كنوز عصر الحديدي.. اكتشاف سيوف نادرة برموز مثيرة للجدل في فرنسا

سحب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عثر علماء آثار على كنوز نادرة من العصر الحديدي في فرنسا، حيث كشفت حملة أثرية عن سيفين يعودان إلى الشعوب السلتية تعودان إلى حوالي 2300 عام. هذا الاكتشاف المذهل يبرز من خلال الزخارف الفنية الدقيقة التي تزينهما، بما في ذلك رموز الصليب المعقوف، والتي أثارت جدلًا حول دلالاتها التاريخية في تلك الحقبة.

كنوز العصر الحديدي: أسرار السيوف النادرة

يُعتبر هذا الاكتشاف دليلًا حيًا على تراث الحضارات السلتية في أوروبا، حيث تم العثور على السيفين داخل أغماد متكاملة نسبيًا، مزينة بسبائك نحاسية وأحجار مصقولة. أحد هذه الأغماد يحمل نقشات واضحة لرمز الصليب المعقوف، مما يدفع نحو استكشاف أبعاد هذا الرمز في سياق تاريخي بعيد عن الروايات الحديثة. على الرغم من ارتباط هذا الرمز اليوم بالنزاعات، إلا أنه كان جزءًا من الزخارف الثقافية في أوروبا خلال القرن الخامس إلى الرابع قبل الميلاد، مستخدمًا لأغراض فنية محضة دون أي دلالات سياسية.

اكتشافات أثرية في مواقع الدفن

في البلدة الصغيرة كروزاييه لو نوف في فرنسا، أجريت عمليات حفر أثرية عام 2022 على مساحة تزيد عن 7000 قدم مربعة، كشفت عن أكثر من 100 قبر يعود إلى العصر الحديدي الثاني (450-52 قبل الميلاد). كانت هذه المنطقة تحت تأثير قبائل سلتية مثل أرفيرني وأيدوي وبيتيوريج، مما يعكس تنوع الثقافات آنذاك. على الرغم من أن التربة الحمضية أدت إلى تحلل العظام تمامًا، إلا أن المكتشفات تضمنت مجموعة غنية من القطع المعدنية، بما في ذلك 18 بروشًا زخرفيًا وعددًا كبيرًا من الأساور النحاسية المرصعة بأحجار كريمة تعود إلى القرن الثالث والرابع قبل الميلاد. هذه العناصر ليست مجرد قطع فنية، بل تشكل جزءًا من الطقوس الجنائزية لدى السلتيين، مما يسلط الضوء على حياة يومية غنية بالرموز والزخارف.

يشير هذا الاكتشاف إلى أهمية إعادة قراءة تاريخ أوروبا ما قبل الرومان، حيث يبرز التنوع في استخدام رموز مثل الصليب المعقوف في سياقات ثقافية بعيدة عن الجدل الحديث. يقدم الباحثون رؤى حول كيف كانت هذه العناصر تعبر عن هوية مجتمعية وفنية، مما يعزز فهمنا للعصور القديمة. بالإضافة إلى السيوف، كشفت الحفريات عن تفاصيل أخرى تتعلق بحياة السلتيين، مثل استخدام المعادن في الزينة والطقوس، مما يؤكد على الغنى الثقافي لهذه الحقبة. هذه الكشوف تساهم في إثراء الدراسات الأثرية، وتذكرنا بأن التاريخ يحمل طبقات متعددة من المعاني، تحتاج إلى دراسة دقيقة لفهمها بعيدًا عن التحيزات المعاصرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق