تتجه أنظار عشاق المصارعة الحرة نحو ميدان "إنتربرايز سنتر" في سانت لويس الأميركية، حيث تنطلق مواجهة نارية بين اثنين من أعمدة "WWE"، إذ يعود جون سينا وراندي أورتن لتجديد صراعهما التاريخي ضمن فعاليات "باكلاش 2025" وسط توقعات بمواجهة قد تكون الأخيرة في ملحمة طويلة جمعت بين نجمين تقاطعت طرقهما مرات لا تُحصى على حلبة المجد.

تُفتتح الفعالية المرتقبة في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي لمدينة سانت لويس يوم السبت الموافق 10 مايو 2025، وهو ما يصادف الساعة الثانية والنصف صباحًا بتوقيت مكة المكرمة والقاهرة، والثالثة والنصف صباحًا بتوقيت الإمارات، في أجواء جماهيرية مشحونة حيث يستضيف مسقط رأس أورتن هذا الحدث الكبير.

المواجهة لا تقتصر على نزال عادي، بل تمثل امتدادًا لتاريخ طويل من العداء المحتدم بين المصارعين، إذ سبق أن اصطدما في 21 مواجهة رسمية داخل اتحاد "WWE" ونجح جون سينا في حسم 13 نزالًا لصالحه، مقابل 7 انتصارات فقط لأورتن، بينما انتهت مواجهة واحدة بالتعادل، وتنوعت تلك اللقاءات بين أنماط مختلفة مثل نزال القفص الحديدي ومباريات الطاولات والسلالم والكراسي، إضافة إلى مواجهة "أنا أستسلم"، وآخر نزال جمع بينهما كان قبل سنوات وتحديدًا في عام 2017.

عودة الشرارة إلى هذا الصراع الأسطوري بدأت مع عرض "راو" الذي أعقب مهرجان "ريسلمانيا 41" حيث استعرض جون سينا إنجازه بحصد لقبه العالمي السابع عشر في سابقة تاريخية داخل الاتحاد، قبل أن يقتحم راندي أورتن الاحتفال دون سابق إنذار ويُسقط خصمه بضربة "RKO" في مشهد فجّر الحماس مجددًا وأعاد الصراع إلى الواجهة.

المواجهة القادمة تشهد انقلابًا في الأدوار، إذ تخلى سينا عن صورته النمطية كبطل مثالي يحمل شعارات الولاء والاجتهاد والاحترام، واختار السير في درب أكثر قسوة وغموضًا، في المقابل، نجح أورتن في كسب قلوب الجماهير، متحولًا من شخصية لطالما مثّلت الشر إلى نجم محبوب يلقى دعمًا واسعًا من عشاق المصارعة حول العالم.

اختيار سانت لويس لاحتضان هذه الليلة الملحمية يضفي أبعادًا شخصية على النزال، لا سيما أن المدينة تمثل جذور أورتن العائلية، وهو ما استغله جون سينا لزيادة التوتر حين أكد أن إلحاق الهزيمة بأورتن أمام جمهوره وأقاربه سيكون بمثابة لحظة إذلال مدوّية، ما أضاف بعدًا نفسيًا مؤلمًا للصراع الدائر بين الاثنين.

كل تلك المعطيات تُمهد لمواجهة قد تُدوّن كآخر فصل في واحدة من أكثر العداوات اشتعالًا بتاريخ المصارعة، حيث يتطلع الجمهور لرؤية من سيُسدل الستار مرفوع اليد في لحظة ستبقى محفورة في ذاكرة الجماهير لعقود قادمة.