في مثل هذا اليوم 5 مايو ولد واحد من أعمدة الإخراج في مصر والعالم العربي، المخرج حسام الدين مصطفى، الذي ترك إرثاً ضخماً من الأعمال الخالدة في الدراما والسينما، ليسجّل اسمه ضمن أبرز من حملوا الكاميرا وجسدوا التاريخ والدين بحرفية ووعي فني.
بداية حسام الدين مصطفى
يرصد موقع تحيا مصر بداية المخرج حسام الدين مصطفى الذي ولد في 5 مايو 1926، وبدأ رحلته مع الفن بتخرّجه في المعهد العالي للسينما، قبل أن يطير إلى هوليوود لدراسة الإخراج، ويعود بعدها إلى مصر عام 1956، حاملاً معه أدوات فنية جديدة ستحدث فارقًا كبيرًا في الإنتاج المحلي، خصوصا في نوعية الأعمال التي قدمها على مدى خمسة عقود.

مسلسلات تاريخية
رغم شهرته كمخرج لأفلام الحركة والإثارة، والتي أكسبته لقب "ملك الأكشن" في السينما المصرية، فإن مساهمته في الدراما التاريخية والدينية تبقى الأكثر تأثيراً، وواحدة من العلامات البارزة في مشواره.
نجح حسام الدين مصطفى في تقديم مجموعة من أضخم المسلسلات التي تناولت سيرة أعلام الفكر والدين الإسلامي، بأسلوب درامي يجمع بين الدقة التاريخية والبعد الإنساني، من أبرز هذه الأعمال مسلسل الفرسان عام 1994، الذي تناول سيرة سيف الدين قطز وكفاحه ضد الغزو المغولي، ثم الأبطال عام 1996، الذي وثق فترة الحملة الفرنسية على مصر وما رافقها من مقاومة شعبية، قبل أن يقدم في عام 1997 المسلسل الشهير أبو حنيفة النعمان، متناولًا رحلة الإمام الفقيه ومواقفه التي أسست أحد المذاهب الفقهية الأربعة.
وفي عام 1998، قدم عملين بارزين: صقر قريش، الذي استعرض بدايات الدولة الأموية في الأندلس، وابن حزم، الذي غاص في سيرة المفكر الأندلسي ومؤلف طوق الحمامة، متتبعًا معاركه الفكرية وتوجهاته الإنسانية. كما اختتم هذا الخط الدرامي بمسلسل عصر الأئمة، الذي سلط الضوء على حياة الأئمة الأربعة الكبار: مالك، الشافعي، أحمد بن حنبل، والخليفة المهدي، بمشاركة نخبة من نجوم الدراما المصرية.
أفلام حسام الدين مصطفى
أما على مستوى السينما، فقد قدّم حسام الدين مصطفى مجموعة من الأعمال التي تحوّلت إلى علامات بارزة في تاريخ الفن المصري، ولاتزال تُعرض حتى اليوم ككلاسيكيات خالدة، من بينها الفيلم الوطني الشهير الرصاصة لا تزال في جيبي، الذي ارتبط في وجدان الجمهور بانتصارات أكتوبر، والإخوة الأعداء المأخوذ عن الرواية العالمية "الأخوة كارامازوف" بطابع مصري محلي، إلى جانب السمان والخريف، المقتبس من رواية نجيب محفوظ، والذي قدم فيه معالجة سينمائية مميزة لصراع الفرد مع التحولات الاجتماعية.
كما أخرج أفلامًا جريئة ومؤثرة مثل غرام الأفاعي ودرب الهوى، وقدم الكوميديا البوليسية في شنبو في المصيدة، ولم يغب البعد الشعبي والدرامي عن أعماله، كما ظهر في الحرافيش ووكالة البلح، اللذين جسدا صراعات الإنسان المصري في الأحياء الشعبية بين الطموح والانكسار.
وفاة حسام الدين مصطفى
رحل حسام الدين مصطفى عن عالمنا في 22 فبراير 2000، بعد أن ترك بصمة لا تُنسى في فن الإخراج، لا سيما في تقديم السير الذاتية والموضوعات التاريخية والدينية بمعالجة بصرية وثقافية جديرة بالتقدير.
0 تعليق