بالتزامن مع نهاية الأسبوع، شهدت الطرق المؤدية إلى أروقة وأقطاب المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، المقامة دورته الـ17 بمدينة مكناس على مساحة 12,4 هكتارا، بمشاركة أزيد من 70 دولة وفرنسا كضيف شرف، توافداً كثيفاً لمختلف فئات الزوار، لا سيما مع دنـوّ موعد اختتامه اليوم الأحد.
ويزداد الإقبال من طرف فئات عُمرية مختلفة، نساء ورجالا وأطفالا، في ظل تخصيص المنظمينَ الأيام الثلاثة الأخيرة لزيارات عموم المواطنين والمواطنات، التي تزامنَت مع عطلة نهاية هذا الأسبوع، فيما خصصت الأيام الأولى للمهنيّين وممثلي المؤسسات الوطنية والدولية.
ولا تخطئ عيون الزوار، مِن الذين التقتهُم جريدة هسبريس، تطوراً ملحوظاً في “نضج مستويات الجاهزية اللوجستية والتنظيم التقني”، فضلا عن قدرة السلطات، بمختلف تشكيلاتها وتلاوينها ودرجات تنسيقها، على تأمين تظاهرةٍ فلاحية كبرى فاق عدد زوارها في النسخة الماضية مليونَ زائر وزائرة، وفقاً لمعطيات رسمية.
ومنذ صباح السبت ولّتْ حشود بشرية كبيرة، وبشكل متواصل، وجْهَها نحو المعرض الواقع غير بعيد عن ساحة “صهريج السواني”؛ مما يعكس الاهتمام المتزايد في أوساط عموم الأسَر المغربية بشؤون قطاع الفلاحة وأنشطة تربية المواشي، وكذا مختلف الابتكارات التي تشكل مستقبل واتجاهات قطاع الفلاحة في علاقته بديناميات المجالات القروية وحيوية استدامة الموارد المائية، وفقَ ما عكسَه بوضوح شعار هذه الدورة.
ولم تغبِ الإشادة والتنويه عن تعليقات وارتسامات مُعظم من زاروا “ملتقى مكناس” الفلاحي الدولي، حسبما أفادوا به في تصريحات متفرقة لجريدة هسبريس الإلكترونية.
كما عاين طاقم الجريدة، بعد زوال اليوم السبت، “طوفاناً بشرياً” عند المدخل الرئيسي المخصص للعموم، فرادى وجماعات، ذكورا وإناثاً، قادمينَ من أقاليم ومدن مجاورة، فضلا عن الساكنة المكناسية.
وحسب تصريحات الزوار لهسبريس، فقد استرْعَت انتباههم المنتجات الفلاحية الطبيعية (بْيُو) من عسلٍ وزيت الزيتون وغيرهما، مع اطّلاعهم على جديد الابتكارات التقنية الفلاحية في قطب المستلزمات الفلاحية، وكذا اكتشافهم ما تعرِضه الدول المشاركة في “سيام” من منتجات في “القطب الدولي”.
وقال أحد مُرتادي الملتقى الفلاحة الدولي، وهو يهمّ بالخروج بعد أن اقتنى بضعة منتجات: “انبهرنا بالتنوع الكبير في المعروضات والمنتجات الزراعية أو الحيوانية، كما أن تعددية العارضين لضمان استجابة تُلائم مختلف الأذواق والاختيارات أمرٌ جيد”، مؤكدا أن المعرض يقدم صورة عن إشعاع وغِنى الفلاحة المغربية، إذ بات “موعداً لا غنى عن زيارته كل عام”، حسب تعبيره.
“كل المنتجات تظل في المتناول بالنسبة لجميع الزائرين، ونحن فخورون بالغنى والتنوع الفلاحي الموجود ببلادنا”، يقول الشاب ذاته، مُوجهاً دعوته للمواطنين من أجل “تثمين المنتجات الفلاحية المغربية وتشجيع الإنتاج المحلي”.
جدير بالتذكير أن النسخة الـ17 من هذا الملتقى استقطبَت أزيد من 1500 عارض، وتميزت بتنظيم العديد من الندوات العلمية والموائد المستديرة بهدف تبادل الخبرات واستكشاف آفاق ملموسة خدمة لفلاحة أكثر استدامة، وقادرة على الاستجابة للتحديات المناخية، والحفاظ على توازن المنظومة الفلاحية، وضمان سيادة غذائية مستدامة، وفق المنظمين.
كما اقترح الملتقى على الزوار مجموعة واسعة من المنتجات، وآليات فلاحية من الجيل الجديد، بهدف النهوض بالإنتاج الفلاحي والحيواني، وتعزيز القطاعات الرئيسية للاقتصاد الجهوي، بما في ذلك الصناعات الغذائية، وما يترتب عنها من صناعة الأغذية.
" frameborder="0">
0 تعليق