أعلنت شركة تسلا عن اقتراب إطلاق خدمة سيارات أجرة ذاتية القيادة، في خطوة قد تمثل تحوّلًا جذريًا في صناعة النقل الذكي، وتعزز من الوضع المالي للشركة بحلول نهاية عام 2026، وفقًا لتصريحات الرئيس التنفيذي إيلون ماسك.

وكشف ماسك أن تسلا ستبدأ باستخدام سيارات موديل Y المزودة ببرمجيات القيادة الذاتية، إلى جانب تطوير طراز جديد مخصص لهذه التقنية تحت اسم "سايبركاب"، والمقرر بدء إنتاجه العام المقبل.

وقال ماسك خلال مكالمة مع المستثمرين: "أتوقع أن يكون هناك ملايين من سيارات تسلا تعمل بشكل مستقل تمامًا في النصف الثاني من العام المقبل"، مؤكدًا أن القيادة الذاتية ستُصبح عنصرًا أساسيًا في صافي أرباح الشركة.

رغم إخفاق تسلا في الوفاء بوعود مشابهة في السابق—أبرزها تصريح ماسك في 2019 حول مليون سيارة أجرة آلية بحلول 2020—إلا أن الإعلان الأخير عزز من ثقة المستثمرين بجدية التحرك هذه المرة، خاصة وسط تراجع مبيعات السيارات التقليدية بنسبة 13% في الربع الأول من 2025.

ويرى مستثمرون أن القيادة الذاتية هي مفتاح القيمة المستقبلية لأسهم تسلا، إذ تراهن الشركة على نموذج أعمال جديد يشمل خدمات اشتراك وخدمة أجرة مستقلة تعتمد على هذه التقنية.

أشار ماسك إلى أن الإطلاق سيبدأ هذا العام في أوستن بولاية تكساس عبر 10 إلى 20 سيارة من موديل Y، قبل أن تتوسع الخدمة سريعًا إلى مدن أمريكية أخرى. كما نالت الشركة تصريحًا أوليًا من ولاية كاليفورنيا، لكنها لا تزال بحاجة لمزيد من التصاريح التنظيمية لتشغيل الخدمة فعليًا.

رغم تفاؤل الإدارة، يرى خبراء أن الجدول الزمني المعلن طموح للغاية. وقال سيث جولدشتاين، محلل بشركة "مورنينغستار": "الجدول الزمني للربحية بحلول 2026 يبدو سريعًا جدًا مقارنة بمنافسين مثل وايمو التابعة لألفابت، التي استغرقت ما يقرب من عقد لتطوير الخدمة".

ويطالب المستثمرون بمزيد من الشفافية حول نموذج التسعير، سجل الأمان، وتكرار حالات فصل النظام عن القيادة الذاتية في التجارب الحالية.

بين الطموح والواقع، تقف تسلا أمام اختبار حاسم في قدرتها على تجاوز التحديات التكنولوجية والتنظيمية وتحقيق أرباح فعلية من قطاع القيادة الذاتية. ويترقب السوق خلال الشهور القادمة مؤشرات ملموسة تُثبت أن هذا المستقبل، الذي طال انتظاره، أصبح وشيكًا.