السعودية تعيد تعزيزات عسكرية لمأرب وسط مخاوف من سقوطها

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ظل تصاعد التصريحات والتحركات العسكرية في اليمن، أعلنت السعودية عن إعادة نشر قواتها وقوات التحالف في منطقة "العرادة" بمحافظة مأرب، في خطوة تُفسر على أنها استعداد لمواجهة تقدم الحوثيين نحو المدينة الاستراتيجية.

السياق العسكري والسياسي

تعد مأرب واحدة من أهم المعاقل الحكومية المتبقية في شمال اليمن، حيث تشكل مركزاً اقتصادياً واستراتيجياً بسبب حقول النفط والغاز، كما أنها تحمل رمزية سياسية كبيرة كونها معقل قبائل كبيرة وقاعدة رئيسية للقوات الموالية للشرعية اليمنية.

في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت المخاوف من سقوط المدينة في أيدي جماعة الحوثي، خاصة بعد سلسلة التقدم التي حققها المتمردون في جبهات متعددة حول مأرب. وقد أدت الضربات الحوثية المتكررة على مواقع الجيش اليمني وقوات التحالف إلى إضعاف الخطوط الدفاعية، مما دفع الرياض إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الوجود العسكري في المنطقة.

إعادة الانتشار في العرادة: أهداف ومخاطر

تشير مصادر محلية وعسكرية إلى أن السعودية قامت بتحريك تعزيزات عسكرية إلى منطقة العرادة، وهي منطقة حدودية تطل على جبهات ساخنة في مأرب. وتأتي هذه الخطوة في إطار محاولة لوقف تقدم الحوثيين، الذين يحاولون قطع خطوط الإمداد وتعزيز حصارهم على المدينة.

لكن هذه الخطوة تثير أيضاً تساؤلات حول مدى قدرة التحالف على صد الهجمات الحوثية، خاصة في ظل الاستنزاف الطويل للحرب واستمرار الدعم الإيراني للمتمردين. كما أن أي سقوط لمأرب سيكون ضربة قاسية للمشروع السعودي في اليمن، وسيعزز موقف الحوثيين سياسياً وعسكرياً، مما قد يدفع الأطراف الدولية إلى إعادة تقييم مواقفهم.

ردود الفعل المحلية والدولية

أعربت الحكومة اليمنية عن ترحيبها بإعادة الانتشار السعودي، معتبرة أنها خطوة ضرورية لوقف "التوسع الحوثي الإرهابي". من جهة أخرى، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون مؤشراً على أن المعركة على مأرب قد تدخل مرحلة حاسمة في الأسابيع المقبلة.

في المقابل، يستمر الحوثيون في التصعيد، حيث أعلنوا عن استعدادهم لمواجهة أي تحركات سعودية، بينما يحاولون استغلال التدهور الاقتصادي والمعنوي في صفوف القوات الحكومية لتحقيق مكاسب ميدانية جديدة.

خيارات الرياض ومستقبل المعركة

تواجه السعودية خيارات صعبة: إما مضاعفة الدعم العسكري والجوي لمنع سقوط مأرب، أو البحث عن تسوية سياسية قد تخفف من حدة المعارك. ومع استمرار الضغوط الدولية لإنهاء الحرب، قد تكون المعركة على مأرب نقطة تحول في الصراع اليمني.

يبقى مصير المدينة غير واضح، لكن ما هو مؤكد أن المعارك القادمة ستحدد إلى حد كبير ملامح المرحلة المقبلة في اليمن، سواء نحو مزيد من التصعيد أو فتح طريق جديد للحل السياسي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق