مسؤول إسرائيلي سابق: الشاباك تحول إلى عدو أخطر من حماس

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثار إيلان لوتان، مسؤول سابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، جدلًا واسعًا حين وصف الشاباك بأنه تحول إلى عدو للشعب اليهودي، أخطر حتى من حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وذلك خلال مقابلة أجراها مع إذاعة 103FM، تناولتها صحيفة جيروزالم بوست. 

جاءت هذه التصريحات في سياق انتقادات لاذعة وجهها لوتان لآخر من تولى منصب رئيس الشاباك، رونين بار، مطالبًا بعزله أو استقالته بسبب التوتر العميق مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. 

كشف تقرير نشرته منصة ميديا لاين الإسرائيلية عن آراء متباينة لمسؤولين سابقين، مثل رئيس الشاباك السابق أمي أيالون واللواء المتقاعد جورشون هكوهين، حول أزمة الشاباك، مبرزًا انقسامًا حادًا بشأن دور الجهاز وعلاقته بالحكومة وركزت ميديا لاين على تفاصيل التصريح، السياق السياسي والأمني المحيط به، وانعكاساته على المشهد الإسرائيلي.

الشاباك بين الأمن والتحديات

تأسس الشاباك عام 1948 ليكون، من وجهة نظر مؤسسيه، حصنًا أمنيًا داخليًا، يجمع المعلومات الاستخبارية، ويحمي إسرائيل من التهديدات. 

برز الجهاز على مدى عقود كقوة فاعلة في مواجهة فصائل مثل حماس، لكنه واجه انتقادات متكررة بسبب أساليبه القاسية، مثل المراقبة الواسعة والاعتقالات. 

كشف هجوم طوفان الأقصى، الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023، عن إخفاقات استخبارية جسيمة.

 أشار تقرير لهيئة البث الإسرائيلية إلى أن الشاباك تجاهل إشارات تحذيرية، مثل تفعيل 45 شريحة هاتف ليلة الهجوم، وأظهر ضعفًا في تجنيد العملاء داخل حماس. زادت هذه الإخفاقات الضغوط على بار، وأثارت نقاشًا حول استقلالية الجهاز وقدرته على مواجهة التحديات.

تصريح إيلان لوتان: اتهامات بالتسييس

وصف لوتان، خلال مقابلته مع إذاعة 103FM، الشاباك بأنه أصبح عدوًا للشعب بسبب تحوله إلى أداة سياسية تحت قيادة بار. 

أكد أن العلاقة المتصدعة بين بار ونتنياهو، حيث يتبادل الطرفان اتهامات الكذب، تعرقل التعامل مع قضايا أمنية حساسة. 

قال لوتان: لا أتصور استمرار نتنياهو وبار في العمل سويًا، داعيًا إلى استقالة بار وتشكيل لجنة تحقيق حكومية لكشف الحقائق. أبدى لوتان تقديره لشخصية بار، لكنه شدد على أن تنحيه ضروري لاستعادة ثقة الجمهور بالشاباك (جيروزالم بوست).

وجهات نظر متباينة: أيالون وهكوهين

كشف تقرير الميديا لاين عن انقسام بين مسؤولين سابقين حول أزمة الشاباك. وصف أيالون، رئيس الشاباك السابق، محاولات إقالة بار بأنها انهيار لمفهوم الدولة الإسرائيلية، مؤكدًا أن الشاباك يخدم الدولة وليس الحكومة.

 حذر من أن إقالة بار بناءً على فقدان الثقة دون مبررات واضحة تهدد الديمقراطية.

 قال: يبدأ موظفو الشاباك بتسريب المعلومات حين يعتقدون أن النظام يخفي الحقيقة لأغراض سياسية، وهذا يعكس انهيارًا نظاميًا. 

أضاف أيالون أن تعيين مدير جديد بناءً على الولاء الشخصي لنتنياهو قد يقود إسرائيل إلى واقع ما بعد ديمقراطي.

دافع هكوهين، اللواء المتقاعد، عن حق الحكومة في إقالة بار، معتبرًا أن الثقة بين رئيس الوزراء ورئيس الشاباك حجر زاوية في القيادة.

 قال: تتعطل الثقة، فيتعين على المدير التنحي، وهذا ليس خرقًا للديمقراطية، بل تعبير عن القيادة. 

رفض هكوهين فكرة أن يكون الشاباك حارسًا للديمقراطية، معتبرًا أن هذا الطرح يشوه مفهوم مملختيوت (المسؤولية عن مصالح الدولة العليا)، واتهم معارضي الحكومة باستغلال الشاباك لإضعاف نتنياهو وفقًا لميديا لاين.

وتعكس تصريحات لوتان وآراء أيالون وهكوهين أزمة وجودية تتعلق بمفهوم مملختيوت، الذي يرمز إلى تغليب مصلحة الدولة على المصالح الفئوية.

 يرى أيالون أن هذا المبدأ يتآكل بسبب استغلال نتنياهو للمؤسسات، بينما يعتقد هكوهين أن المعارضة تسيّس الشاباك لتحقيق أهداف سياسية. 

تتفاقم هذه الانقسامات في ظل غياب دستور مكتوب، إذ يعتمد النظام على توازن السلطات، وهو توازن يرى أيالون أنه مهدد بسبب الهجمات على القضاء.

استمر التوتر بين نتنياهو والشاباك، إذ شهدت السنوات الأخيرة اتهامات متبادلة حول إخفاقات أمنية، مثل هجوم 7 أكتوبر، وتدخل الشاباك في قضايا سياسية، مثل الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي عام 2023.

التداعيات 
أثار تصريح لوتان، إلى جانب آراء أيالون وهكوهين، نقاشًا حول مستقبل الشاباك ودوره وسط الانقسامات السياسية. 

يرى البعض أن دعوة لوتان لاستقالة بار وتحقيق رسمي تشير إلى الحاجة لإصلاحات، مثل تعزيز استقلالية الجهاز ومراجعة معايير تعيين قادته. 

يحذر آخرون من أن هذه التصريحات قد تضعف الثقة العامة في المؤسسات الأمنية في وقت حساس، مع استمرار الصراع في غزة ولبنان.

حذر أيالون من أن استمرار الأزمة قد يقود إسرائيل نحو سيناريوهات خطيرة، مثل رفض المواطنين لسلطة القضاء أو تصاعد العنف الداخلي، مشيرًا إلى اغتيال رئيس وزراء سابق كمثال. 

رأى هكوهين أن استقالة بار لن تعطل عمل الشاباك، وأكد أن التركيز يجب أن يكون على استعادة الثقة بين الحكومة والمؤسسات بدلًا من تضخيم الخلافات.

يكشف تصريح إيلان لوتان بأن الشاباك أصبح عدوًا أخطر من حماس، مدعومًا بتحليلات أيالون وهكوهين في الميديا لاين، عن أزمة عميقة تتعلق بالثقة في المؤسسات ومفهوم مملختيوت. 

يرى لوتان وأيالون أن الشاباك يفقد دوره كحامٍ للدولة بسبب التسييس، بينما يدافع هكوهين عن حق الحكومة في فرض سلطتها. 

تعكس هذه الانقسامات تحديات أوسع تواجه إسرائيل، من غياب توافق حول القيم الديمقراطية إلى تصاعد التوترات السياسية. 

توفر المصادر، بما في ذلك جيروزالم بوست والميديا لاين، أساسًا موثوقًا لفهم هذه الأزمة.

وأضافت ميديا لاين: "استمر التوتر بين نتنياهو والشاباك، إذ شهدت السنوات الأخيرة اتهامات متبادلة حول إخفاقات أمنية، مثل هجوم 7 أكتوبر، وتدخل الشاباك في قضايا سياسية، مثل الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي عام 2023، كما وجه مسؤول سابق، جاي حين، انتقادات لضعف الشاباك في تجنيد العملاء، معززًا صورة جهاز يعاني من أزمة ثقة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق