"الناس كانت بتحلم تسافر، وإحنا كنا بنحقق لهم الحلم.. بس على الورق بس!".. بهذه الكلمات بدأ أحد أفراد التشكيل العصابي اعترافاته أمام جهات التحقيق بعد سقوطهم في قبضة أجهزة الأمن بالقاهرة، عقب تورطهم في جرائم تزوير محررات رسمية والنصب على المواطنين.
عصابة تزوير عقود السفر وتأشيرات العمل بالخارج
اعترف المتهم الأول، وهو من أصحاب السوابق، أن الفكرة بدأت عندما لاحظ انتشار إعلانات العمل بالخارج، قائلاً: "لقينا الموضوع بيجري ورا الناس، فقلنا نركب الموجة ونكسب منها.. بدأنا نزوّر عقود وتأشيرات كأنها طالعة من شركات كبيرة، والضحايا كانوا بيصدقوا".
أما المتهم الثاني، فقال إنه كان المسؤول عن تجهيز الأوراق المزورة باستخدام جهاز كمبيوتر وبرامج تصميم احترافية: "كنت بعمل التأشيرة والعقد كأنهم طالعين من جهة رسمية.. حتى الأختام كنا عاملينها زي الأصل، واللي يشوف الورق مايشكش لحظة".
وأضاف المتهم الثالث: "كنت أنا اللي بتعامل مع الزباين.. نعمل نفسنا سماسرة شغل ونوهمهم إن فيه فرصة سفر مضمونة، والناس كانت بتدفع من غير ما تفكر، لأن الورق كله كان باين عليه رسمي".
وتابع المتهمون في اعترافاتهم: "أكتر ناس كنا بنستهدفهم الشباب اللي عايزين يشتغلوا بأي طريقة.. في واحد باع ذهب مراته، والتاني سحب قرض من البنك، والتالت باع عربية علشان يدفع لنا، وإحنا كنا بناخد الفلوس ونديله ورق مضروب".
وأشاروا إلى أنهم عملوا على نطاق واسع، وكانوا يغيرون أماكنهم باستمرار حتى لا يتم كشفهم: "كنا بنقفل التليفونات ونختفي أول ما ناخد الفلوس، وبعدها نرجع نبدأ من جديد بأسماء وأرقام تانية".
وعن عدد الضحايا، قال أحدهم: " ناس كتير وقعوا في الفخ، وممكن أكتر.. بس مش كلهم بلّغوا، في ناس بتسكت وبتخاف من الفضيحة أو فاكرين إن الأمل لسه موجود".
وعقب تقنين الإجراءات، داهمت قوات الأمن أماكن اختبائهم، وتم ضبط عدد كبير من المحررات الرسمية المزورة، إلى جانب جوازات وتأشيرات سفر، وأختام وأكلاشيهات مزورة، فضلاً عن كارنيهات مقلدة.
وختم أحد المتهمين اعترافه قائلًا: "إحنا كنا بنبيع الوهم.. وناس كتير كانت بتشتريه"، بينما تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وجارٍ التحقيق مع المتهمين تمهيدًا لمحاكمتهم.
0 تعليق