حذّر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، من أن استمرار المأساة الفلسطينية دون أفق للحل يمثل مصدرًا دائمًا لعدم الاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى وجود تناقض صارخ في مواقف بعض القوى الدولية عند التعامل مع الأزمات الإنسانية.
وخلال محاضرة ألقاها اليوم الثلاثاء في معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي بعنوان "تحديات الاستقرار في المنطقة العربية في عالم متغير"، أشاد أبو الغيط بالمواقف التاريخية لدولة الكويت في دعم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، منوّهًا بدور المعهد في إعداد الكوادر الدبلوماسية الكويتية.
وقال أبو الغيط إن العالم يشهد مرحلة "بالغة الخطورة"، تتسم بتصاعد التنافس بين القوى الكبرى، وتراجع مفاهيم الاستقرار والسلام، في ظل ملامح "حرب باردة جديدة" بدأت تتشكل في الأفق، خصوصًا مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين.
وأشار الأمين العام إلى أن النظام الدولي لم يشهد تغييرات جذرية رغم التحولات المتسارعة، مبينًا أن المؤسسات الدولية لا تزال قائمة لكنها تواجه تحديات متزايدة تهدد فاعليتها. كما أشار إلى تصاعد النزعات القومية في عدد من الدول الكبرى، مقابل تراجع واضح لمفهوم العولمة.
وتطرق أبو الغيط إلى التحولات التكنولوجية المتسارعة، لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن التطور في هذا القطاع قد يؤدي إلى تجاوز قدرات الذكاء البشري خلال سنوات قليلة، ما يُعمّق حالة "عدم اليقين" التي باتت سمة العلاقات الدولية.
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد أبو الغيط أن العالم العربي يواجه تحديات معقّدة بفعل التدخلات الخارجية والانقسامات الداخلية، ما انعكس سلبًا على استقرار دوله وأضعف من أداء مؤسساته، بما في ذلك جامعة الدول العربية، التي تأثرت بتراجع المساهمات المالية نتيجة الأزمات الاقتصادية التي تواجهها بعض الدول الأعضاء.
للمزيد تابعخليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
0 تعليق