نيجيريا تبحث الاستفادة من خبرة المغرب في الزراعة والطاقة المتجددة

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يطمح أهل الحل والعقد بولاية “كانو”، وهي إحدى الولايات الست والثلاثين بنيجيريا، إلى الاستفادة من التجربة المغربية في عدد من المجالات، كالطاقة المتجددة والفلاحة والصناعة؛ وهو ما كان محور زيارة وفد رسمي زار المملكة خلال الفترة الماضية.

وحسب بيان صادر عن المتحدث باسم حاكم الولاية، سنوسي باتوري داواكين توفا، فإن الزيارة التي كان على رأسها الحاكم أبا كبير يوسف، والتي هي عبارة عن بعثة استثمارية، أسفرت عن تفاهمات متقدمة مع مؤسسات مغربية مسؤولة عن قطاعات مختلفة.

وأفاد البيان بأن البعثة التقت بمسؤولين بكل من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والوكالة المغربية للطاقة المستدامة، إلى جانب “OCP AFRICA” وغرفة التجارة والصناعة والخدمات بالدار البيضاء.

وكشف المصدر ذاته أن الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، المعروفة اختصارا بـ”مازن” والمعروفة بإدارتها لإحدى كبريات محطات الطاقة الشمسية في إفريقيا الواقعة في ورزازات بإنتاجية تصل إلى 500 ميغاوات، تعهدت بتقاسم خبراتها والدروس المستفادة في هذا المجال، فضلا عن تقديم الدعم التقني لمبادرة “إنارة كانو Light-Up Kano” التي تروم توليد حوالي 2000 ميغاوات من الطاقة الشمسية في ظرف الخمس سنوات المقبلة.

وفي هذا الإطار، سعت التحركات النيجيرية إلى نقل التجربة المغربية في إنتاج الطاقة الشمسية إلى ولاية كانو الواقعة بشمال البلاد، إذ من المرتقب أن يشمل التعاون بين الطرفين، من خلال اتفاقيات، مجالاتٍ حيوية تشمل الدعم التقني وتحديد المستثمرين، ثم اعتماد أحدث تقنيات تخزين وتوزيع الطاقة، خاصة الموجهة لخدمة القطاع الصناعي المتنامي في الولاية.

وبالعودة إلى المصدر نفسه، فإن الاجتماع المنفصل الآخر الذي حضره الوفد النيجيري عرف تأكيد غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بالدار البيضاء استعدادها للتعاون مع ولاية “كانو” في مجالات الطاقة المتجددة وتطوير الثروات المعدنية الصلبة.

وقدرت الولاية النيجيرية عوائدها من الاستثمارات المغربية المرتقبة في 10 مليارات دولار خلال الخمس سنوات المقبلة؛ وهو ما يتماشى، حسبها، مع خطتها الاستثمارية الاستراتيجية.

ومن مجالي الطاقة والصناعة إلى الزراعة، فقد كان للوفد النيجيري لقاء مع مسؤولين بالفرع الإفريقي للمكتب الشريف للفوسفاط “OCP Africa”، باعتبار هذه المؤسسة من أكبر منتجي الأسمدة بالعالم. وأشار المصدر سالف الذكر إلى ترحيب المؤسسة المغربية بالشراكة المقترحة من قبل النيجيريين.

أكثر من ذلك، عرضت مشاريعَ جديدة بإمكانها أن تساهم في تحقيق التنمية الزراعية بالبلد الأفريقي المذكور، بدءا بإنشاء مصانع لخلط الأسمدة وابتكار أنظمة متطورة لسلاسل التوريد، فضلا عن السعي إلى دعم صغار المزارعين عبر تقنيات الزراعة الحديثة وخدمات الإرشاد الزراعي.

ولفت البيان الصحافي الصادر في هذا الصدد عن أن هذه الزيارة تعد خطوة محورية في مساعي ولاية كانو من أجل بناء شراكات عالمية قوية تسرع من النمو والتحول نحو الطاقة النظيفة، مع دعم التنمية الزراعية المستدامة.

وضم الوفد نفسه، الذي زار المغرب قبل أيام، شخصيات نيجيرية مسؤولة وتتقلد مناصب بولاية “كانو”؛ كعثمان بالا، مستشار الحاكم، وإبراهيم غاربا وايا المسؤول عن الإعلام، إلى جانب محمد نظير حاييرو، المدير العام لوكالة الترويج الاستثماري بالولاية، ثم شخصيات أخرى من قبيل كبيرو مغاشي، المدير العام لشركة الإمدادات الزراعية بولاية “كانو” دائما.

ويمثل هذا الرهان النيجيري على تجارب الرباط جزءًا من التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو تعزيز الشراكات مع دول إفريقيا جنوب الصحراء في إطار التعاون “جنوب ـجنوب”، وخاصة في مجالات حيوية؛ كالتنمية الزراعية والانتقال الطاقي، إذ إن المملكة تحاول عادة توفير حلول ناجعة وتقاسم تجاربها مع بلدان العمق الإفريقي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق