في تطور مقلق، شهدت غانا مؤخرًا مؤشرات على ظهور جماعات متطرفة جديدة تتخذ من المناطق الشمالية والحدودية مع بوركينا فاسو قواعد لنشاطها، مما أثار قلق السلطات الأمنية والمجتمع الدولي على حد سواء.
تحركات مريبة وعمليات تجنيد خفية
أفادت تقارير أمنية بأن جماعات تحمل توجهات دينية متشددة بدأت بالتحرك في مناطق نائية من شمال غانا، مستغلة الفقر والتهميش الاجتماعي لتجنيد الشباب وتشكيل خلايا محلية.
ويعتقد أن بعض هذه الجماعات على صلة بشبكات إقليمية تنشط في منطقة الساحل، مثل "نصرة الإسلام والمسلمين" و"داعش في الصحراء الكبرى".
السلطات في حالة تأهب
ردًا على هذه التهديدات، عززت الحكومة الغانية من إجراءاتها الأمنية، وشددت من مراقبة الحدود ونقاط التفتيش في الشمال. كما كثّفت المخابرات العسكرية عملياتها لجمع المعلومات وملاحقة العناصر المشبوهة.
وأكد وزير الأمن الوطني، ألبرت كان-داباه، أن "غانا لن تكون أرضًا خصبة للإرهاب، ونحن ملتزمون بالحفاظ على سلمنا واستقرارنا".
تحذيرات أممية وإقليمية
الأمم المتحدة ومجموعة الإيكواس عبرتا عن قلقهما من تمدد الجماعات المتطرفة إلى غانا، التي ظلت حتى وقت قريب تُعتبر واحدة من أكثر الدول استقرارًا في غرب إفريقيا.
ودعت المنظمتان إلى تعاون إقليمي أكبر وتكثيف برامج التنمية في المناطق الهشة لمنع الشباب من الانجراف نحو الفكر المتطرف.
مستقبل غامض ما لم تُعالج الجذور
يرى خبراء في شؤون الأمن أن مواجهة هذا التحدي لا تقتصر فقط على العمل العسكري، بل تتطلب مقاربة شاملة تتضمن التعليم، وتحسين الخدمات، وتوفير فرص العمل. ويحذر المحلل السياسي كوامي أدوم من أن "الإرهاب لا يُهزم بالرصاص وحده، بل بالعدالة والتنمية".
ومع تزايد التوتر في شمال البلاد، تبقى الأنظار معلقة على قدرة غانا على التصدي لهذا التهديد في مهده، قبل أن يتحول إلى خطر حقيقي يقوّض استقرار الدولة ويزعزع أمن غرب إفريقيا بأكملها.
خلفية الوضع الأمني في شمال غانا
رغم أن غانا تُعرف بكونها من أكثر دول غرب إفريقيا استقرارًا سياسيًا وأمنيًا، فإن مناطقها الشمالية تعاني من تهميش اقتصادي ونقص في الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.
هذا الواقع خلق بيئة خصبة لنشاط الجماعات المتطرفة التي تستغل هذه الفجوات لتجنيد الشباب.
الجماعات المتطرفة المحتملة
بحسب مصادر أمنية وتقارير إقليمية، فإن الجماعات التي ظهرت مؤخرًا يُشتبه في أنها فروع أو خلايا نائمة تابعة لتنظيمات نشطة في الساحل، خاصة في بوركينا فاسو ومالي. من بين هذه الجماعات:
- جماعة نصرة الإسلام والمسلمين: تنشط في مالي وبوركينا فاسو وقد تسعى للتوسع جنوبًا.
- داعش في الصحراء الكبرى: معروفة بتحركاتها العنيفة على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو.
- جماعات محلية متشددة: بدأت بالظهور حديثًا في المجتمعات الريفية تحت شعارات دينية واجتماعية.
3. آليات التجنيد والتأثير
تعتمد هذه الجماعات على أساليب متعددة، منها:
- استغلال ضعف المؤسسات المحلية.
- نشر أيديولوجيات متطرفة عبر الخُطَب أو المساجد غير المرخصة.
- تقديم مساعدات مالية أو غذائية للعائلات الفقيرة.
- الترويج لخطاب "المظلومية" والانفصال عن الحكومة المركزية.
4. موقف الحكومة وإجراءاتها
قامت السلطات الغانية بـ:
- نشر قوات إضافية في المناطق الشمالية والشرقية.
- التعاون مع أجهزة استخبارات دولية للحصول على معلومات دقيقة.
- تدريب قوات محلية على التعامل مع التهديدات غير التقليدية.
- إطلاق حملات توعية في المجتمعات المحلية حول خطر التطرف.
5. دور المجتمع المدني والديني
تلعب القيادات التقليدية والدينية دورًا محوريًا في مقاومة التطرف، من خلال:
- التوعية بخطر الفكر المتطرف.
- فضح أساليب الجماعات المتشددة في التجنيد.
- تعزيز مفاهيم التعايش السلمي والتسامح الديني.
6. تحديات مستقبلية
رغم الجهود الحالية، تواجه الدولة تحديات كبيرة، أبرزها:
- ضعف التنمية في المناطق المهددة.
- صعوبة تأمين حدود طويلة ومفتوحة.
- التأثيرات المحتملة لتدهور الأوضاع في بوركينا فاسو ومالي.
0 تعليق