بين رجاحة العقل وضعف القلب: حين يقع الرجل في الحب

سحب جديد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعرف الرجل بعقله الراجح وقدرته على التحمل واتخاذ القرارات الصائبة في أصعب المواقف، فهو في كثير من الأحيان رمز القوة والثبات. ومع ذلك، تبقى مشاعر الحب استثناءً يعيد تشكيل ملامحه من الداخل، ففي لحظة غير متوقعة، يترك زمام الأمور لقلبه، متخليًا عن حسابات المنطق، وكأن الحب وحده هو القانون. هذه المفارقة بين حكمة العقل وضعف العاطفة، ترسم صورة معقدة للرجل عندما يخوض تجربة الحب الصادقة.

قام فريق من الباحثين من استراليا ونيوزيلاندا بتحليل بيانات استطلاع رأي شمل 808 شخص بين أعمار 18-25 عام، كلهم يصفون أنفسهم وقت استطلاع الرأي بانهم واقعون في الحب.

قال أدم بود عالم الأنثروبيولوجي من الجامعة الأهلية الاسترالية:" الدراسة شملت 33 دولة من أوروبا وأمريكا الشمالية وجنوب أفريقيا ونحن مهتمين بمعرفة ما أذا كان النوع ذكراً أو أنثي له تأثير اقوى فى الحب والعلاقات الرومانسية

الأسئلة التي تم طرحها علي المشاركين في الدراسة كانت شاملة، فقد غطت التوقيت ومدي شدة الوقوع في الحب، وعدد المرات التي وقع فيها المشاركين في الدراسة في الحب، ومدي هوسهم بشركائهم.

وبعد التحليل الاحصائي. فقد أظهرت النتائج أن الرجال اسرع وقوعا من الحب من النساء بفترة تقارب الشهر في المتوسط، ربما يكون ذلك بسبب العبء الذي يقع علي الرجال لأظهار التزامهم ليكونوا قادرين علي جذب شريك، وذلك حسب ما اقترح الباحثون.

تقول الدراسة أيضا أن الرجال يقعون في الحب بمرات أكثر قليلا من النساء، وأيضا أنهم يكونوا أقل التزاما من النساء، فيبدوا أن النساء تقضي مزيدا من الوقت في التفكير المفرط حول شركائهم، وأيضا فأن النساء أكثر عاطفية ورمانسية.

وتقول الدراسة أيضا أن الرجال أكثر عرضة للوقوع في الحب قبل أن تصبح العلاقة "رسمية"، حيث قال 30% من المشاركين الرجال أن هذا ما حدث معهم بالمقارنة مع 20% من المشاركين من النساء.

يقول أدم بود:" هذه هي اول دراسة تبحث عن الاختلافات بين الرجال والنساء الواقعين في الحب الرومانسي، وتم استخدام مجموعة كبيرة نسبياُ من المشاركين من ثقافات مختلفة، وهذه هي أول مرة يتم فيها أثبات أن الرجال والنساء يختلفون في بعض جوانب الحب الرومانسي".

اخذ الفريق العلمي بعض العوامل الإضافية في الحسبان أثناء قيامهم بحساباتهم والتي قد تؤثر علي مشاعر الحب الرومانسي بما فيها العمر ونسبة تعداد الرجال إلي النساء في بلد كل من المشاركين في الدراسة، وبسبب ذلك انخفضت معظم نسب الأختلافات ولكنها ظلت قائمة، ومع ذلك فقد اختفت نسب الأختلاف بين الألتزام بين الرجال والنساء.

ووجدت الدراسة بعض النتائج المثيرة للاهتمام، حيث وجدت انه في الدول التي سجلت نتائج أعلي في المساواة بين الجنسين فقد وجدت أن المشاركين في الدراسة من تلك الدول هم أقل عرضة للوقوع في الحب وأقل التزاما، واقل اهتمام بالتفكير في شركائهم. وهذا يقترح أن العادات الأجتماعية السائدة لها تأثير علي الطريقة التي نشعر بها بالحب بجانب الحاجة التطورية للعثور علي شريك للحياة وانجاب الأطفال وهو الامر الذي يرغب الباحثون بدراسته بشكل أكبر في المستقبل.

حيث يقول ادم بود:" الحب الرومانسي هو موضوع لم يتم دراسته بشكل كافي بالرغم من أهميته في تكوين الأسرة وتكوين علاقات بين الناس وتأثيره علي الثقافة وعالمية الحب المزعومة، هذا شيء نريد مساعدة الناس علي فهمة بشكل افضل"

للمزيد تابعخليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق