في سرد صادم تتقاطع فيه خيوط العاطفة والطمع والضغوط الأسرية، يكشف شاب عشريني تفاصيل تورطه في جريمة قتل صديقه المقرب، وسرقة سيارته، بالتعاون مع امرأة وأمها، خططتا لكل خطوة بدقة باردة.
من علاقة نشأت خلال توصيل العمال إلى شوارع أكتوبر، إلى جريمة مكتملة الأركان تحركها شهوة المال والانتقام.
في السطور التالية سنعرض اعترافات المتهم التي حصل عليها موقع “زائد” لحظة بلحظة، كما وردت في محاضر التحقيق.
جاءت أقوال المتهم “محمد انور سنوسی”، 24 سنة يعمل سائق، أمام جهات التحقيق كالآتي:
س: اسرد لنا تفاصيل ارتكابك لواقعة قتل المجني عليه المتوفي إلى رحمة الله “مصطفى سعيد محمود” وسرقتك للسيارة قيادته تحديدًا؟
ج: اللي حصل إنّي كان عندي أتوبيس نويتا كوستر، كنت شغال بيه في شركة أراميكس، بودّي عمالة من بهرمز ناحية المناشي وأوديهم أكتوبر. ولما كنت بودّي العمال أكتوبر، كانت وقتها “سعاد” شغالة في نفس الشركة اللي كنت بوصل العمالة فيها، واتعرفت عليها وقتها وخدنا أرقام بعض.
عرفت سعاد من حوالي خمس شهور، والفترة دي كلها كنت أنا بوصل سعاد الشغل، من ضمن العمالة اللي كانت بتركب معايا، والفترة دي البيت عندي وأبويا عرف إني بكلم واحدة مطلقة من العمالة اللي بوصلها، واسمها سعاد.
وتابع: أبويا قالي: “إنت إيه بينك وبين البت دي؟”، قلت له: “مفيش أي حاجة”، قالي: “لو العربية هتعملنا مشاكل، أنا هبيع العربية”.
ورجع أبويا بعد فترة عرف إني لسه بكلمها، وساعتها قالي: “العربية مش هتشتغل في ورديات تاني، ولو عايز تشتغل بيها، اشتغل بيها في الشارع أجرة”، ومرضيش يديني العربية، وأنا وقتها مرضتش أشتغل بيها أجرة، بس بعض الأوقات كنت باخدها بالليل أعمل بيها دور في الموقف علشان أجيب مصاريفي.
وأضاف: الكلام ده حصل من قبل العيد الكبير على طول. الفترة دي كنت لسه بكلم سعاد، وأبويا رفض الجوازة، وقاللي: “دي مطلقة وعندها عيل”.
وقلت لسعاد إن أبويا مش موافق على الجوازة، وهي قالت لأمها “نحمده”، وأمها كلمتني ساعتها وقالتلي: “أنا هكلم أبوها وهشوف الموضوع ده معاه”.
واستكمل المتهم: بعدها بيوم، لقيت أمها بتكلمني وبتقولي: “أبوها بيقول هات أي حد من أهل ابن عمك ولا ابن خالك وتعالى اطلبها”، وأنا ساعتها رفضت وقلت لها: “أنا مش هعمل حاجة من ورا أبويا”.
وفضلنا نتكلم أنا وسعاد عادي، ونتقابل مرة واتنين، ومن حوالي عشرين يوم اتقابلنا، وقالتلي إنها هتعرف تتصرف في عمالة ومحتاجين عربية نشتغل عليها ورديات، وهي تجيب العمالة.
واتفقت معايا إنها هتديني ٢٠٠ جنيه يوميًا في ورديات العمالة، وأنا هشتغل بيها أجرة وأجيب مصاريف ليا بعيد عنها، وأنا وقتها كنت مفكر إنها هي اللي هتتصرف في العربية وتشتريها.
وفي الوقت ده، كنت مستنيها علشان أشوف هي هتتصرف في العربية منين.
