في تاريخ الرياضة المصرية، يظل فوز نادي الأولمبي السكندري بالدوري المصري حدثاً تاريخياً لا يُنسى، حيث حقق هذا الإنجاز المميز للمرة الأولى والأخيرة في مسيرته. كان ذلك بعد مواجهة درامية مع الزمالك، أسفرت عن فوز الأولمبي بهدف وحيد سجله عزالدين يعقوب برأسية قوية في الدقيقة الأخيرة من المباراة على ملعب الإسكندرية. هذا الانتصار رفع رصيد الأولمبي إلى 30 نقطة، متقدماً بفارق أربع نقاط عن الزمالك، الذي كان يتطلع لللقب.

الأولمبي بطلا للدوري المصري

في هذه المواجهة الشائكة، جسد نادي الأولمبي السكندري روح المنافسة، حيث مثل الفريق تشكيلة قوية تضمنت: ضياء في حراسة المرمى، وخط الدفاع بقيادة مصطفى شتا ومحمود بكر والسكران، إلى جانب البوري والبحر جاسور في الوسط والمهاجمة. كان سعيد قطب كابتن الفريق، الذي قاد زملاءه مثل حلمى سليمان وفاروق السيد وعزالدين يعقوب، الذي سطع نجمه بلمسة ذهبية في تلك اللحظة الفارقة. أما الزمالك، فكان يعتمد على تشكيلة تقودها سمير محمد على في المرمى، مع دفاع يتألف من يكن حسين وأحمد رفعت وأحمد مصطفى ومحمود أبورجيلة، ووسط ميدان يضم سمير قطب وعبده نصحي وعبدالكريم الجوهري، بالإضافة إلى ثلاثي الهجوم عمر النور وحمادة أمام وبكر.

قبل هذا الفوز، كان الأولمبي قد هزم الزمالك مسبقاً في ملعب القاهرة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، مما جعله الثالث في تاريخ الدوري الذي يهزم الزمالك، بعد الإسماعيلي والأهلي. يعود تاريخ هذا النادي العريق إلى عام 1905، حين تأسس تحت اسم “النجمة الحمراء”، وكان أول نادٍ خارج القاهرة يفوز بالدوري الممتاز. كما أنه أول نادٍ مصري يشارك في دوري أبطال أفريقيا، حيث وصل إلى المربع الذهبي قبل أن ينسحب بسبب حرب 1967. شهد النادي تغييرات في اسمه، إذ تحول إلى “نادي موظفي الحكومة” عام 1915، ثم إلى “الأولمبي المصري بالإسكندرية” بعد تألق لاعبيه في أولمبياد 1924.

تاريخ نادي الأولمبي السكندري

يُعتبر نادي الأولمبي السكندري واحداً من أعرق الأندية المصرية، حيث سجل إنجازات عديدة على مر السنين. فاز بالدوري الممتاز في موسم 1966، وتوج بكأس مصر في موسمي 1932 و1933، محطماً الأهلي والزمالك في نهائياتها. لقد أنتج النادي نجوماً لامعين ساهموا في تاريخ الكرة المصرية، مثل أحمد الكاس، الذي أحرز 108 أهداف في 9 مواسم وكان بطل الكأس العالمية 1990 مع منتخب مصر، بالإضافة إلى لقب هداف الدوري ثلاث مرات متتالية من 1991 إلى 1994. كذلك، برز منصور حميدو، المعروف بـ”البوري”، كرمز لكرة الإسكندرية وصاحب الفضل في الفوز بالدوري الوحيد، وإسلام الشاطر الذي لمع مع الإسماعيلي والزمالك والأهلي ومنتخب مصر، وهيثم فاروق الذي خاض تجارب احترافية في هولندا.

من بين اللاعبين الذين ساهموا في مجد النادي، يبرز عزالدين يعقوب كأكبر هداف في تاريخه بالدوري بـ83 هدفاً، وقد مثل منتخب مصر الأول والمنتخب العسكري، وحصل على وسام الجمهورية من الرئيس جمال عبدالناصر عام 1979. إلى جانبه، كان هناك أسماء مثل المعلق الكروي محمود بكر ومصطفى شتا والسكران وسعيد قطب وبدوي عبدالفتاح، الذين تركوا بصماتهم في الرياضة المصرية.

عبر تاريخ الدوري المصري منذ انطلاقه عام 1948، تضم قائمة الأندية الحاصلة على اللقب أسماء بارزة مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي والترسانة وغزل المحلة والمقاولون العرب، بالإضافة إلى الأولمبي السكندري الذي أضاف لمسة من التنوع والإبداع. هذا الإرث يجسد قصة نجاح وصمود، مما يجعل تاريخ هذا النادي مصدر إلهام للأجيال اللاحقة في عالم كرة القدم المصرية.