سجّلت سعة طاقة الرياح المضافة عالميًا في 2024، مستوى قياسيًا، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية في عدد من الأسواق، مدفوعة بالطلب المتزايد على مصادر نظيفة للكهرباء.
وأظهر تقرير حديث، حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن طاقة الرياح حافظت على زخمها خلال العام الماضي، محققة رقمًا قياسيًا جديدًا بإضافة 117 غيغاواط، ويمثّل ذلك زيادة طفيفة لا تتجاوز 0.34% مقارنة بالرقم القياسي السابق في عام 2023 البالغ 116.6 غيغاواط.
وتوقع التقرير استمرار نمو سعة طاقة الرياح المضافة عالميًا بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 8.8% حتى عام 2030، لكنه حذّر من استمرار عدم استقرار السياسات في بعض الأسواق، ما يهدّد هذا الزخم.
وأوضح ضرورة تحسين آليات التصاريح، وتطوير شبكات نقل الكهرباء، فضلًا عن تطوير آليات المناقصات لضمان التوسع السريع في طاقة الرياح، بما يتماشى مع الاتجاه العالمي نحو التحول إلى الكهرباء، وفي إطار المساعي العالمية لمضاعفة قدرة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول 2030.
سعة طاقة الرياح المضافة عالميًا في 2024
شملت سعة طاقة الرياح المضافة عالميًا في 2024 نحو 109 غيغاواط من طاقة الرياح البرية و8 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية، ليصل إجمالي السعة التراكمية إلى 1136 غيغاواط، مع انتشار توربينات الرياح في 55 دولة خلال العام الماضي.
وكشف التقرير الصادر عن مجلس الرياح العالمي، اليوم الأربعاء 23 أبريل/نيسان (2025)، عن أن غالبية الإضافات تركزت في الدول الرئيسة نفسها التي هيمنت على السوق منذ سنوات، وهي:
- الصين: 79.824 غيغاواط.
- الولايات المتحدة: 4.058 غيغاواط.
- ألمانيا: 4.022 غيغاواط.
- الهند: 3.420 غيغاواط.
- البرازيل: 3.278 غيغاواط.
كما امتد نمو سعة طاقة الرياح المضافة عالميًا إلى أسواق جديدة، أبرزها أوزبكستان ومصر والسعودية، إذ أظهرت أداءً قويًا في هذا القطاع.
وعلى صعيد المناطق، سجلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ نموًا بنسبة 7% مقارنة بالعام السابق، إذ شكّلت الصين وحدها 70% من إجمالي السعة المضافة في 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بينما حقّقت منطقة أفريقيا والشرق الأوسط عامًا قياسيًا، مع زيادة هائلة في إضافات طاقة الرياح البرية تصل إلى 107%، مقارنة بالعام الماضي، بدعم من مصر والسعودية بإضافة 794 ميغاواط و390 ميغاواط على التوالي.
وعلى الرغم من هذه النجاحات، عانت أميركا الشمالية وأميركا اللاتينية وأوروبا تراجعًا في الإضافات الجديدة مقارنة بعام 2023.
ويستعرض الرسم الآتي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، تطور سعة طاقة الرياح المضافة عالميًا بين عامي 2004 و2024:
مناقصات الرياح البرية والبحرية
سجّل قطاع طاقة الرياح البرية نموًا لافتًا خلال عام 2024، إذ تضاعف إجمالي القدرات الممنوحة من خلال المزادات وآليات الشراء المختلفة (باستثناء الصين).
وفي أوروبا وحدها، بلغت القدرات الجديدة 17 غيغاواط، بزيادة نسبتها 24% مقارنة بعام 2023، إذ قادت ألمانيا هذا النمو بمنح 11 غيغاواط من طاقة الرياح البرية، أي بزيادة قدرها 72% أو ما يعادل 4.6 غيغاواط عن العام السابق.
وفي موازاة ذلك، حقّقت طاقة الرياح البحرية إنجازًا قياسيًا غير مسبوق خلال 2024، إذ شهد العالم منح 56.3 غيغاواط من القدرات البحرية الجديدة عبر المزادات، مع تصدر أوروبا القائمة بـ23.2 غيغاواط، تلتها الصين بـ17.4 غيغاواط.
وحسب تقرير سعة طاقة الرياح المضافة عالميًا في 2024، فقد انضمت الأسواق الصاعدة إلى الركب، إذ منحت كوريا الجنوبية 3.3 غيغاواط، وتايوان 2.7 غيغاواط، واليابان 1.4 غيغاواط.
وتوقع مجلس الرياح العالمي أن تتضاعف القدرات البحرية الجديدة خلال المدة من 2025 إلى 2030، لترتفع من 16 غيغاواط في عام 2025 إلى 34 غيغاواط بنهاية العقد.
وبذلك، سترتفع إسهامات الرياح البحرية من 11.8% إلى 17.5% من إجمالي القدرات الجديدة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

طفرة سعة طاقة الرياح المضافة أمام 4 عراقيل
بحسب نائب رئيس مجلس إدارة المجلس العالمي لطاقة الرياح، جيريش تانتي، تمثّل طاقة الرياح اليوم أحد أرخص مصادر الطاقة، وتُعد من الركائز الأساسية في نمو الطاقة النظيفة هذا العقد.
وعلى الرغم من النمو الطفيف مقارنة بالعام الماضي، فإن التقرير يعكس ديناميكية جديدة في السوق، إذ تتوسع طاقة الرياح نحو مناطق جغرافية جديدة وتبرز أسواق ناشئة بقوة، بالتوازي مع ارتفاع الطلب العالمي على كهرباء نظيفة وموثوقة.
وحدّد التقرير 4 عراقيل رئيسة تعوق التقدم؛ الضغوط الاقتصادية والمالية، والحواجز التجارية، وضعف آليات الشراء والمناقصات، والظروف الاستثمارية الصعبة في سلاسل التوريد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق