استضافت الجامعة الدولية الكويتية المؤتمر رقم ٥٧ للاتحاد العام للجامعات العربية يومي ٢٣-٢٤ أبريل الجاري. الاتحاد يترأسه الاستاذ الدكتور عمرو عزت سلامة، وزير التعليم العالي الأسبق، وهذا العام، كان الحضور المصري طاغيا، حيث شارك وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ الدكتور محمد أيمن عاشور، ووزير التعليم العالي الأسبق أ. د. أشرف الشيحي، ووزير الصحة والسكان الأسبق أ. د. عادل عدوي، وعدد كبير من رؤساء الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة. هذه هي مشاركتي الرابعة في هذا المؤتمر السنوي، ورغم نجاح كل المؤتمرات السابقة، إلا أن هذا المؤتمر كان الأنجح علي الإطلاق من حيث الموضوعات المطروحة والإعداد الجيد والإدارة الحكيمة للدكتور عمرو عزت سلامه.
ناقش المؤتمر موضوعات في غاية الأهمية، مثل تعميم استخدام بنك المعرفة المصري لكل البلدان العربية، والتخصصات الطبية في الوطن العربي، والترتيب العربي للجامعات، ومساندة وزارة التعليم في فلسطين المحتلة في العودة إلى تعليم أولادهم بعد أن قام المحتل الغاشم بتهديم كل المدارس والجامعات في نطاق قطاع غزة. كان حضور مصر طاغيًا في هذه الملفات فضلًا عن دورها المحوري في باقي موضوعات المؤتمر مثل إعادة هيكلة الاتحاد وتنظيم عمل لجانه، والنهوض بالبحث العلمي المشترك والشراكة مع اتحادات الجامعات الدولية مثل الجامعات الآفرو-آسيوية والروسية والصينية والهندية والتركية والأوروبية والأمريكية، والاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى هذه الاتحادات والحصول على الاعتماد الأكاديمي للمؤسسات العربية.
تحدث وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن أهمية بنك المعرفة المصري، Egyptian Knowledge Bank في النهوض بالتعليم العالي والبحث العلمي. عرض الوزير إشادة وتقدير الجامعات ومراكز الأبحاث الدولية، بما قامت به مصر في جعل بنك المعرفة المصري ركيزة أساسية لكل المؤسسات التعليمية والبحثية المصرية، ودوره في ارتقاء الجامعات المصرية في الترتيب العالمي. وكان إعلان الوزير عن رغبة مصر إشراك الجامعات العربية في بنك المعرفة المصري، بدون رسوم (أو برسوم رمزية) محل تقدير واحترام من كل الدول العربية. وفي هذا المجال وجب الإشادة بوزير التعليم المصري الأسبق أ. د. طارق شوقي صاحب فكرة بنك المعرفة المصري.
وعندما قام أ. د. عادل عدوي بعرض ماتم تطويره في التدريب والامتحانات للزمالة العربية للتخصصات الطبية كان هناك إجماع على أن الزمالة العربية أصبحت منافسا قويا للزمالات القطرية والدولية وازدادت أعداد الطلاب المشاركين فيها عدة مرات في السنوات الأخيرة.
وتحدث الدكتور عصام خميس مستشار أمين عام اتحاد الجامعات العربية، عن الترتيب العربي للجامعات، والذي صدرت منه نسختان حتى الآن. المنهجية التي اتبعها الاتحاد كانت الأكثر ملاءمة لطبيعة عمل الجامعات العربية، ولذا فهذا الترتيب من وجهة نطري هو الأدق من كل الترتيبات الأخرى، رغم حداثة العمل به.
وفي مجال مساعدة الطلاب والطالبات الفلسطينيين في مواصلة تعليمهم داخل وخارج مصر، جاءت إشادة مندوب فلسطين بما تقوم به وزارة التعليم العالي والجامعات ومشيخة الأزهر في رعاية الطلاب الفلسطينيين. كما تم فتح حساب جديد لدعم التعليم في فلسطين، وكان أول المتبرعين هو رئيس مجلس أمناء جامعة الكويت الدولية المستضيف للمؤتمر.
الحقيقة، كان وفد مصر في المؤتمر مشرفًا للغاية، وشعر كل مصري شارك في هذا المؤتمر بعظمة مصر وبمقدرة المصريين على إدارة المنظمات العربية والدولية بحنكة واقتدار.
شكرًا أ. د. عمرو عرت سلامة، وشكرًا لكل من يعمل على رفعة مصر فى كل المحافل الدولية.
0 تعليق