الأمم المتحدة تحذر من تفكك السودان بعد إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق من خطر تفكك السودان، وذلك عقب إعلان قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تشكيل حكومة موازية في البلاد، بالتزامن مع الذكرى الثانية لاندلاع الحرب الأهلية.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الأربعاء، إن المنظمة تشعر بـ"قلق بالغ إزاء أي تصعيد إضافي للنزاع في السودان، خاصة الإجراءات التي قد تؤدي إلى زيادة تفكك البلاد وترسيخ الأزمة الحالية".

حكومة "الوحدة والسلام": بداية انقسام سياسي رسمي؟

في خطاب بثه عبر منصة "تليغرام"، أعلن حميدتي عن تشكيل ما أسماها بـ"حكومة السلام والوحدة"، وقال إنها تمثل "الوجه الحقيقي للسودان"، مشيرًا إلى أن هذه الحكومة تستند إلى "ميثاق سياسي ودستور انتقالي تاريخي لسودان جديد"، وقّعته قوات الدعم السريع مع عدد من القوى السياسية والمسلحة المعارضة.

وأوضح حميدتي أن الحكومة الجديدة ستباشر إصدار عملة وطنية جديدة ووثائق هوية رسمية، في خطوات قال إنها تهدف إلى "ضمان عدم حرمان أي مواطن من حقوقه الأساسية"، كما دعا الاتحاد الإفريقي إلى الاعتراف بها وعدم "الرضوخ لمن وصفهم بمدبري الانقلاب في بورتسودان"، في إشارة إلى الحكومة السودانية المؤقتة التي تتخذ من المدينة الساحلية مقرًا لها.
 

رفض أممي ودولي واسع وتخوفات من دويلات متناحرة

بيان الأمم المتحدة ترافق مع إدانة بريطانية رسمية، حيث اعتبرت وزارة الخارجية البريطانية أن "الإعلانات الأحادية الجانب لتشكيل حكومات موازية ليست الحل، بل تهدد وحدة السودان وسيادته"، مطالبة بوقف هذه التحركات التي قد تقود البلاد إلى مزيد من الانقسام الجغرافي والسياسي.

من جهتها، أعلنت الحكومة السودانية مسبقًا رفضها القاطع لأي اعتراف دولي بالحكومة الموازية، مؤكدة أن الميثاق الذي وقعته قوات الدعم السريع لا يحمل أي شرعية قانونية أو سياسية.

حرب مستمرة وحصيلة إنسانية مروعة

تدخل الحرب في السودان عامها الثالث منذ اندلاعها في أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي. وقد خلفت هذه الحرب، بحسب موقع ACLED المتخصص في توثيق النزاعات، قرابة 30 ألف قتيل، وملايين النازحين داخليًا وخارجيًا.

ويرى مراقبون أن إعلان حميدتي تشكيل حكومة موازية لا يحمل فقط طابعًا رمزيًا، بل يمثل نقلة خطيرة في رسم حدود الانقسام داخل السودان، في ظل غياب أي أفق سياسي حقيقي للحل، وتصاعد الأزمة الإنسانية والاقتصادية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق