علق المخرج الدرامي والناقد أيمن عبد الرحمن على إعلان الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الاستعداد لتقديم مسلسلي "طلعت حرب" و"مجدي يعقوب"، وإطلاقه مؤتمر تطوير الدراما، قائلا إن فكرة تقديم المسلسلين “فاشلة”، ولن تجذب أي جمهور لمشاهدتها، مشيرا إلى أن من يتحدثون عن مؤتمر تطوير الدراما المصرية يستهدفون الشو الإعلامي فقط.
وأضاف عبدالرحمن في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، أنه كأحد أبناء ماسبيرو يتمنى العودة لتقديم دراما، قبل أن يخرج على المعاش، ولكن الواقع الجديد في سوق الإنتاج الدرامي قد تجاوز ماسبيرو بقطاعاته، معقبا: "نحن لا نصلح لأن نقوم بإنتاج درامي لعدة أسباب، أولها أن قنوات ماسبيرو لم يعد يتابعها أحد، وأي عمل درامي ستقدمه من إنتاجك وعلى شاشاتك لن يشاهده أحد".
وأشا إلى أن الوسائط أصبحت مختلفة وعادة المشاهدة للتليفزيون المصري اختفت، خاصة مع الأجيال الجديدة التي تتابع المنصات، موضحا أن طريقة الإنتاج الدرامي بجميع تفاصيلها اختلفت، ولم يعد ماسبيرو بمخرجيه قادرين على مواكبة هذا التطور في شكل ومحتوى الدراما.
وأكد الناقد أيمن عبد الرحمن أن الهيئة الوطنية للإعلام لن تقدر على المنافسة في سوق الدراما بالوقت الحالي، خاصة أن إنتاجاتها ستخرج تحت إشراف جهات إدارية روتينية، بالإضافة إلى عدم وجود وسائل عرض قوية يمتلكها ماسبيرو، وقال: "الأجيال الجديدة وهي النسبة الأكبر في المجتمع لا تعرف القناة الأولى والقناة الثانية، ولم ولن تتابعها في أي وقت، وبذلك تكون خسرت جمهور كبير جد"، مستنكرا: "مين بيتفرج على قنوات ماسبيرو دلوقتي!".
ونوه بأن من يقوموا بعمل مؤتمرات والترويج لفكرة عودة الروح لـ ماسبيرو، لا يمتلكوا آليات المهنة بتطورها، لافتا إلى أنه لا يوجد في قطاعات ماسبيرو أجيال جديدة من المخرجين والمؤلفين، والأجيال القديمة بتاريخهم الكبير، لم يواكبوا أي تطور في عالم الإنتاج الدرامي، ودون ذكر أسماء إيقاعهم بطيء وقديم.
وأكمل قائلا: "صناعة الدراما تطورت كثيرا في العالم، وأعتقد أن ماسبيرو ليس لديه القدرة على مواكبة هذا التطور، ولا يمكن أن ننتج أعمالا درامية تصلح للعرض في نتفيلكس أو أمازون أو غيرها من المنصات".
وأوضح إن شكل الدراما اختلف على مستوى السرد "النص الدرامي" بمعنى - شكل الكتابة - وأيضا على مستوى التنفيذ، وقال: "بالتالي أنت مش هتقدر تجيب مخرج من الموهوبين الشباب اللي ناجحين دلوقتي"، متسائلا: "هل لدينا مخرجين في التليفزيون قادرين على العمل في الشكل الجديد؟! مستحيل".
ولفت إلى أن فكرة تطوير الدراما كان من الممكن أن تكون جيدة في حال بدأت منذ 10 سنوات على الأقل، ولكن ما يحدث حاليا مجرد "شو" من أجل إرضاء الرئيس بعد تصريحاته عن الدراما، مضيفا أن شخصيات كـ طلعت حرب أو مجدي يعقوب لا يوجد في حياتهم ما يستدعي تقديمها في عمل درامي.
وشرح قائلا: "مثلا طلعت حرب لا يوجد في حياته أي صراع درامي جاذب، أما مجدي يعقوب فعاش 50 عاما من حياته خارج مصر، فكيف ستقدم هذه المرحلة! وهل لدينا القدرة على التصوير بالخارج في ظل هذه الظروف الصعبة! مستحيل، ومن الأفضل أن نقدم عن حياتهم فيلم تسجيلي مثلا".
وختم عبد الرحمن تصريحاته قائلا: "من يتحدث عن أن هذه الأعمال تقدم رسالة ولا تستهدف ربح، فعليه أن يعرف إن صناعة الدراما تستهدف الربح أولا مع المتعه والترفيه، وإذا فقدت هذه الأهداف، فلن تنجح ولا داعي لتقديمها لأنك بذلك ستقدم أعمال فاشلة لم تحقق ربح مادي ولا نجاح جماهيري، ولن تجد فرصة للإنتاج مجددا"، وقال: "أرجوكم سيبوا الدراما في حالها".
0 تعليق