وفي الفترة دي، وبحكم إن مصطفى -الله يرحمه- كان صاحبي وجاري في المنطقة، وهو كان معاه عربية شغال بيها ورديات عمال مع شركة الشرقية للدخان، ووقتها طلعت مع مصطفى ورديتين، وسعاد عرفت إني بطلع معاه.
ولما عرفت، كنت بكلمها وبسألها: “عملتي إيه في حوار العربية؟”، فقالتلي: “ده أنا سألت، وكنت فاكرة إني هجيب قرض من تساهيل بخمسين أو ستين ألف، ونجيب العربية”.
وقلت لها: “ده العربية اللي من غير ورق بـ١٥٠ ألف، يعني القرض ده على معمل واحد. إحنا في التار، هنعمل إيه؟ العمال جاهزة ومحتاجين العربية”.
ومن حوالي ١٥ يوم، كل ما نتكلم، تكلمني وتقوللي: “ما تشوف مصطفى لو يرضى يدينا العربية أو نتصرف ناخدها من وراه أو نشيله من على وش الدنيا، بس المهم إننا نتصرف في عربية”.
واستكمل المتهم: قولت لها: “لأ”، وابتديت أخاف منها.
وبعدها بيوم، ومن حوالي ١٠ أيام، لقيتها بتقولي: “إحنا هنخلص من مصطفى وناخد العربية”، وأنا ساعتها كنت خايف منها، لحد ما قالتلي: “هناخدها، وتغير ملامح العربية”، وسألتني: “تتكلف كام اليومية علشان نغير شكل العربية؟”، قلت لها: “من ١٠ آلاف لـ١٣ ألف”.
بعدها بيوم، لقيت أمها “نحمده” بتتصل بيا وبتقولي: “العربية دي هتصرف قد إيه؟”، قلت لها: “من ١٠ لـ١٣ ألف”، قالتلي: “فيه ١١ ألف”، قلت لها: “تمام”.
رجعت كلمتني تاني بعدها بنص ساعة، وقالتلي: “أنا مش هعرف أتصرف غير في ١٠ آلاف”، قلت لها: “خلاص، ماشي، أنا هحاول أتصرف في الباقي”.
قالتلي: “العربية دي حجمها قد إيه؟”، روحت باعتلها صورة عربية أبويا على الواتس، عشان هي نفس حجم عربية مصطفى.
وساعتها هي كلمتني، وقالتلي: “تعالى شوف المكان ده هينفع للعربية ولا لأ”، وساعتها فعلًا روحت أشوف المحل ده، لقيته بسلالم من المدخل.
وقلت لها: “مش هينفع نجيب العربية هنا”، فقالتلي: “خلاص، أنا هدور على محل تاني”.
وبعد حوالي ٤ أيام، لقيت سعاد كلمتني، وقالتلي: “تعالى شوف محل تاني”، وروحت شوفت المحل، وقابلت ساعتها الراجل اللي معانا، اللي اسمه “ثروت”، صاحب المحل اللي كنا هناجره منه علشان نحط فيه العربية.
فقلت لها: “تمام، المحل حلو وكبير، وهيشيل العربية”.
وساعتها روحت سايبها وماشي، ولما روحت، لقيت “نحمده” أم سعاد كلمتني، قالتلي: “الراجل قدامه ٤ أيام على ما يفضي المحل”.
وخلال الأربعة أيام دول، لقيت سعاد بتقولي: “إن الراجل صاحب المحل عايز عقد للعربية وصورة الرخصة قبل ما يدخلها المحل”.
وبعدها بيوم، بالصدفة، كنت واقف بجيب فطار، لقيت عربية مصطفى، وراكبها “محمود العسكري” اللي بيشيل الوردتين بتوع الصبح لما بينزل أجازة من الجيش.
ولقيته بالصدفة بيقوللي: “تعالى معايا الوردية”، وأنا راكب جنبه، خدت الرخصة من التابلوه وصورتها، وقلت لمحمود: “إني بصور الرخصة علشان أشوف المخالفات اللي على العربية”.
ورُحت باعت صورة الرخصة لسعاد ولأمها على الواتس.
وتاني يوم على طول، لقيت سعاد بتكلمني وقالتلي: “نتقابل، وهات…”
0 تعليق