أكاديمية المملكة تشيد بريادة الملك محمد السادس في الدفاع عن القدس

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بأكاديمية المملكة ناقش أكاديميون ومسؤولون دبلوماسيون سابقون أحدث كتب محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، المعنون بـ”جلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس الأمانة العظمى”، وهو عمل صادر باللغتين العربية والإنجليزية، ومن المرتقب أن يصدر بالإسبانية والفرنسية.

ووصف عضو أكاديمية المملكة المغربية الأكاديمي مبارك ربيع العمل الجديد “بـ”العمل العلمي والتوثيقي والسياسي المهم”. وذكر أمين السر الدائم للأكاديمية، عبد الجليل لحجمري، أن هذا المؤلّف الذي أصدرته وكالة بيت مال القدس، بإشراف من المدير المكلف بتسييرها، “يشهد شهادة وفاء للأمانة التاريخية التي يضطلع بها جلالة الملك محمد السادس”، وهو “استجابة موثقة للحاجة الأكاديمية لرصد مبادراته الخلّاقة للدفاع عن القدس الشريف، نصرة للحق، ودفاعا عن إرثها الروحي والإنساني العريق”.

وقال: “لقد شكلت فلسطين (…)، والقدس خاصة، قبلة روحية لأجيال من المغاربة الذين لم يرتبطوا بها للانتماء الديني فقط، بل لشعور حي بالقرابة الروحية والوجدانية”.

وتحدث محمد سالم الشرقاوي، المدير المسير لوكالة بيت مال القدس، عن مدخلين للكتاب الجديد، هما المدخل الديني والسياسي القانوني، والمدخل الميداني، لبيان دور المكانة الدينية لأمير المؤمنين ملك المملكة المغربية، بوصفها تعاقدا متينا بين القيادة والشعب لتثبيت منهاج الحكم في البلاد، وتوثيقا لالتزام المملكة وقائدها بقضايا السلم والأمن الدوليين، وليس أقلها شأنا تحديات التطرف والإرهاب والنزعات الانفصالية، والطائفية، وفي طليعتها رهان التحكم في مداخل الشرق الأوسط، بدءا في القدس وانتهاء إليها.

وذكر الشرقاوي أن نوازع الهيمنة والتمييز الذي تمارسه إسرائيل على الفلسطينيين بوصفها قوة احتلال، “لا يمكن إلا أن تؤدي إلى الجنوح للعنف المتبادل والصدامات”، وبالتالي تدعو السياسة المغربية المجتمع الدولي إلى “الاحتكام للعقل، والقوانين التي أرسيت لتحقيق الحق والعدالة، ليعيش الناس في أمان متمتعين بحقوقهم المدنية والسياسية”، فـ”الفلسطينيون دعاة سلام وحياة”.

وحول التضامن المغربي الذي من أوجهه لجنة القدس التي يترأسها الملك محمد السادس ومشاريعها التي ينزلها “بيت مال القدس الشريف”، سجّل الشرقاوي أن هذا الاختيار الإسلامي للمغرب لقيادة اللجنة لم يكن ظهير مجاملة، بل كان تقديرا للتاريخ المشرف للأمة المغربية التي لا تزال تحافظ على حضور أبنائها في مدينة القدس، وتجعلهم قطعة أصلية في نسيجها المجتمعي منذ ألف عام أو يزيد، كما أن استمرار المغاربة في دعم القدس يأتي “نصرة لإخوانهم المستضعفين الذين سرقت أرضهم، وشُرّدوا في الآفاق”.

و”بعد أحداث 7 أكتوبر الأليمة وما أعقبها من عدوان مدمر على غزة”، ذكّر محمد سالم الشرقاوي بـ الأولويات الست التي تدعو إليها السياسة المغربية، وهي الوقف الفوري الدائم لإطلاق النار، ومنع استهداف المدنيين، وإدخال المساعدات الكافية، وتعزيز دور الأمم المتحدة ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ورفض التهجير، وإجراء المفاوضات الهادفة السلمية من أجل الحل الدائم والعادل.

سيدي الخليفة، وزير سابق للشؤون الخارجية والتعاون بموريتانيا، تحدث بدوره عن “الارتباط العقائدي التاريخي للمغاربة بفلسطين والقدس”، بروابط من بينها الدين والإنسان، وسجّل اهتمام الملك محمد السادس بالقدس “لعدة عوامل، من بينها المسؤولية التاريخية لصاحب الجلالة التي ورثها من أسلافه، وخاصة الحسن الثاني ومحمد الخامس”.

ووصف الخليفة عمل “لجنة القدس” بكونه “خطوة في الاتجاه الصحيح لتحرير فلسطين وحمايتها من التهويد”، وعاد إلى “الاهتمام بالقضية الفلسطينية ودعمها سياسيا وماليا واجتماعيا، وجعلها قضية العرش والشعب المغربيين”، ليقول: “الإصدار الذي نناقشه يكشف عن الدور الريادي للعاهل المغربي في ما يتعلق بقضية القدس زهرة المدائن، في سياق دولي معقد، على أكثر من صعيد. ويبين إنجازات عبر العقود لحماية بيت المقدس، في مواجهة محاولة التهويد المستمرة، وعمليات الاستلاب الحضاري والثقافي التي ما فتئ الاحتلال الإسرائيلي الغاشم يمارسها على المقدسات الإسلامية والمسيحية”.

ثم زاد: “هذا الكتاب ليس تعريفا فقط بالوكالة وعملها لإعمار القدس، وإنما يقدم رؤية مستنيرة وتحليلا شاملا وعميقا لوضعية المجتمع المقدسي اليوم، وضرورة مساعدة الشعب الفلسطيني في هذا الوضع العصيب والأزمة الإنسانية الحادة التي وضعتها فيهم قوة استعمارية مارقة خارجة عن القانون الدولي (…) لاستصال القدس الأرض والشعب والحضارة والمعتقد”.

أمجد شهاب، أستاذ العلوم السياسية بفلسطين المحتلة، تطرق بدوره لـ”الشرعية التاريخية للملك محمد السادس والدور المغربي في تحرير القدس، منذ صلاح الدين الأيوبي، حيث كان عدد الجنود المغاربة يتجاوز ثلث الجيش الذي حرّر المدينة من الصليبيين الذين استباحوها وقتلوا سكانها”، وأردف قائلا: “عندما تأسست لجنة القدس، نهضت بدور الحفاظ على التراث العربي الإسلامي للمدينة، وعملت وكالة بيت مال القدس على تركيز العمل بنشاطات تعكس المواقف الثابتة للمملكة”.

ونبّه المتدخل إلى أن “بيت مال القدس من المؤسسات القليلة في المدينة” التي تعمل رغم “التعقيدات القانونية والاجتماعية، وتُوازن بفعل الاختلاف في التوجهات السياسية، الدينية والسياسية والعرقية”، علما أن معظم المؤسسات الفاعلة قد أغلقها الاحتلال، مع امتداد يهدّد “المؤسسات التعليمية، التي هي المعركة الأخيرة للمقدسيين (…) في ظلّ محاولة تهويد المناهج التعليمية، وحذف أي مصطلح يرمز لإرث المدينة وتاريخها الوطني العربي والإسلامي، وكونها من المفترض أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية الأبية”.

وشدّد شهاب على أن الحكومة الإسرائيلية لها هدف إيديولوجي واضح هو تصفية القضية الفلسطينية، “وما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية أوضح دليل”، مع سعي “لتغيير الوضع الديموغرافي والثقافي للقدس، رغم أن ذلك انتهاك للقانون الدولي”، وهو ما دفعه إلى تحية “استمرارية عمل وكالة بيت مال القدس”، وطلب مبادرة لكفّ “القتل والإبادة والمذبحة المستمرة دون توقف، التي قتلت أكثر من مائتي صحافي، وموظفين للأمم المتحدة وأطباء وممرضين، وهي جرائم لم يساءَل ولم يعاقب الاحتلال عليها”؛ في ظل وضع يستدعي “إيجاد مخرج سياسي، والتذكير بأن العالم العربي كان دائما يحمي اليهود، عندما كانت أوروبا تقتلهم وتهجّرهم”.

الحسن احزاين، أستاذ التعليم العالي، وصف الكتاب الجديد بـ”القيم” الذي يصدر في ذكرى نصف قرن من تأسيس لجنة القدس، وتقوّيه “الخلفية المزدوجة لسالم الشرقاوي الذي يجمع الخلفية الأكاديمية والتجربة الميدانية”، فضلا عن كونه الكتاب الأول من نوعه الذي يجعل “لجنة القدس موضوعه المركزي”، متحريا “الخطب الملكية والوثائق والإعلانات”، ومؤوّلا ومحلّلا “الخطاب السياسي للملوك المغاربة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق