_ أشعر بالفخر لفوز فنانين وروائيين مصريين بجوائز عربية ودولية
_ كانت هناك منافسة قوية ومصداقية كبيرة بالجائزة
_قلة المكتبات التى تعرض كتب الأطفال إحدى الأزمات
_ شخصيات الرواية تكونت خلال القراءة وابتعدت عن النمطية
_عدم وجود نقد حقيقى لأدب الطفل إحدى أزمات
فى أجواء احتفالية مبهجة ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائى للطفل 2025، كرم كل من: أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومحمد شاكر جراغ، نائب رئيس مجلس الإدارة، وفاضل حسين بوصيم، الأمين العام للملتقى، الفائزين بـجائزة الملتقى السنوية لأفضل كتاب للطفل، فى دورتها الثانية عشرة، بحضور عدد من الناشرين والمهتمين بصناعة كتاب الطفل.

«حلم الآنسة واو»
تم اختيار رواية «حلم الآنسة واو» عن فئة اليافعين لمجموعة بيت الحكمة، للروائى عادل موسى، ورسوم سمر صلاح الدين، للفوز بجائزة الملتقى العربى لناشرى كتب الأطفال، وذلك لما يحمله العمل من قيمة أدبية وفنية عالية، تعزز الخيال والإبداع لدى الأطفال واليافعين بأسلوبٍ راقٍ ومبتكر..
التقت «البوابة نيوز» إحدى صناع الرواية الفائزة وهى الفنانة سمر صلاح الدين، للكشف عن تفاصيل هذا الإنجاز، واستعراض جوانبه فى الحوار التالى:

