نظمت جامعة مايو بالقاهرة؛ ندوة بعنوان: «الانتماء وقيم المواطنة»، اليوم الإثنين، وذلك ضمن أنشطة قسم العلوم الإنسانية، وقام بتقديم الندوة الكاتبة الصحفية والإعلامية، داليا عبدالرحيم، وكان في استقبالها كلًا من الدكتورة ماهيتاب الرافعي رئيس قسم العلوم الانسانية، الدكتورة دمها صبري مدير وحدة الارشاد والدعم النفسي ، الدكتورة رانيا عبد المجيد مدير مكتب التعاون الدولي، والدكتور محمد عبد السلام مستشار رئيس مجلس الامناء.
وفي نهاية الندوة كرمت الجامعة الكاتبة الصحفية داليا عبد الرحيم، حيث سلمها الدكتور محمد عبدالسلام مستشار رئيس مجلس الامناء درع الجامعة.
وقد بدأت الكاتبة والصحفية داليا عبد الرحيم حديثها بالترحيب بالحضور الكرام وأبناء وبنات جامعة مايو مردفة: يسعدني ويشرفني أن أكون بينكم اليوم في هذه الندوة القيمة، التي تتناول موضوعا عزيزاً على قلوبنا جميعًا، ألا وهو: "الانتماء وقيم المواطنة.."
وتابعت قائلة: نحن اليوم لا نتحدث فقط عن مفاهيم نظرية أو شعارات نرفعها، بل عن جوهر العلاقة بين الإنسان ووطنه.. عن إحساس المواطن بالمسؤولية، ودوره الحقيقي في بناء الحاضر وصناعة المستقبل.
الانتماء لم يكن مجرد بطاقة هوية
قالت الكاتبة الصحفية، داليا عبدالرحيم، إن الانتماء لم يكن مجرد بطاقة هوية، بل هو إحساس بالانغماس والإندماج في تفاصيل الوطـن، وشعورك بأنك جزء من نسيجه، تدافع عنه، وتفرح لإنجازاته، وتحزن لأحزانه وتحدياته.
وتابعت حديثاها مردفة: أما قيم المواطنة، فتشمل الانتماء، والمشاركة الفعالة، والديمقراطية، والتسامح، والعدالة، الحرية، والتي تؤثر على شخصية الفرد فتجعله أكثر إيجابية في إدراك ماله من حقوق، وما عليه من واجبات.
وصرحت بأن هذه القيم تجعل الانتماء سلوكا حيًا يبدأ بالاحترام وينتهي بالإخلاص وتشمل العمل، والحفاظ على مقدرات الوطن، ونبذ كل ما يعوق وحدته وتقدمه.
وأوضحت رئيس تحرير البوابة، أن هناك فرق بين المواطنة القانونية والمواطنة الفعلية وهو كالتالي:
-المواطنة القانونية هو الانتماء المكتوب في بطاقة الهوية أو جواز السفر ويحصل منها الشخص علي حقوق قانونية ودستورية مثل التعليم والصحة والتصويت في الانتخابات وغيره لكنها مواطنة غير فعلية، اما المواطنة الفعلية هو الانتماء الذي يظهر بالمواقف والتصرفات مثل التصرف الإيجابي ناحية الوطن والمشاركة المجتمعية وخدمة المجتمع حتي ولو كان الشخص خارج وطنه.
شرح عن مفهوم الانتماء
وصرحت، أن الانتماء هو شعور ولم يكن ورقة أو جنسية، ولا كلمات محفوظة، وهو إحساس داخلي عميق يجعل الإنسان يشعر إنه ليس بمفرده إنمت جزء من وطن، من بيئة، من مجموعة أكبر منه".
وتابعت مردفة: "كيف يظهر الانتماء كقيمة نفسية؟
لما تحس بالأمان وانت ماشي في شوارع بلدك، و لما تفرح لما فريق بلدك يفوز في بطولة أو فرحتك لما مشروع قومي ينجح، ولما تحزن وتحس بالمسؤولية لو حصلت أزمة، ولما تدافع عن وطنك حتى لو كنت في غربة، مشيرة إلى أن الانتماء في الحياة اليومية - إنك تفتخر بلغتك ولهجتك وثقافتك، وتحترم القوانين وتساهم في نظافة الشارع، و تحب الخير لأهلك وجيرانك وتدافع عن الحق.. الانتماء مش شعور فقط فهو دافع للعمل الجاد وللإبداع ودافع للتضحية من أجل المصلحة العامة، وهو نبض نعيشه في تفاصيلنا اليومية."
وتابعت رئيس تحرير «البوابة نيوز»، نائب رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن الحديث عن الانتماء والمواطنة ليس بالشعارات والكلام وإنما هو شعور فطري يمكن تغذيته وتطويره وتنميته، لافته إلي أن الانتماء هو الاحساس الكبير بقيمة الوطن وليس النظام القائم عليه، لافتةً إلى أن مصر لديها مقومات مختلفة، لاسيما الحضارة العظيمة والماضي الكبير، مما يتطلب منا الفخر بالعيش ليها.
