قال الدكتور خالد النمر، الاستشاري في أمراض القلب وقسطرة الشرايين، إن هناك عوامل متعددة تسهم في زيادة خطر الإصابة بجلطة الدماغ مع تقدم العمر، مما يجعل الوعي بهذه العوامل أمرًا أساسيًا للحفاظ على الصحة. يُعد هذا التحذير جزءًا من جهود الخبراء في تعزيز الوقاية من الأمراض الوعائية، حيث يؤكد على أهمية تغيير نمط الحياة لتقليل المخاطر.
عوامل جلطة الدماغ الرئيسية
في سياق حديثه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح الدكتور النمر أن هناك أربعة عوامل رئيسية تزيد من احتمالية حدوث جلطة الدماغ، خاصة في مرحلة الكبر. هذه العوامل تشمل التدخين، الذي يُعتبر أحد أكبر التهديدات للأوعية الدموية، حيث يؤدي إلى تضييق الشرايين وتكون الجلطات. كما يلعب ارتفاع ضغط الدم دورًا كبيرًا في إضعاف جدران الأوعية، مما يزيد من خطر الانفجار أو الانسداد. أما عدم ممارسة الرياضة، فهو يساهم في تراكم الدهون وانخفاض تدفق الدم، مما يعزز من ظهور مشكلات صحية أخرى مثل السمنة والسكري. أخيرًا، العزلة الاجتماعية، التي غالبًا ما تُغفل، تؤثر على الصحة النفسية والجسدية معًا، حيث تزيد من مستويات التوتر والالتهابات في الجسم.
أسباب السكتة الدماغية الشائعة
من المهم فهم أن السكتة الدماغية، كمرادف لجلطة الدماغ، ليست مجرد حدث عشوائي، بل نتيجة تراكمي لسلوكيات يومية غير صحية. على سبيل المثال، التدخين يزيد من خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 50%، وفقًا للدراسات الطبية، بسبب تأثيره السام على الخلايا الدموية. أما ارتفاع ضغط الدم، فهو يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في الأوعية إذا لم يتم التحكم فيه من خلال نظام غذائي متوازن وأدوية مناسبة. عدم ممارسة الرياضة يعني نقصًا في النشاط البدني، الذي يساعد في تنظيم تدفق الدم وتعزيز صحة القلب، مما يجعل التمارين الرياضية المنتظمة، مثل المشي اليومي لمدة 30 دقيقة، ضرورية للوقاية. بالنسبة للعزلة الاجتماعية، فإنها تؤثر على هرمونات الجسم مثل الكورتيزول، مما يزيد من الالتهابات ويضعف المناعة، وبالتالي يعزز من خطر الإصابة بأمراض وعائية.
للحد من هذه المخاطر، يجب على الأفراد اتباع نمط حياة صحي يشمل الإقلاع عن التدخين، مراقبة ضغط الدم بانتظام، وممارسة الرياضة بانتظام. كما أن بناء علاقات اجتماعية قوية يمكن أن يقلل من الشعور بالعزلة، حيث أظهرت الدراسات أن الأشخاص ذوي الروابط الاجتماعية القوية يواجهون مخاطر أقل للأمراض الدماغية. في الواقع، الوقاية من جلطة الدماغ تتطلب جهدًا مشتركًا بين الفرد والمجتمع، حيث يمكن للبرامج الصحية المجتمعية أن تلعب دورًا في تعزيز الوعي. على سبيل المثال، تنظيم حملات لتشجيع النشاط البدني أو جلسات دعم نفسي لمكافحة العزلة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على كبار السن الخضوع لفحوصات دورية للكشف المبكر عن أي مشكلات في الضغط أو الشرايين، مما يسمح بتدخل سريع يمنع التطور إلى حالات أكثر خطورة.
في الختام، فإن فهم هذه العوامل واتخاذ الإجراءات اللازمة يمكن أن يحسن جودة الحياة ويطيل العمر. التركيز على الصحة الشاملة، بما في ذلك الجوانب الجسدية والنفسية، هو المفتاح لتجنب مخاطر جلطة الدماغ، خاصة مع زيادة توقع العمر في العصر الحديث. لذا، من المهم دائمًا أن نذكر أنفسنا بأهمية هذه الخطوات الوقائية اليومية لضمان مستقبل أكثر أمانًا صحيًا.
0 تعليق