"قاسم بصير".. إيران تكشف النقاب عن أحدث صواريخها الباليستية

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت إيران النقاب عن صاروخها الباليستي الجديد "قاسم بصير" في إعلان رسمي أدلى به وزير الدفاع الإيراني، الجنرال عزيز نصير زاده، خلال مقابلة تلفزيونية بُثت مساء الأحد في برنامج أخبار الساعة. 

يُعد هذا الصاروخ، الذي يعمل بالوقود الصلب، إضافة نوعية للترسانة العسكرية الإيرانية، حيث يتميز بقدرات تقنية متقدمة تجعله محصنًا ضد أنظمة الدفاع الجوي الحديثة، مثل أنظمة "ثاد" و"باتريوت" الأمريكية، وأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.

مواصفات الصاروخ واختباره

يتمتع الصاروخ "قاسم بصير" بمدى يصل إلى ١٢٠٠ كيلومتر (٧٤٥ ميلًا)، مما يتيح له استهداف مواقع بعيدة بدقة عالية. وفقًا للتلفزيون الإيراني، أُجري اختبار ناجح للصاروخ في ١٧ أبريل الماضي، حيث أظهرت لقطات تجريبية قدرته على إصابة أهدافه بدقة متناهية. 

يتميز الصاروخ بقدرة مناورة فائقة، طُورت بناءً على الخبرات المكتسبة من عمليتي "الوعد الصادق ١" و"الوعد الصادق ٢"، وهما العمليتان الانتقاميتان اللتين نفذتهما إيران ضد إسرائيل العام الماضي. كما أن الصاروخ قادر على تحديد وتدمير هدف محدد من بين أهداف متعددة دون الاعتماد على نظام تحديد المواقع العالمي، مما يعزز فعاليته في ظروف الحرب الإلكترونية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "بلين فيو" الأمريكية، ومقرها في تكساس.

تصريحات وزير الدفاع الإيراني

خلال المقابلة، أكد الجنرال نصير زاده أن إيران لن تتردد في الرد بقوة على أي هجوم يستهدفها، محذرًا الولايات المتحدة وإسرائيل من أن مصالحهما وقواعدهما العسكرية في المنطقة ستكون أهدافًا مشروعة في حال فرضت حرب على إيران. 

وقال: "لسنا أعداءً لجيراننا، بل هم إخواننا، لكن القواعد الأمريكية على أراضيهم ستكون ضمن نطاق استهدافنا إذا لزم الأمر." 

وأضاف في تصريح للتلفزيون الإيراني: "إذا بادرت الولايات المتحدة أو النظام الصهيوني بشن حرب، فإن إيران ستستهدف مصالحهم وقواعدهم وقواتهم أينما كانت ومتى اقتضت الضرورة"، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "هندوستان تايمز" صباح اليوم الاثنين.

وردًا على تعليق وزير الدفاع الأمريكي "بيت هيجسيث" في الأول من مايو على منصة إكس، والذي انتقد فيه دعم إيران للحوثيين في اليمن، أكد نصير زاده أن إيران ستضرب القوات والقواعد الأمريكية والإسرائيلية "أينما كانت ومتى دعت الحاجة" في حال اندلاع صراع. وشدد على أن إيران تسعى لعلاقات أخوية مع الدول المجاورة، لكنها لن تتهاون في مواجهة أي تهديد.

السياق الإقليمي والتوترات

يأتي الإعلان عن الصاروخ الجديد في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة بعد هجوم صاروخي شنه الحوثيون في اليمن على مطار بن جوريون الإسرائيلي أمس الأحد، والذي أسفر عن إصابة ستة أشخاص وتعليق رحلات عدة شركات طيران كبرى. 

وفي هذا السياق، رفض نصير زاده الاتهامات الأمريكية التي تربط إيران بالهجمات الحوثية، مؤكدًا أن اليمن دولة مستقلة تتخذ قراراتها بنفسها. 

من جانبه، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برد متعدد المراحل على الحوثيين، متهمًا إيران بدعم الهجوم. 

وكتب نتنياهو على منصة إكس: "هجمات الحوثيين تنبع من إيران، وسترد إسرائيل على الهجوم على مطارنا الرئيسي وعلى داعميهم الإيرانيين في الوقت والمكان اللذين نختارهما"، وفقًا لتقرير "هندوستان تايمز".

ورد نصير زاده على تهديدات نتنياهو مؤكدًا أن أي عدوان من إسرائيل أو الولايات المتحدة سيواجه برد قوي يستهدف مصالحهما الإقليمية. وتُظهر هذه التصريحات تصعيدًا خطيرًا في التوترات بين الأطراف، مما يهدد بتوسيع نطاق الصراع.

وعلى صعيد آخر، تم تعليق المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، التي كانت مقررة في ٣ مايو في روما، بناءً على طلب وزير الخارجية العماني الوسيط. 

ولم يُحدد موعد جديد لاستئناف المفاوضات، مما يزيد من حالة عدم اليقين. في الوقت نفسه، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التهديد بشن غارات جوية على المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت المفاوضات، بينما يحذر المسؤولون الإيرانيون من إمكانية تطوير أسلحة نووية باستخدام مخزونهم من اليورانيوم المخصب.

خلفية برنامج الصواريخ الإيراني

يعود تطوير إيران لبرنامجها الصاروخي الباليستي إلى فترة الحرب العراقية - الإيرانية (١٩٨٠-١٩٨٨)، عندما تعرضت البلاد لهجمات صواريخ سكود العراقية. 

وبسبب الحظر الغربي الذي منع إيران من اقتناء طائرات هجومية حديثة، ركزت طهران على بناء ترسانة صاروخية كجزء من استراتيجيتها الدفاعية ضد التهديدات الإقليمية.

 يُعتبر صاروخ "قاسم بصير" نتاج هذا الجهد المستمر لتعزيز القدرات العسكرية في مواجهة التحديات الخارجية.

أهمية الصاروخ الجديد

يمثل "قاسم بصير" تقدمًا كبيرًا في التكنولوجيا الصاروخية الإيرانية، خاصة مع قدرته على المناورة واختراق الدفاعات الجوية المتقدمة. يعزز هذا الصاروخ موقع إيران كقوة إقليمية قادرة على ردع التهديدات، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل. 

ومع استمرار الجدل حول البرنامج النووي الإيراني، يبرز الصاروخ كعامل إضافي يعقد المشهد الاستراتيجي في المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق