حملة رقمية تدعو إلى وقف قتل الكلاب الضالة واعتماد "حلول إنسانية"

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أطلقت مجموعة من الجمعيات الحقوقية والمهتمة بالحيوانات، إلى جانب عدد من مشاهير منصات التواصل الاجتماعي، حملة رقمية جديدة تهدف إلى وقف قتل الكلاب الضالة في عدد من المدن المغربية، ورفع الوعي بضرورة إيجاد حلول إنسانية وبديلة لهذه الممارسات التي أثارت جدلاً متصاعداً في الآونة الأخيرة.

الحملة، التي انتشرت عبر صفحات المنصات الاجتماعية تحت وسم “لا لقتل الكلاب”، لاقت تفاعلا كبيرا من النشطاء، إذ عمد العديد من المؤثرين والفنانين إلى مشاركة صور ومقاطع فيديو توثق الظروف القاسية التي تعاني منها الحيوانات الضالة، مرفقة بنداءات موجهة إلى المسؤولين والجهات المعنية من أجل التدخل العاجل. كما نظمت مجموعة من الجمعيات وقفات احتجاجية في هذا السياق .

واعتبر المشاركون في الحملة أن ما تشهده بعض المدن من حملات إبادة للكلاب الضالة لا يتماشى مع التزامات المغرب الدولية في مجال حماية الحيوانات، ولا يعكس أيضاً قيم الرحمة والتعاطف التي يؤمن بها المجتمع المغربي.

وفي حديث لهسبريس قال ناشط في جمعية للرفق بالحيوان: “نحن لا ننكر أن وجود الكلاب الضالة يشكل أحياناً تهديدا للسلامة العامة، لكن الحل لا يجب أن يكون القتل الجماعي”، مبرزا أن “هناك بدائل معتمدة دوليا، مثل برامج التعقيم والتطعيم والإيواء، وهي حلول أثبتت فعاليتها في بلدان عديدة”.

من جهتها أعربت خديجة بورقادي، رئيسة جمعية للرفق بالحيوان بمدينة فاس، عن إدانتها وبشدة حملات قتل الكلاب والحيوانات الضالة في العديد من المدن المغربية، وخاصة بالمناطق القروية، مضيفة أن “هذا الأمر تزايدت وتيرته بسبب الاستعدادات لتنظيم كأس العالم، فيما يتم استعمال الرصاص أو جمع الحيوانات داخل محاجز غير قانونية وقتلها عن طريق التسميم كما بحقنات”.

وأبرزت المتحدثة ذاتها في تصريح لهسبريس أن “هذه الحملات لا تمثل الحل الأمثل لمشكلة الحيوانات الضالة، بل تزيد من معاناتها وتتجاهل حقوقها”، مشددة على “ضرورة عمل السلطات المحلية والجهات المعنية على توفير حلول بديلة وإنسانية، مثل برامج التعقيم والتطعيم وإرجاع الحيوانات إلى مكانها الأصلي كما هو متفق عليه من طرف وزارة الداخلية والبياطرة في اتفاقية ‘2019 TNVR’ لضمان صحتها ورفاهيتها”.

وواصلت بورقادي: “بالإضافة إلى ذلك يجب تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الرفق بالحيوان، واتخاذ إجراءات فورية لحماية هذه الحيوانات وضمان حقوقها”.

وفي تصريح سابق كشف رئيس قسم حفظ الصحة والمساحات الخضراء بالمديرية العامة للجماعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية، محمد الروداني، أن “الأخبار التي تتحدث عن خطة للقضاء على 3 ملايين من الكلاب الضالة قبل كأس العالم 2030 تفتقد لأي أساس”، مشددا على أن “الجماعات الترابية ملتزمة، بشكل إرادي، بوضع حلول أخلاقية ومستدامة في تدبير ظاهرة الكلاب الضالة بما يتماشى مع المعايير الدولية لرعاية الحيوانات”.

يذكر أن هذه الحملة تأتي في سياق تصاعد الأصوات المطالبة بمراجعة السياسات المتبعة في التعامل مع الكلاب الضالة، خاصة بعد تداول صور ومشاهد توثق لعمليات وصفت بـ”العنيفة”، ما أثار استياء واسعا وسط الرأي العام.

ويأمل القائمون على هذه المبادرات الرقمية أن تشكل خطوة أولى نحو حوار مجتمعي موسع، تؤخذ فيه مصالح الإنسان والحيوان معا بعين الاعتبار، بعيدا عن العنف ومن منطلقات أخلاقية وقانونية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق