في لحظة وُصفت بالتاريخية في الحياة السياسية الأسترالية، فاز رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، زعيم حزب العمال، بولاية ثانية بعد فوز حزبه بالأغلبية في الانتخابات الاتحادية التي أجريت على مستوى البلاد، متغلبًا على ائتلاف المحافظين بقيادة الحزب الليبرالي بزعامة بيتر داتون، الذي أقر بالهزيمة بل وخسر مقعده النيابي.

دعم شعبي واسع ورسالة استقلالية
ألبانيز، الذي قاد حزب العمال المنتمي ليسار الوسط، وقف أمام أنصاره في سيدني مساء السبت ليعلن عن تشكيل حكومة أغلبية، وسط تصفيق ودموع وفرح عارم.
وقال في خطاب الفوز: ستختار حكومتنا النهج الأسترالي، لأننا فخورون بأنفسنا وبكل ما بنيناه معا في هذا البلد. لسنا بحاجة إلى الاقتراض من تجارب خارجية. نجد إلهامنا في قيمنا، في شعبنا.
في منشور على منصة إكس، عبّر ألبانيز عن امتنانه للناخبين قائلاً: "شكراً أستراليا"، في إشارة إلى الدعم الشعبي الذي مكّنه من تحقيق هذا الإنجاز السياسي النادر.
نتائج حاسمة رغم صعود المحافظين
أظهرت نتائج اللجنة الانتخابية الأسترالية أن حزب العمال حقق تقدمًا بنسبة 55.94% مقابل 44% لائتلاف الليبراليين والوطنيين، بعد فرز نحو 68% من الأصوات. وتشير التقديرات إلى أن الحزب سيحصل على 81 مقعدًا من أصل 150 في مجلس النواب، مما يضمن له الأغلبية.
في المقابل، أقر داتون، زعيم المحافظين، بالهزيمة وتحمل المسؤولية عنها، قائلاً: "لم نحقق أداءً جيدًا بما يكفي خلال هذه الحملة، وهذا واضح الليلة".
كما هنأ مرشحة حزب العمال التي فازت بمقعده في ديكسون، وهو المقعد الذي احتفظ به على مدى عقدين.
غلاء المعيشة وترامب.. أبرز هموم الناخبين
الانتخابات جرت في سياق ضغوط اقتصادية حادة، أبرزها أزمة غلاء المعيشة وارتفاع أسعار السكن والإيجارات، مدفوعة بانهيارات في قطاع البناء والتضخم المتسارع.
ومع ذلك، لعبت المخاوف من سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخاصة الرسوم الجمركية التي تعمق الغموض العالمي دورًا محوريًا في توجيه مزاج الناخبين، وفق ما أظهرته استطلاعات الرأي.
صحيفة "ذا أستراليان" نشرت عشية الانتخابات استطلاعًا أظهر تقدم حزب العمال بنسبة 52.5% مقابل 47.5%، وهو ما انعكس في نتائج الاقتراع النهائية.
حزب العمال والولاية الثانية
بإعادة انتخابه، يصبح ألبانيز أول رئيس وزراء أسترالي يُعاد انتخابه في ولايتين متتاليتين منذ جون هوارد في عام 2004، وأول زعيم من حزب العمال يحقق هذا الإنجاز منذ بوب هوك في عام 1990.
وفي تصريحاته عقب إعلان النتائج، تعهد ألبانيز بتركيز حكومته على تحسين قدرة الأستراليين على تحمّل تكاليف المعيشة، وتعزيز نظام الرعاية الصحية الشامل، معتبرًا أن فوزه ليس فقط إنجازًا انتخابيًا، بل تأكيدًا على أن النهج الأسترالي قادر على الصمود والتقدم وسط عالم يزداد اضطرابًا
0 تعليق