■ كيف تلقيتى خبر فوز رواية "حلم الآنسة واو" التى تتضمن رسومك للأطفال؟
- تلقيت خبر فوز الرواية من كاتبها المميز عادل موسى، لأن القائمين على الجائزة تواصلوا معه أولا ثم بعدها تم إبلاغى، والحقيقة شعرت بالفرح الشديدة بخبر الفوز، لأن كان هناك تصفيات القائمة الطويلة ثم القصيرة ثم إعلان الجائزة، وكانت المنافسة قوية ومصداقية الجائزة كبيرة، فالعمل المميز كان واضحا للمتابعين.
رسمة الغلاف
■ كم رسمة تضمنت رواية "حلم الآنسة واو"؟
- الرواية تضمنت ١٥ رسمة تقريبا، بدأت رسوم بها منذ مرحلة قراءة النص، شعرت حينها أن شخصيتين من الرواية تكونت بداخلى فبدأت تجسيدها، وشعرت أن يدى تعمل بمفردها فرسمت الآنسة واو وأصبحت هذه رسمة الغلاف.
والرسمة كانت وهى على خشبة المسرح وهى حكاءة كبيرة وحققت حلمها، فالقصة بها جانب تراثى حكاه المؤلف بطريقة ممتعة وحرفية، ورغم أن النص كان جميلا لكنه كان طويلا وصعبا بالنسبة لى كرسامة استطاعت أن أجسد شخصياته برسومى.
وأنا أحب العمل الذى يحتوى على تفاصيل كثيرة، حتى وإن كان النص لا يوجد به تفاصيل كنت سأجد له روح ورائحة، لأنى أحب أن ما يقرأ الرواية يشم فيها رائحة الحكاية.
■ حدثينا عن كواليس رسوم الرواية؟
- تضمنت القصة أجواء تراثية كثيرة، فالكاتب عادل موسى متخصص فى الحكايات التراثية، والحقيقة رغم أنه هو حكى حكاية لم يذكر أنها تنتمى لأى اتجاه فصنع خلطة عجيبة بها جزء خيالى ممزوج تشعر وكأنها أسطورة.
تناولت فكرة الريف المصرى والتراث برسومى وأعطتها نكهة من خلفيتى فى الأرياف أيام الطفولة، والتى كنت ومازلت أعشق الأجواء الريفية.
فضلت أن أرسمهم بطابع مختلف أن الحكائين النمطيين نراهم بالزى الصعيدى، فرسمتهم بزى مختلف من خيالى وذلك لأن الرواية بها جزء أسطورى.
فجسدت الحكاءة كجزء من التراث، لبستها العمامة التى كانوا يرتدونها على رؤسهم الحكاءين الرجال، فى وصف أنها انتصرت فى النهاية وقاومت التقاليد التى كانت ترفض امتهان النساء لمهنة الحكاءة، وعندما تناقشت مع المؤلف فى تغيير اللبس التقليدى للحكاءة لم يعترض ورحب بالفكرة لانها لم تضر العمل بل بالعكس خدمت الفكرة جدا.
كادرات السينما
■ هل وجدتى صعوبة فى استيعاب بعض فقرات الرواية والرسم لها؟
- لم أستطع أن أرسم شىيئا نمطىا، أو تقليدىا فأنا كرسامة أحب العمل الذى يتضمن فكرة لأنه تحد كبير لى.
فى بعض الجوانب، حبيت أرسم بعض الشخصيات بكادرات السينما وبأبعاد مختلفة، وربطت بين صور عائلية للحكاءين والبنت بطلة الرواية وصورتها بأنها هربت من وسط الناس ودخلت اتصورت معاهم الصورة العائلية المليئة برجال الحكاءين ولكنى شعرت حينها أنها نمطية، فقررت أن أرسم رمزية شجرة العيلة، وعلمت بها بلابل فى إشارة إلى أن الحكاءين يستخدمون الربابة خلال عملهم.
الصعوبة دائماً فى إيجاد الفكرة، وعندما تجد الفكرة تصبح الأمور أسهل بكثير فى التنفيذ، وأغذى عينى بالتفاصيل. وقد شاهدت العديد من الأشياء عن الحكائين والريف المصرى وترابط العائلات له صلة بالموضوع.
سأروى عن مشهد رسمته، الملهمة فى القصة هى الجدة، وهى التى تحكى القصص، وكان الحكاؤون يأخذون منها العهد كأنها شهادة، وهو ما يمكن أن يكون حكاء. رسمتها فى قمة الجبل وكأنها جزء من الجبل، ويصعد إليها الحكاؤون ليأخذوا الموافقة من الجدة.
المزاج الشخصى
■ فى رأيك.. ماذا يحتاج مجال كتب الأطفال؟
- نحتاج جدا إلى نقاد فى مجال كتب الأطفال، المجال لا يتضمن نقدا حقيقىا، لا يوجد من يسلط الضوء على الإيجابيات والسلبيات فهناك المعايير مختلطة.
يعتمد اختيار المواد التى تنشر للأطفال فقط على المزاج الشخصى لدور النشر، والناقد دوره يتابع تطور الأشخاص أو الجهات التى تعمل فى أى مجال، كما أن يتابع الفنانين وتطور موهبتهم منذ البداية حتى اللحظة، لمعرفة استحقاقيته للتشجيع أم لا.
فالنقد يساعد الفنان الذى تطور وبذل جهدا على تطوير أداءه أنه يتحسن ويعمل بشكل أفضل. والأمر فى مجال كتب الأطفال متروك للمزاج العام أو لكل مجتهد يضع نفسه على السوشيال ميديا إزاى، هناك من هو يستحق وآخر لا.
ممكن شخص موهبته ضعيفة يتشاف اكتر من حد موهوب بجد، فالنقد يعطى الدفعة المهمة، حتى يستطيع الإنسان أن يشتغل على موهبته ويطور نفسه أكثر، نحتاج إلى أن "نتشاف صح".
نقد يرى تجربتى، وعين تراقب وتلفت نظر الفنان أو الكاتب عن أعماله، فهذا مناخ صحى جدا لكنه للأسف غير موجود.
شباب واعد
■ كيف ترى مجال رسوم الأطفال فى مصر.. وماهى أبرز أزماته من وجهة نظرك؟
- أراه بين تطور وعمل مميز ومشاركات دولية محترمة جداً، وشباب واعد حقاً يرفعون رأسنا. وخلال الأيام التى أعلنوا فيها عن الجائزة، كان هناك أكثر من جائزة عربية تم الإعلان عنها، والفنانون المصريون يكتسحون فيها، وشعرت بفخر حقيقى أن المصريين يقومون بعمل عظيم وقادرين على إثبات موهبتهم على الساحة العربية.
أما عن الأزمات التى نمر بها، فمن أكثر الأزمات أن الإمكانيات أصبحت ضعيفة وسوق النشر يعانى ليتمكن من الوجود. وعدد المكتبات المتاحة التى تعرض كتب الأطفال قليل، ولتكون الكتب أمام الأطفال ليتمكنوا من اقتنائها بسهولة، يتطلب الأمر معاناة.
وأصبح المجال يستوعب عددًا كبيرًا جدًا من الناس الذين يرون أن مجال كتب الأطفال مجال آمن، وأرى مستوى ضحلا جدًا وأشعر بالخجل أن هذا يُقدم للطفل.
أتمنى أن تكون هناك جهات تتابع تطور من هم موهوبون ويستحقون الدعم من الدولة. فنحن نحتاج إلى نقاد فى مجال كتب الأطفال.
فنانون كثيرون
■ من هو رسام الأطفال الذى ترك أثرا فى تكوينك؟
- هناك فنانون كثيرون تأثرت بهم. أنا بدأت المهنة بشكل سريع وبعدها درست، وكان هناك الكثير من الناس الذين كنت أرى أعمالهم كثيرًا ولم أكن أعرف أسماءهم مثل الفنان إيهاب شاكر، وهو من أكثر الفنانين الذين كنت أستمتع بعمله.
والفنان هانى المصري، استمتعت بعمله، وكان فنه متشعبًا، وعمل فى المسرح ومجلات للأطفال وكتب وكارتون. والأستاذ الكبير محى الدين اللباد، تعلمت منه الكثير، وحتى الآن مازلت أتعلم، وكل شخص أراه حتى لو يصغرنى سنا أتعلم منه.
أُنبهر جدًا بعمل محمد طه، له عمل خاص وممتع. وهناك أصدقاء كثيرون. وأنا أعمل على رسالة الماجستير فى مجال كتب الأطفال، أخذت جولة فى الفن الحديث، وكيف نصنع كتب أطفال تكون مواكبة للفن الحديث، أخذت جولة فى الفنانين المصريين والأجانب والعرب.






0 تعليق