أكدت صحيفة بيبول دايلي أونلاين الصينية أن سياسات الإدارة الأمريكية الحالية تُفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط، ونقلت عن مراقبين للسياسة الأمريكية في المنطقة، ملاحظتين:
- أولًا، أن الخطاب السياسي للإدارة الأمريكية يتسم بقدر كبير من الغطرسة والغرور، ويهدد باستمرار باستخدام القوة
- ثانيًا، أن الإدارة الأمريكية بشكل عام لا تملك استراتيجية واضحة تجاه الشرق الأوسط أو قضايا أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن القضية الفلسطينية، التي تُعدّ مصدرًا للتوتر الإقليمي منذ زمن طويل، قد أُسيء التعامل معها بشكل خاص، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرّح بأن غزة يمكن أن تُحوّل إلى ريفييرا الشرق الأوسط، وأعلن صراحةً أن الولايات المتحدة تنوي الاستيلاء عليها. وبطبيعة الحال، ردّ العالم العربي والمجتمع الدولي بقوة ورفضا هذا النهج.
وتابعت الصحيفة: "يبدو أن الواقع على الأرض يُناقض هذه التصريحات"، مُضيفة أنه "لا يُمكن لأي مراقب محايد أن يدّعي حدوث أي تقدم على أي جبهة" خلال المائة يوم الأولى من الإدارة الأمريكية الحالية، وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قالت الصحيفة الصينية إن إسرائيل تُواصل عدوانها العسكري اليومي، بينما تُصرّ الولايات المتحدة على تهميش الأطر متعددة الأطراف وتجريد هيئات الأمم المتحدة الرئيسية - مثل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية - من أدوارها.
وأدت تصريحات ترامب غير المسؤولة بشأن ملف غزة إلى تدهور كبير في هذا الصدد، وإلى حالة واضحة من عدم الاستقرار على المستوى الإقليمي. لقد أصبحت الولايات المتحدة جزءًا من المشكلة، لا جزءًا من الحل.
وعند دراسة موقف إسرائيل من قضية وقف إطلاق النار، يستخلص المراقبون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُصرّح بأنه يريد تنفيذ خطة ترامب، التي اقترحت تهجير سكان غزة، ولكن مفهوم الحياد الأمريكي، وهو أمر حيوي لأي وساطة فعّالة، قد تقوّض ودمرته الإدارة الحالية على نحو لا رجعة فيه.
وكان نتنياهو قد أعلن أن إقامة دولة فلسطينية غير مطروحة تمامًا، وللأسف، منحه ترامب طوق نجاة بطرحه فكرة تهجير الفلسطينيين.
وفقدت الولايات المتحدة كل مصداقيتها كطرف يُنظر إليه تاريخيًا على أنه محايد وقادر على العمل كوسيط سلام نزيه، وإلى جانب الصراع الفلسطيني، انتقد المراقبون أيضًا تعامل الإدارة الأمريكية مع الملف النووي الإيراني، وأشاروا إلى أنه خلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، واعتمدت سياسة الضغط الأقصى، والتي "أدت في النهاية إلى فرض المزيد من العقوبات على إيران دون أي مبرر".
وأكد خبراء العلوم السياسية على غياب التماسك الاستراتيجي المتكرر داخل الإدارة الأمريكية، مشيرين إلى الانقسامات الداخلية وغياب نهج واضح للتعامل مع إيران، كما أعربوا عن قلقهم إزاء اعتماد واشنطن على العقوبات والتهديدات، مؤكدين أن تكرار فرض العقوبات أصبح سياسة سخيفة فشلت في إجبار إيران على التصرف وفقًا للتوقعات الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن عواقب هذا النهج تتجلى في تصاعد التوترات في المنطقة، مضيفًا أن السياسة الأمريكية فاقمت الوضع في الشرق الأوسط بسبب فشل الإدارة في بذل جهود لتهدئة الوضع، وانتقدت كذلك موقف واشنطن الأوسع في السياسة الخارجية، مشيرة إلى أن الإدارة الحالية تجنبت الحلول الدبلوماسية، ولم تستهدف الخصوم فحسب، بل استهدفت أيضًا الحلفاء ذوي المواقف غير التقليدية.
واستشهدت الصحيفة الصينية بمزاعم ترامب بشأن الاستيلاء على جرينلاند وقناة بنما وكندا، مؤكدًا أن مثل هذا الخطاب يعكس عودة مقلقة إلى منطق تفكير الحقبة الاستعمارية البغيضة.
0 تعليق