وأكدت «عبد الرحيم»، أنه يجب لا ننكر أن هناك ظروف قاسية وتحديات كبيرة نمر بها، ولكننا استطعنا أن نحمي ونبني بالالتفاف حول القيادة السياسية الرشيدة الواعية بقيمة الوطن والحفاظ عليه، مؤكدة على أن الدولة الوحيدة في المنطقة التي حدث بها حراك سياسي واجتماعي هي مصر، ولكنها بفضل أولادها المخلصين ووعيهم وإخلاصهم بقيت ولا زالت باقية ولم تسقط مثلما حدث في البلدان المحاورة.
الشائعات وتأثيرها على الدول
كما تحدثت الكاتبة الصحفية، داليا عبدالرحيم، عن الشائعات التي يتم ترويجها ودورها السلبي في هدم الوطن، وضربت إنموذجًا بقضية الطفل ياسين، مشيرةً إلى أن الإعلام السوشيال ميديا لعبت دورًا كبيرًا في السعي لإحداث فتنة طائفية، لكن القضاء قال كلمته وأعطى الحق لصاحبه ونصر الطفل.
وأكدت «عبد الرحيم»، لابد أن نؤمن بالتحديات الموجودة في مجتمعنا وعدم الانسياق وراء الشائعات، لافتةً إلى خطورة مقارنة دولتنا بالدول الأخرى، فكل دولة لديها مقوماتها المختلفة، مما قد يجعلنا نتشائم ومنها فقدان الثقة وعدم العمل على نهضة ورفعة الوطن.
ونوهت الكاتبة الصحفية، داليا عبدالرحيم، إن الشائعات هي سلاح جبان يعمل على ضرب الثقة بين المواطن والدولة، والهدف منها هو تأكل روح الانتماء من داخل الناس بهدوء وتدريج.
وصرحت، أن الشائعة تبدأ بكلمة، مثل "تويتة، أو بمنشور على فيسبوك"، عن طريق شخص ينقل معلومة بدون التحقق منها، وفي أقل وقت وممكن ثانية واحدة تنتشر المعلومة مثل النار في الهشيم، ووسائل التواصل الاجتماعي سهلت من انتشار الأخبار الكاذبة، لأن النشر بها أسرع، والمصادر كتير، والناس دايما تبحث عن العنوان الصادم، ليس المعلومة الدقيقة، ويتم استخدام مصادر مجهولة أو صفحات ممولة من الخارج هدفها تشكيك الناس في الدولة، سواء عن طريق فيديوهات مفبركة، أو صور خارج سياقها.
وتابعت "عبدالرحيم" مردفة: "الشائعة عبارة عن قنبلة معنوية وهي أشد فتكًا من الرصاصة لأنها تقتل الثقة، وتضرب استقرار الوطن من الداخل، وهي واحدة من أخطر الأدوات اللي استخدمت ضد مصر، سواء في فترات الأزمات أو النجاحات، وعندما يسمع المواطن شائعة عن فساد أو فشل مشروع قومي، من غير ما يتحقق، بيبدأ يفقد ثقته، وده بيخلق حالة من اللامبالاة وفقدان الانتماء، والأخطر من ذلك أن الشائعات بتفكك الرابط بين المواطن والدولة، وتجعل الشباب يتشكك في كل شي، وبالتالي يفقد حماسه للمشاركة المجتمعية أو السياسية، والشائعة هدفها زرع الإحباط، ومنع حب البلد.
داليا عبد الرحيم تحكي عن تجربتها في الصين
وطرحت رئيس تحرير «البوابة نيوز»، تجربتها خلال زيارتها لجمهورية الصين الشعبية، موضحةً إيمان شعب هذا البلد ببلده والتفافه حول قيادته الساسية، مما ترتب عليه تقدم كبير في كافة المجالات، بل ومنافسة أكبر دولة اقتصادية لي العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشارت الكاتبة الصحفية، داليا عبدالرحيم، إلي أن المواطنة والانتماء مهمين، لأنهم الأساس الأخلاقي الذي يبني عليه كل مجتمع ناجح، وعلى كل مواطن أن يحب بلده بوعي ليس فقط بالشعارات، والمواطنة والانتماء يجعلوا الناس تشعر بالمسؤولية ليس فقط بالحقوق، وبدون مواطنة فعالة فرص المجتمع ضائعة ذو مشاعر باردة، لكن الانتماء الحقيقي حتى في أصغر الأفعال لهه قيمة وطنية.
وأوضحت تأثير المواطنة والانتماء على الاستقرار والتنمية، فالمواطن الذي يشعر بالانتماء يرفض التخريب وينشر السلام، ويشارك في التنمية سواء بالعمل، أو التطوع، أو حتى الالتزام بالقانون، والانتماء يقلل من الجريمة ويزيد الإنتاج.
وتابعت "عبدالرحيم" مردفة: "الفرد له دور في احترام القوانين والنظام ونشر الوعي والحفاظ علي الممتلكات العامة والمشاركة والتطوع في المبادرات الوطنية.
أما دور الدولة فهو توفير بيئة أمنة وعادلة ، التعليم، التثقيف، دعم الإعلام الهادف، إنشاء مشاريع وطنية وتشجيع الاستثمار، إذن المواطنة الحقيقية هو تعاون مشترك بين الفرد والدولة وليس مسئولية طرف لوحده."
و أشارت داليا عبد الرحيم، إلي إنه خلال حديث أحد مواطنين الدول المجاورة عن إنحصار دور مصر السياسي والدبلوماسي في المنطقة وأن أحد الدول الأخرى أخذت هذا الدور، دفعها انتمائها الفطري وحبها للوطن لتعديل هذه المعلومة المغلوطة".
واضافت، أن مصر دولة كبيرة وهى قائدة ورائدة بحضارتها الكبيرة وثقافتها الممتدة ودبلوماسيتها التي تعمل بشرف عز فيه الشرف.
ووجهت النصيحة لطلبة جامعة مايو، أن الشائعات يمكن أن تهد الأوطان وأن تحدث فتن، محذرة من خطورتها في المدى القريب والبعيد، وأنه يجب أن نتحقق من كل معلومة قبل الإيمان بها أو تصديقها، ويجب أن نلتف حول قياتنا السياسية المخلصة حتى نحقق سويًا رفعة وطننا العزيز.
دور الإعلام في صنع الوعي
واكدت داليا عبد الرحيم على دور الإعلام كأداة توجيهية، ودوره في ترسيخ القيم لانه لا يكتفي بنقل الحدث، بل يصنع الوعي، ويرشد، ويعلم، ويحفز على الانتماء الفعلي وليس المزيف، الإعلام الحقيقي بيبني الإنسان، ويزرع داخله شعور الانتماء، ويذكره أن الوطن يحتاجه في كل لحظة، وأننا في مؤسساتنا الصحفية والإعلامية، نحرص كل الحرص على تقديم محتوى يعيد للمواطن ثقته، ويحفزه ليكون عنصرًا إيجابيًا وفعالًا في مجتمعه.
واوضحت ، أن الإعلام هو المايكروفون الذي يصل صوت الوطن لقلوب الناس، ولو تم استخدامه بطريقة صحيحة، فهو قادر علي زرع الانتماء في كل بيت وكل عقل وكل قلب، والاعلام الوطني هو الذي يقدم قصص لناس حقيقيون تعبوا من أجل البلد وضحوا بأنفسهم وصنعوا الفارق وعندما يرى الناس هذه النماذج يشعروا بالفخر والانتماء.
ومثال على ذلك: برنامج يحكي قصة أم شهيد، أو فلاح بسيط شارك في مشروع قومي، أو تسليط الضوء علي الانجازات الوطنية مثل الطرق الجديدة والنجاحات الاقتصادية أو الرياضية، ذلك يجعل المواطن يشعر ان بلده في تقدم وانه جزء من شيء كبيرة.
وقالت رئيس تحرير البوابة، إن الإعلام الوطني الحقيقي هو الذي يفند الأكاذيب، ويكشف مصادر الفتن، ويعطي المواطن المعلومة الصحيحة وذلك مهم جدًا في زمن السوشيال ميديا وانتشار الشائعات التي تمثل خطورة علي استقرار الوطن، والإعلام الحقيقي يشجع الناس علي المشاركة المجتمعية انهم يكونوا جزء من الفعل وليس مجرد متفرجين عند القيام بتغطية حملات التطوع، التبرع، الانتخابات، أو حتي جمع القمامة.
واختتمت حديثها، أن الإعلام يعزز الهوية والثقافة الوطنية من خلال بث الأغاني الوطنية، والأفلام التي تحكي عن أبطالنا، أو حتى برامج الأطفال التي تزرع القيم، لأن الاعلام وسيلة بناء الوعي وزرع الحب وتعليم جيل كامل أنه يعشق وطنه ويحافظ عليه،و الإعلام هو قوة ناعمة تصنع وعي المواطن.
دور الذكاء الإصطناعي في الإعلام
أجابت الكاتبة الصحفية، داليا عبدالرحيم، على سؤال إحدى طالبات جامعة مايو، حول دور الذكاء الاصطناعي في الإعلام، قائلةً: إنه سلاح ذو حدين حيث إنه حتى وإن كان مرئيًا ومسموعًا إلا أنه قد يكون غير حقيقيًا.
وتحدثت، عبد الرحيم، عن إيجابيات الذكاء الاصطناعي، لا سيما في تصميم الصور التعبيرية. وطرحت صورة والدة الطفل ياسين، خلال احتضانها ابنها داخل قاعة المحكمة؛ التي مُنع دخول الإعلام لدخالها، وبالتالي رسخت هذه الصورة حالة الانتصار التي لم يتم التمكن من التقاطها.




















0 تعليق