ركود في سوق منصات الحفر البحرية.. ما الأسباب؟

تشهد سوق منصات الحفر البحرية حالة من الركود، إذ انخفض معدل التشغيل إلى أدنى مستوياته منذ بدء تعافي السوق من جائحة كورونا في عام 2021.

وأشار تحليل حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى انخفاض بنسبة 18% في الطلب على منصات الحفر البحرية مقارنة بشهر مارس/آذار (2024)، بينما زاد المعروض بنسبة 7% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2021.

وأدّى ذلك إلى انخفاض معدل التشغيل -نسبة المنصات المؤجرة أو العاملة من الإجمالي المعروض فعليًا في السوق للتأجير أو التشغيل- في سوق منصات الحفر البحرية، ليصل إلى 88% فقط في مارس/آذار الماضي، ويمثّل ذلك تراجعًا بنسبة 6% في أقل من عامين.

ورغم مرور 3 أشهر فقط من العام الجاري، فإن معدل التقاعد في السوق بلغ أعلى مستوى له منذ 2022، وسط توقعات بانخفاض معدل التشغيل ليصل إلى 85% خلال العام الجاري، وقد يعني ذلك إزالة عدد أكبر من المنصات نهائيًا من أسطول الحفر البحري.

أسباب ركود سوق منصات الحفر البحرية

كشف التقرير الصادر عن شركة ويستوود غلوبال إنرجي مجموعةً العوامل التي أدت إلى توقُّف تعافي سوق منصات الحفر البحرية، أبرزها:

• تعليق شركة أرامكو السعودية أكثر من 30 عقدًا للمنصات البحرية لمدة تصل إلى عام.
• دخول منصات جديدة إلى السوق دون وجود أعمال محددة للقيام بها.
• تأجيل العديد من مشروعات الحفر طويلة الأجل في المياه العميقة، وكذلك مشروعات سدّ الآبار والتخلّي عنها.

وتاريخيًا، عندما يكون معدل التشغيل مرتفعًا ويقلّ عدد المنصات المتاحة في السوق، يزداد احتمال إعادة تشغيل المنصات المخزّنة.

وهذا التوجه كان واضحًا منذ عام 2021، حين بدأت معدلات تقاعد المنصات في التراجع لتصل إلى أدنى مستوياتها في 2023، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وقبل أن تشهد السوق انتعاشًا طفيفًا في 2019 حتى جائحة كورونا في 2020، بلغ متوسط أعداد المنصات المتقاعدة أو المبيعة لأغراض أخرى، نحو 43 منصة سنويًا بين عامي 2014 و2020.

وفي عام 2024، ارتفع معدل تقاعد منصات الحفر البحرية مع تراجع الطلب في السوق، وخاصة سوق منصات الحفر شبه الغاطسة في بحر الشمال البريطاني، مع تقاعد 4 من أصل 7 منصات.

ومنذ بداية 2025 حتى الآن، خرجت 9 منصات من الخدمة، منها 4 منصات حفر ذاتية الرفع، بالإضافة إلى 3 منصات شبه غاطسة من طراز "8500" مملوكة لشركة "فالاريس"، وجميعها لم يتجاوز عمرها 15 عامًا.

كما أكدت شركة "نوبل-Noble" التخلص من سفينتي حفر استحوذت عليهما، بعد استحواذها على "باسيفيك دريلينغ"، حيث لم تقم إحداهما بحفر أيّ بئر، وكان عمرها 10 سنوات فقط.

تراجع تشغيل منصات الحفر البحرية

رغم انخفاض متوسط أعمار منصات الحفر العائمة المتقاعدة، حيث تراجعت أعمار سفن الحفر بمقدار 8 سنوات خلال السنوات الـ5 الماضية، ومنصات شبه الغاطسة بمقدار 3 سنوات، فإن المنصات ذاتية الرفع سجلت زيادة قليلة بمقدار عام واحد في متوسط أعمار المنصات المتقاعدة.

وبالنسبة للمنصات الـ4 المؤكد إخراجها من الخدمة في عام 2025، فإن متوسط عمرها يبلغ 43 عامًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وأوضح التقرير أن تراجع استعمال المنصات والعمر الزمني هما من الأسباب الرئيسة لتقاعد المنصات، لكن هناك عوامل أخرى تؤثّر في هذا القرار، من بينها:

• المنصات التي لا تحمل آفاقًا مستقبلية واضحة.
• إحالة منصات الحفر البحرية إلى التكديس البارد -تتخلى الشركة عن العمال وتغلق المنصة لمدّة طويلة من الزمن-.
• المنصات التي تتطلب مسحًا دوريًا خاصًا (SPS) باهظ التكاليف.
• التصاميم الفريدة في أساطيل المقاولين التي قد تجعل من الصعب توزيع تكاليف قطع الغيار.
• التصاميم التي أصبحت غير مفضلة في السوق.
• قد تسهم عمليات الدمج بين الشركات المالكة في تسهيل اتخاذ قرارات تقليص الأسطول.

اتجاهات سوق منصات الحفر البحرية في العام المقبل

تشير البيانات إلى أن هناك العديد من المنصات التي قد تُستبعد في العام المقبل، بناءً على متوسط عمر التقاعد خلال المدة من 2020 وحتى 2025، والعوامل الأخرى مثل حالة المنصة، ومدة التخزين، وتاريخ المسح الدوري المقبل.

في حالة منصات ذاتية الرفع:

• هناك 39 وحدة في حالة التكديس البارد، ونحو 19 وحدة أخرى على استعداد للعمل.
• يقع أغلبها في الشرق الأوسط والهند والمياه الأميركية.

سفن الحفر:

• هناك 5 وحدات في حالة التكديس البارد، تتراوح أعمارها بين 14 و16 عامًا، و7 وحدات على استعداد للعمل.
• يقع أغلبها في جنوب شرق آسيا أو البحر الأبيض المتوسط.

المنصات شبه الغاطسة:

• انخفض عدد الوحدات المتاحة في ظل تقليص الأسطول بنسبة 59% منذ عام 2015، منها اثنتان في حالة التكديس البارد، و3 أصول على استعداد للعمل.
• وتوجد في بحر قزوين، أو جزر الكناري، أو بحر الشمال، أو كندا.

ونتيجة لانخفاض الطلب على منصات الحفر البحرية هذا العام، من المتوقع أن تتزايد إحالة هذه الأصول إلى التكديس البارد، نتيجة لعدم وجود التزامات مستقبلية، فضلًا عن تزايد أنشطة الدمج والاستحواذ.

ويشير ذلك إلى أن الأسطول سيشهد إزالة المزيد من الأصول القديمة والمعطلة، ما قد يمهّد الطريق لانتعاش بدءًا من النصف الثاني لعام 2026.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

1. اتجاهات سوق منصات الحفر البحرية من ويستوود غلوبال إنرجي