بزغ نجمها في قلب مؤسسات التمويل الدولية، لم تكن مجرد موظفة في مؤسسة كبرى، بل صانعة تحول حقيقي، تنقلت بين منصات الدعم الدولي، من تمكين رائدات الأعمال إلى بناء برامج شاملة لدعم المشروعات الصغيرة، ومن إطلاق مبادرات بمئات الملايين إلى تمثيل البنك الأوروبي في قلب القاهرة... إنها المصرية ريم السعدي، رائدة العلاقات الحكومية والتنمية الاقتصادية في مصر.

تشغل ريم السعدي حاليا، منصب مدير مساعد ونائب رئيس مكتب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) للعلاقات الحكومية في مصر، واستطاعت أن ترسخ مكانتها كرمز للقيادة النسائية، من خلال مسيرة مهنية امتدت لأكثر من عقدين، تركت خلالها بصمات واضحة في دفع عجلة التنمية، وتعزيز بيئة ريادة الأعمال، والمساهمة في جعل مصر الدولة الأكبر من حيث العمليات المصرفية للبنك الأوروبي في منطقة جنوب وشرق المتوسط، بإجمالي استثمارات تتجاوز 14 مليار يورو عبر أكثر من 200 مشروع منذ عام 2012.

من هي ريم السعدي؟ 

بدأت ريم السعدي رحلتها المهنية في عام 1996 بمنصب منسقة برنامج في الصندوق المصري السويسري للتنمية، واستمرت في هذا الدور حتى عام 2009، حيث عملت على إدارة وتنفيذ برامج تنموية استهدفت الفئات الأكثر احتياجا، وساهمت في تحسين الخدمات الأساسية بالمناطق الفقيرة.

وفي الفترة من 2003 وحتى 2006، شغلت ريم السعدي منصب مسؤولة برامج في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وهو الدور الذي أتاح لها التعمق أكثر في مجالات تنموية حيوية كالتعليم والصحة وحماية الطفل، مما عزز خبراتها في بناء شراكات دولية وتحقيق نتائج ملموسة على الأرض.

تولت بين عامي 2010 و2012، منصب المدير التنفيذي لوحدة "بداية" لريادة الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالهيئة العامة للاستثمار، حيث ساهمت بدور فعال في دعم بيئة ريادة الأعمال بمصر، من خلال إطلاق مبادرات تستهدف تحفيز الشباب وتمكين المرأة اقتصاديا، وتقديم الدعم الفني والمالي لرواد الأعمال.

2012.. بداية رحلتها المهنية في البنك الأوروبي

في عام 2012، انضمت السعدي إلى فريق البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في مصر، لتتولى إدارة برنامج تمويل وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الذي كان أحد أبرز روافد النمو الاقتصادي الداعم للقطاع الخاص في مصر. 

وبحلول عام 2017، كانت قد أشرفت على محفظة استثمارية بلغت قيمتها 440 مليون دولار، خُصص منها 40 مليون دولار لدعم رائدات الأعمال بالتعاون مع البنك الأهلي المصري وبنك QNB الأهلي.

وفي عام 2020، قادت السعدي إطلاق برنامج تمويلي ضخم بقيمة 700 مليون دولار، استهدف تمكين الشباب والنساء، ودعم المشروعات الخضراء ذات الطابع البيئي، وهو البرنامج الذي أفاد أكثر من 1000 مشروع على مستوى جمهورية مصر العربية، كما أسهمت في وضع الأسس العملية لإطلاق البرنامج الوطني لأبطال المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع البنك المركزي المصري خلال عام 2025.

وفي أبريل 2025، تولت ريم السعدي رسميا منصب نائب رئيس مكتب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في مصر للعلاقات الحكومية، وهو موقع تنفيذي رفيع تشرف من خلاله على تعزيز التعاون مع الحكومة المصرية، ودعم سياسات الإصلاح الاقتصادي، وتوسيع نطاق استثمارات البنك في القطاع الخاص، التي بلغ حجمها منذ 2012 نحو 11.8 مليار يورو، بما يعكس الثقة الدولية المتزايدة في الاقتصاد المصري.

قيادة التحول الأخضر في مصر 

تلعب السعدي دورا محوريا في قيادة أجندة التحول الأخضر للبنك الأوروبي في مصر، من خلال الإشراف على برنامج "نُوفي" للطاقة المستدامة، الذي يشمل استثمارات واسعة في مشروعات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتطوير تقنيات تحلية المياه، بما ينسجم مع أهداف الدولة في تحقيق الأمن المائي والتحول البيئي. 

وقد نالت السعدي إشادات رفيعة من قيادات حكومية، كان أبرزها إشادة الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، التي أثنت على مساهمات البنك الأوروبي في دعم القطاع الخاص المصري، وهو دعم اقترن بجهود السعدي ودورها الحيوي في تنفيذ برامج البنك في مصر.

ريم السعدي ضمن قائمة أكثر 50 سيدة تأثيرًا في مجالات المال والأعمال

وتقديرا لإسهاماتها البارزة، تم اختيارها في عام 2019 ضمن قائمة أكثر 50 سيدة تأثيرا في مجالات المال والأعمال والحياة الاقتصادية، التي يصدرها منتدى الخمسين، لتؤكد مكانتها كواحدة من رائدات التغيير الاقتصادي في مصر والمنطقة.