في حي الريان شرق مكة المكرمة، يواجه سكان المنطقة تحديات يومية خطيرة بسبب ظهور تدفقات مياه جوفية غزيرة، مما يهدد سلامة المنازل وصحة الأسر. هذه المشكلة لم تكن موجودة سابقًا، لكنها أصبحت مصدر قلق كبير مع مرور السنوات.
تدفق المياه الجوفية يهدد المنازل
يروي هلال القرشي، أحد سكان الحي، قصته مع هذه المشكلة التي بدأت قبل نحو تسعة أشهر، حيث ظهرت مياه جوفية في بدروم منزله من الجهة الغربية. يقول إنه عاش في هذا المنزل لمدة سبع سنوات دون أي مشاكل، لكن مع زيادة التواجد السكني في المنطقة، أصبحت المنغصات واضحة. الحي يفتقر إلى شبكة المياه والصرف الصحي الفعالة، مما أدى إلى تراكم هذه المياه. وفقًا لتقرير هندسي، تُعزى هذه التدفقات إلى عدم عزل البيارات بشكل فني صحيح، مما يجعلها مصدرًا لمياه صرف صحي ملوثة. هذا الوضع دفع القرشي إلى استخدام أجهزة سحب المياه للحد من الضرر، إلا أن المشكلة تتفاقم مع مرور الوقت.
تحديات شبكة الصرف الصحي
بالإضافة إلى مخاطر التدفقات، يؤدي هذا الوضع إلى ظهور طبقة من الطحالب على الأرضيات، مما يخلق بيئة مثالية لانتشار البعوض والحشرات، ويزيد من مخاطر الصحة العامة. يشعر القرشي بالحرج أمام جيرانه، حيث أصبحت هذه المشكلة مصدر إزعاج مشترك. لقد حاول التواصل مع الجيران للتأكد من سلامة شبكة الصرف الصحي، كما أوصى التقرير الهندسي، لكن الجهود لم تكتمل بسبب عدم وجود إصلاحات فعالة. كما أن مراجعاته المتكررة للجهات المسؤولة لم تؤدِ إلى أي نتائج ملموسة، مما يعكس نقصًا في الرد السريع والحلول العاجلة. هذا الوضع يبرز أهمية تدخل الجهات المعنية لإصلاح الشبكات ومنع الارتدادات، خاصة في مناطق سكنية نامية مثل حي الريان.
تستمر هذه المشكلة في التأثير على حياة السكان، حيث أصبحت المنازل عرضة للتلف الهيكلي والصحي. يطالب القرشي وغيره من السكان بإجراء فحوصات شاملة لشبكة الصرف الصحي، مع التركيز على عزل البيارات بشكل صحيح لتجنب تكرار الحوادث. بالإضافة إلى ذلك، يُشدد على ضرورة وضع خطط طويلة الأمد لتطوير البنية التحتية في المناطق الناشئة، لضمان سلامة السكان وتحسين جودة الحياة. في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل في أن يتم الاستجابة السريعة لمثل هذه الشكاوى، لتجنب تفاقم المشكلة وتحويلها إلى أزمة أكبر. يُذكر أن مثل هذه القضايا تتطلب تعاونًا بين السكان والجهات الرسمية لتحقيق حلول مستدامة، مع الالتزام بمعايير السلامة البيئية والصحية.
0 تعليق