في مشهد أقرب إلى الدراما منه إلى الواقع، اجتمعت الدموع بالفرحة، واحتضنت أم ابنها للمرة الأولى منذ أن حرمت منه عقب ولادته، بعدما أُبلغت زيفا بموته، لكنها لم تستسلم، فبدأت رحلة بحث دامت قرابة عقدين، لتصل إلى النهاية السعيدة في أحضان دار أيتام بمنطقة البساتين.
زواج وطلاق
تعود خيوط القصة إلى عام 2006، حينما تزوجت فتاة عشرينية من شاب لكن والدها رفض هذا الارتباط، وأجبرها على الطلاق بعد أشهر قليلة، بحجة كرهه لزوجها، لم تنتهِ المأساة هنا، بل اكتشفت الفتاة حملها بعد الطلاق، فقررت الاحتفاظ بالجنين رغم الضغوط.
ابنك مات
تسعة أشهر مضت، ثم جاء موعد الولادة، لتستيقظ الأم من المخدر على خبر صادم: "ابنك مات"، هكذا أخبرها والدها، مدعيا أنه دفنه بنفسه.
جريمة الجد
ما لم تكن الأم تعلمه أن والدها حمل الرضيع خلسة، وذهب به إلى أحد مساجد منطقة البساتين بمحافظة القاهرة، وتركه هناك وحيدا، ثم عاد ليقنع ابنته أن ابنها خرج من رحمها جثة هامدة.
المرض يكشف السر
ظلت السيدة تعيش على هذا الاعتقاد لثلاث سنوات كاملة، إلى أن حل عام 2009، وأُصيب والدها بمرض السرطان، وهنا فقط قرر الاعتراف بجريمته، وأخبرها بالحقيقة: "ابنك حي.. وأنا رميته على باب مسجد".
16 عاما من البحث
منذ تلك اللحظة، لم تعرف الأم طعم الراحة، وبدأت رحلة البحث عن ابنها المفقود، جابت مستشفيات، ودور أيتام، وزارت كل مكان قيل لها إن طفلا وجد فيه دون هوية.
لم تترك سبيلًا إلا وسلكته، حتى أرشدها بعض المقربين للتوجه إلى وزارة التضامن الاجتماعي، وهناك روت مأساتها كاملة، مع تحديد مكان وزمان فقدان رضيعها.
وبعد تدقيق طويل، جرى التوصل إلى شاب وجد في نفس اليوم والموقع الذي ذكرته الأم، وكان يعيش داخل أحدي دور الرعاية الاجتماعية.
لقاء بعد الفقدان
ذهبت الأم إلى الدار، وهناك التقت الشاب، فاحتضنته من دون تردد، وقالت "هو ده.. أنا حاسة بيه"، تم أخذ عينة لتحليل البصمة الوراثية (DNA)، وجاءت النتيجة لتؤكد صحة إحساس الأم، معلنة أن الشاب هو ابنها المفقود.
أخطرت السيدة الأجهزة الأمنية بما حدث، وتلقى رئيس مباحث قسم شرطة البساتين بلاغا بالواقعة، وبإجراء التحريات، تبيّن صدق روايتها، وأن الشاب هو بالفعل نجلها الذي فقد منها بعد الولادة، قبل 19 عامًا.
تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات.
0 تعليق