كثير من الأشخاص قد يشعرون بتضخم في الثقة بالنفس، لكنهم قد يتجاوزون الحدود إلى ما يعرف بأوهام العظمة، حيث يعتقدون أنهم يمتلكون قدرات خارقة أو مكانة استثنائية. هذه الحالة النفسية غالباً ما تكون مرتبطة باضطرابات أخرى، ومن المهم التعرف عليها لتجنب المضاعفات.

شايف نفسك شخص خارق.. تعرف على أعراض جنون العظمة

أوهام العظمة هي اضطراب نفسي يجعل الأشخاص يعتقدون أنهم أكثر أهمية أو قدرة مما هم عليه في الواقع، مثل الشعور بالشهرة أو الغنى أو القدرات الخارقة. غالباً ما تكون مرتبطة باضطرابات مثل الاضطراب ثنائي القطب أو الفصام، حيث يعاني حوالي ثلثي مرضى الاضطراب ثنائي القطب ونصف مرضى الفصام من هذه الأوهام. كما يمكن أن تظهر لدى من يتعاطون المخدرات، مما يؤثر على حياتهم اليومية وعلاقاتهم.

أوهام العظمة

عندما يصاب شخص بأوهام العظمة، يشعر بتضخم في هويته وقدراته، وتظهر هذه الأوهام في أشكال متعددة. من بين الأنواع الشائعة، هناك الأوهام الدينية، حيث يعتقد الشخص أن الله اختاره أو أن لديه قدرات خارقة. كذلك، هناك الاعتقاد بالمكانة الاجتماعية العالية، مثل الشعور بالشهرة أو الثروة. أما نوع التفوق، فيجعل الشخص يرى نفسه متفوقاً في الفكر أو الأخلاق أو المواهب. بالإضافة إلى ذلك، قد يشمل عدم القدرة على الهزيمة، حيث يعتقد أنه محصن ضد الإيذاء أو الأمراض، أو الاعتقاد بامتلاك قوى خاصة في المجالات الموسيقية أو الرياضية. أخيراً، هناك الاعتقاد بوجود غرض فريد في الحياة، مما يدفعه للإصرار على تحقيقه.

أعراض أوهام العظمة تختلف بين الأشخاص، لكنها تشمل وجود معتقدات غير معقولة حول أهمية الذات أو القدرات، وقناعة قوية بهذه المعتقدات رغم الدلائل المتناقضة. قد يغضب الشخص عند تحدي أوهامه، أو يواجه صعوبة في التعامل مع الآخرين، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية شديدة مثل النشوة أو الغضب. كما قد يقضي وقتاً طويلاً في التفكير في هذه الأوهام، أو يتصرف بناءً عليها، مما يعرض حياته للخطر.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأوهام هم أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من الاضطرابات الذهانية، مثل الفصام، أو مشاكل في النواقل العصبية مثل الدوبامين، الذي يلعب دوراً في المزاج والسلوك. إذا تركت دون علاج، قد تؤدي هذه الأوهام إلى مضاعفات خطيرة، مثل الاكتئاب أو اضطرابات المزاج، وصعوبة في التواصل الاجتماعي. في الحالات الشديدة، قد تؤدي إلى العنف أو المشكلات القانونية، حيث يحاول الشخص تطبيق أوهامه، مثل الخطر على نفسه بسبب اعتقاده بقدرات خارقة.

أما العلاج، فيكون صعباً لأن المصاب قد لا يرى مشكلة في أفكاره، لكنه يمكن أن يشمل الأدوية النفسية للتحكم في الأعراض، أو العلاج السلوكي المعرفي لتغيير الأفكار، أو الإقامة في المستشفى إذا كان هناك خطر على الذات أو الآخرين. من خلال هذه الخطوات، يمكن تقليل تأثير الأوهام وتحسين جودة الحياة.