الهند تعلن أنها ستقطع مياه الأنهار عن باكستان … والرد قد يكون عسكريًا

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، يوم الثلاثاء، أن بلاده قررت وقف تدفّق مياه الأنهار التي تنبع من أراضيها وتصل إلى باكستان، مشيرًا إلى أن تلك المياه "ستُستخدم فقط لخدمة مصالح الهند".

وجاء هذا الإعلان ردًا على الهجوم الدامي الذي استهدف سياحًا هنودًا في الشطر الهندي من كشمير يوم 22 أبريل، وهو الحادث الذي أعاد التوترات الثنائية إلى الواجهة، بعد هدوء نسبي استمر شهورًا.

مودي: "مياه الهند لنا… ولن تتدفق للخارج"

في خطاب ألقاه أمام أنصاره، قال مودي:

"كانت مياه الهند تتدفق إلى الخارج… هذا سيتوقف الآن. سنستخدم مواردنا لمصلحة أمتنا فقط."

ورغم أن رئيس الوزراء لم يذكر باكستان بالاسم، فإن المقصود واضح تمامًا، نظرًا لأن أنهار الهند الغربية – مثل نهر شيناب – تُعتبر شريان حياة زراعي لملايين الباكستانيين، وتنظمها معاهدة دولية موقعة منذ أكثر من 60 عامًا.

انهيار الاتفاق التاريخي: معاهدة مياه السند على المحك

تُعد معاهدة مياه السند، الموقعة عام 1960 بين الهند وباكستان بوساطة البنك الدولي، من أنجح اتفاقيات تقاسم المياه في العالم، حيث منحت الهند السيطرة على ثلاثة أنهار شرقية (رافي، بياز، ستلج)، بينما منحت باكستان السيطرة على الأنهار الغربية (السند، شيناب، جيلوم)، رغم أن منابعها تقع داخل الهند.

لكن بعد الهجوم في كشمير، علقت الهند التزاماتها ضمن هذه المعاهدة، في خطوة تنظر إليها إسلام آباد كـ"خرق مائي استراتيجي"، بحسب تعبير مراقبين.
 

باكستان تحذر: أي عبث بالأنهار عمل حربي

لم تتأخر باكستان في الرد، إذ حذرت وزارة الخارجية أن "المساس بالأنهار التي نصت عليها المعاهدة سيُعد عملًا عدائيًا وعدوانًا سافرًا على باكستان".

أما وزير الري في ولاية البنجاب الباكستانية كاظم بيرزادا، فأكد أن إقليمه بدأ فعليًا يشعر بالتداعيات، قائلاً:

"سجلنا تغيرات غير مألوفة في منسوب نهر شيناب… وانخفضت المياه بشكل حاد بين ليلة وضحاها."

وأشار إلى أن ولاية البنجاب، التي تُعد القلب الزراعي لباكستان ويعيش فيها قرابة 120 مليون شخص، قد تتعرض لأضرار كارثية إذا استمر قطع المياه.

"بوابات العقاب" تُغلق في كشمير

من جانبها، نقلت صحيفة إنديان إكسبرس عن مسؤول هندي كبير أن "بوابات سد باغليهار" على نهر شيناب تم تشغيلها لخفض التدفق كإجراء عقابي مؤقت، لكنه أكد أن الإجراء قد يمتد إذا لم تتوقف "الاستفزازات" من الجانب الباكستاني.

هذا السد، الواقع في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، يمثل نقطة تحكّم استراتيجية تستطيع نيودلهي عبرها تعديل تدفق المياه إلى باكستان بشكل كبير.

مخاوف من أزمة إنسانية وزراعية

بحسب خبراء في المياه والزراعة، فإن تعديل تدفق نهر شيناب سيؤثر مباشرة على الري، الزراعة، ومياه الشرب لملايين المواطنين الباكستانيين، لا سيما في مواسم الحصاد، مما ينذر بـ"كارثة بيئية وإنسانية"، وفق تعبير مركز دراسات جنوب آسيا في إسلام آباد.

كما حذرت مؤسسات دولية من أن إقحام الموارد المائية في النزاعات السياسية قد يؤدي إلى تفكك اتفاقيات قائمة منذ عقود، ويدخل المنطقة في صراع مائي غير مسبوق بين قوتين نوويتين.

يرى محللون أن الأزمة قد تتجاوز البعد الثنائي لتؤثر على الأمن الإقليمي والدولي، خصوصًا أن الهند وباكستان تمتلكان ترسانة نووية وتاريخًا من الحروب المباشرة والصراعات الحدودية.

ومع فشل الجهود الدبلوماسية السابقة لخفض التوتر في كشمير، فإن ملف المياه قد يتحول إلى أداة ضغط استراتيجية جديدة، وربما شرارة لصدام قادم ما لم يتم احتواؤه بسرعة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق