في قصة لافتة تجسد إمكانات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية تمكنت امرأة من اكتشاف إصابتها بنوع نادر من السرطان بمساعدة نموذج الذكاء الاصطناعي شات جي بي تي الذي طورته شركة أوبن إيه آي.
والقصة بدأت عندما عانت المرأة وهي أم لعدة أطفال من أعراض متفرقة استمرت لأشهر دون تشخيص دقيق من الأطباء.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الطب
أرجعت سيدة في الولايات المتحدة الفضل في إنقاذ حياتها إلى روبوت الدردشة الشهير شات جي بي تي حيث قالت إنه رجح إصابتها بمرض مناعي أغلفه الأطباء ما أدى إلى اكتشاف إصابتها بالسرطان ولاحظت لورين بانون التي تقسم وقتها بين ولاية كارولينا الشمالية وجزر فيرجن الأميركية لأول مرة في فبراير 2024 أنها تواجه صعوبة في ثني أصابعها صباحًا ومساءً وبعد أربعة أشهر أخبرها الأطباء بأنها مصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي على الرغم من أن نتائج اختبارها كانت سلبية لهذه الحالة.
وبدأت بانون تعاني من آلام مبرحة في المعدة وخسرت 14 رطلًا في شهر واحد فقط وهو ما أرجعه الأطباء إلى ارتجاع المريء وبرغم زياراتها المتكررة للعيادات المختلفة وتلقيها تفسيرات متباينة لأعراضها لم تتمكن من الحصول على تشخيص واضح.
وفي محاولة يائسة لتحديد سبب أعراضها لجأت بانون إلى روبوت الدردشة المعتمد على الذكاء الاصطناعي "شات جي بي تي" كمصدر بديل للمعلومات مدفوعة بالفضول والرغبة في فهم ما قد يكون خطبها
قامت المرأة بإدخال تفاصيل دقيقة عن أعراضها والفحوصات التي أجرتها ونتائج التحاليل التي لم يتمكن الأطباء من ربطها بتشخيص معين فاجأها الذكاء الاصطناعي بإجابة غير متوقعة إذ اقترح احتمال إصابتها بنوع نادر من سرطان الغدد الصماء وهو ما لم يطرحه أي طبيب من قبل.
بدافع القلق و طلبت المرأة إجراء فحوصات إضافية بناءً على هذا الاقتراح وجاءت النتائج مؤكدة بالفعل لوجود ورم سرطاني نادر ولحسن الحظ تم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة مما ساعدها على البدء في العلاج في الوقت المناسب ورفع من فرص شفائها بشكل كبير.
حيث أثارت القصة ضجة في وسائل الإعلام وطرحت تساؤلات مهمة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي ورغم التأكيد على أن شات جي بي تي لا يمكن أن يكون بديلاً عن الأطباء إلا أن هذه الحادثة كشفت عن دوره المحتمل كأداة مساعدة قوية لتحليل البيانات الطبية وربط الأعراض بشكل قد يتجاوز التفكير التقليدي.
ويحذر الخبراء من الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي دون إشراف طبي متخصص مؤكدين أن دوره يجب أن يكون تكميلياً ومع ذلك فإن هذه الواقعة تؤكد أن الذكاء الاصطناعي إذا استُخدم بشكل مسؤول يمكن أن ينقذ الأرواح ويحدث ثورة في الطب الحديث.
0 تعليق