادة منتشرة بين كثير من المصريين حتى اليوم.
وكان الخس من النباتات المفضلة في ذلك اليوم، وقد عُرِف منذ عصر الأسرة الرابعة، وكان يُسَمَّى بالهيروغليفية "عب"، واعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة، فنقشوا صورته تحت أقدام إله التناسل آمون مين عندهم وكانت زيته مقوى جنسى وكان يساعد الجسم فى التخلص من كميات الملح الموجودة فى السمك المملح.
وكانوا يكتبون أمانيهم على البيض ويضعونه فى سلال تعلق فى الأشجار لتشرق عليها الشمس لتحقق كل أمانيهم فى العام الجديد كما أن المعبود بتاح معبود الفن والخلق كان يصور على بيضه وتوجد كمية من الأحجار المشكلة على هيئة البيضة فى منطقة تل العمارنة فى المنيا وكانوا يأكلونه فى هذا العيد وكذلك كانت الملانه (الحمص الأخضر ) من مأكلوتهم فى هذا اليوم وكان يسمى حر بيك (رأس حورس )لأنه تشبه رأس الصقر رمز حورس وكانت ثمرته تنضج فى هذا الوقت .
خروج اليهود من مصر
واستطرد أخذ اليهود عن المصريين احتفالهم بهذا العيد، فقد كان وقت خروجهم من مصر ، في عهد "موسى" – مواكبًا لاحتفال المصريين بعيدهم، وقد اختار اليهود – على حَدِّ زعمهم - ذلك اليوم بالذات لخروجهم من مصر حتى لا يشعر بهم المصريون أثناء هروبهم حاملين معهم ما سلبوه من ذهب المصريين وثرواتهم؛ لانشغالهم بالاحتفال بعيدهم، ويصف ذلك "سِفْر الخروج" من "العهد القديم" بأنهم: "طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابًا، وأعطى الرَّب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم. فسلبوا المصريين".
واتخذ اليهود ذلك اليوم عيدًا لهم، وجعلوه رأسًا للسنة العبرية، وأطلقوا عليه اسم "عيد الفِصْح" – وهو كلمة عبرية تعني: الخروج أو العبور – تيمُّنًا بنجاتهم، واحتفالاً ببداية حياتهم الجديدة ونجد أنهم طلبوا العودة لمصر لأكل بصلها وثومها وفومها .
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق