تستعد شركة أرامكو السعودية، من خلال شركتها التابعة في الصين "إيشا سينغابور"، لضخّ استثمارات مليارية جديدة في أحد مشروعات قطاع البتروكيماويات في الصين، بعد توقيع اتفاقية جديدة مع واحدة من كبريات شركتها.
وبحسب تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت شركة "سينوبك" الصينية، اليوم الإثنين 28 أبريل/نيسان (2025)، توقيع اتفاقية جديدة مع الشركة السعودية العملاقة، لإنشاء مشروع مشترك بينهما.
ومن المقرر أن يحمل المشروع الجديد المشترك بين أرامكو السعودية وسينوبك الصينية اسم "غولي 2"، وهو عبارة عن مصفاة ضخمة ومجمع للبتروكيماويات، سيكون موقعه في مقاطعة فوجيان الصينية.
وتبلغ قيمة الاستثمارات المسجلة للمشروع الجديد نحو 28.8 مليار يوان (3.9 مليار دولار)، إذ ستسهم كل من سينوبك وأرامكو بنسبة 25% لكل منهما، بينما تسهم وحدة "فوجيان للبتروكيماويات" التابعة للشركة الصينية بنسبة 50% المتبقية.
التكامل بين التكرير والبتروكيماويات
قالت شركة سينوبك الصينية، إن شراكتها الجديدة مع الشركة السعودية تهدف إلى زيادة مستوى التكامل بين التكرير والبتروكيماويات، بالإضافة إلى تعزيز القدرة التنافسية الإقليمية، لا سيما في ظل زيادة الاستثمارات السعودية بهذا القطاع.
ومن المقرر أن يقام مشروع المصفاة ومجمع البتروكيماويات، الذي سيحمل اسم "غولي 2"، ضمن منطقة تطوير ميناء منطقة تطوير ميناء غولي الاقتصادية في فوجيان، بصفته مشروعًا جديدًا متكاملًا بهذا القطاع المهم للمنطقة.
يشار إلى أن المشروع الجديد المشترك بين الشركتين يأتي في أعقاب اتفاق الشركتين العالميتين على تعزيز توسعة مخطط لها في مصفاة "ياسرف"، وهي مشروع مشترك بينهما في مدينة ينبع.

ويدعم هذا التعاون بين شركة أرامكو وسينوبك الصينية الحضور القوي لعملاقة الطاقة السعودية وإسهامها الضخم في قطاع البتروكيماويات العالمي، صاحب السوق الواسعة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت الشركة السعودية العملاقة قد وقّعت في وقت سابق اتفاقية إطارية مع شركة سينوبك "الشركة الصينية للنفط والبتروكيماويات" من جهة، وشركة "ينبع أرامكو سينوبك للتكرير"، المعروفة باسم "ياسرف"، لتعزيز الدراسات الهندسية لتطوير مجمع البتروكيماويات المتكامل.
ويشتمل المشروع على إدخال وحدة بتروكيمياوية متطورة، ووحدة تكسير بخارية كبيرة بطاقة إنتاجية 1.8 مليون طن سنويًا، بالإضافة إلى إدخال مجمع للعطريات بطاقة إنتاجية تبلغ 1.5 مليون طن سنويًا مع المشتقات اللاحقة والمتكاملة المرتبطة بها في المجمع الحالي.
التعاون بين السعودية والصين
في أواخر مارس/آذار الماضي 2025، ظهرت مؤشرات على الرغبة في زيادة حجم التعاون بين السعودية والصين، الذي أصبحت تشكّل محورًا رئيسًا في إستراتيجية عملاقة الطاقة السعودية للنمو بقطاع التكرير والبتروكيماويات والتسويق.
وأعلن رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، استمرار شركته باستكشاف فرص استثمارية إضافية في الصين، التي تعدّ أهم وجهات الشركة الاستثمارية، لا سيما في مقاطعات فوجيان ولياونينغ وتشجيانغ وتيانجين، وفق تصريحات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

يشار إلى أن مشروعات أرامكو في الصين تدعم إستراتيجيتها لتوسعة وجودها بقطاع التكرير والبتروكيماويات والتسويق بالأسواق الرئيسة ذات القيمة العالية، كما أنها تعزّز برنامجها الذي يستهدف تحويل 4 ملايين برميل يوميًا إلى كيماويات بحلول عام 2030.
ولفت الناصر إلى استمرار جهود أرامكو لاستكشاف فرص استثمارية جديدة في مجالات الطاقة والمواد الكيماوية والتقنيات، مشيرًا إلى أن الشركة تدعم أمن الطاقة والمواد الكيماوية في الصين، عبر الاستثمار في مشروعات عديدة بقطاع التكرير والبتروكيماويات والتسويق.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق