بقلم: فريق موقع 24
تاريخ النشر: [تاريخ اليوم]
في لحظة احتفالية تعكس الالتزام الدائم بحماية التراث الطبيعي، تحتفل جمعية الإمارات للطبيعة بمرور 25 عاماً على تأسيسها، مما يبرز دورها الحيوي في تعزيز الوعي البيئي وصون الموارد الطبيعية في الإمارات العربية المتحدة. منذ إنشائها في عام 1998، تحولت الجمعية إلى ركيزة أساسية في مجال الحفاظ على البيئة، حيث ساهمت في العديد من المبادرات التي أثرت إيجاباً على التنوع البيولوجي والاستدامة. في هذا التقرير، نستعرض مسيرة الجمعية، إنجازاتها، وكيفية احتفالها بهذه الذكرى السنية.
بداية الرحلة: تأسيس الجمعية وأهدافها
أسست جمعية الإمارات للطبيعة في عام 1998 بمبادرة من مجموعة من المهتمين بالبيئة، بدعم من الحكومة الإماراتية وقطاعات أخرى. كانت الفكرة الأساسية هي تعزيز الجهود الوطنية لحماية الطبيعة في بلد يشهد نمواً سريعاً، مما أدى إلى تحديات بيئية مثل التصحر، فقدان التنوع البيولوجي، والتلوث. الجمعية، التي تعمل كمنظمة غير حكومية مستقلة، ركزت أهدافها على ثلاثة محاور رئيسية: الحفاظ على التنوع البيولوجي، تعزيز التعليم البيئي، والترويج لممارسات مستدامة.
خلال السنوات الخمسة والعشرين الماضية، حققت الجمعية تقدماً ملحوظاً في مواجهة التحديات البيئية. على سبيل المثال، شاركت في حملات لحماية السلحفاة البحرية، التي تواجه خطر الانقراض، من خلال برامج الرصد والإعادة إلى البرية. كما أطلقت مبادرات لإعادة تأهيل المناطق الطبيعية، مثل محميات الغابات في الإمارات، مما ساهم في زيادة أعداد بعض الأنواع النادرة مثل الظباء والطيور المهاجرة.
الإنجازات البارزة على مدى ربع قرن
في أعقاب مرور 25 عاماً، يمكن القول إن جمعية الإمارات للطبيعة لم تكتفِ بالعمل الميداني، بل بنت شراكات قوية مع الجهات الحكومية، المنظمات الدولية، والقطاع الخاص. من بين الإنجازات الرئيسية:
-
برامج التعليم والتوعية: أطلقت الجمعية العديد من البرامج التعليمية، مثل ورش العمل في المدارس والجامعات، لتعزيز الوعي بأهمية الاستدامة. على سبيل المثال، برنامج "الجيل الأخضر" الذي يستهدف الشباب ليكونوا سفراء للبيئة.
-
الحفاظ على التنوع البيولوجي: ساهمت الجمعية في إنشاء محميات طبيعية، مثل محمية الوادي في أبو ظبي، وأجرت دراسات علمية حول التغير المناخي وتأثيره على المناطق الساحلية. كما شاركت في منظمات دولية مثل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN).
- مشاريع الاستدامة: في ظل التحديات البيئية العالمية، ركزت الجمعية على مشاريع مثل زراعة الأشجار وإدارة الموارد المائية، مما ساهم في تقليل آثار التغير المناخي في الإمارات.
وفقاً لتقارير الجمعية، ساهمت هذه الجهود في حماية أكثر من 100 ألف هكتار من الأراضي الطبيعية، وتدريب آلاف الأفراد على ممارسات بيئية صديقة.
كيف تحتفل الجمعية بهذه الذكرى؟
وفقاً للإعلانات الرسمية، ستنظم جمعية الإمارات للطبيعة سلسلة من الفعاليات خلال الأشهر المقبلة للاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين. ستبدأ الاحتفالات بحفل افتتاحي في أبو ظبي، يضم خطباً من قادة الجمعية والشخصيات البارزة مثل ممثلي حكومة الإمارات. سيتم تنظيم معارض تصويرية تعرض صوراً للإنجازات البيئية، بالإضافة إلى ورش عمل تفاعلية للجمهور.
كما تشمل البرامج:
- حملة توعوية مجتمعية: تتضمن نشاطات في الحدائق العامة، مثل زراعة الأشجار وتنظيف الشواطئ.
- شراكات دولية: الجمعية ستتعاون مع منظمات مثل اليونيسيف وصندوق البرية العالمي لإقامة مؤتمر حول مستقبل الحفاظ على البيئة في الشرق الأوسط.
- الإعلام الرقمي: منصات التواصل الاجتماعي ستشهد حملة هاشتاج #25سنة_للطبيعة لتشجيع الجمهور على مشاركة قصصهم البيئية.
هذه الفعاليات ليست مجرد احتفال، بل فرصة لإعادة التأكيد على التزام الجمعية بالهدف الأكبر: بناء مجتمع مستدام يتجاوز التحديات البيئية.
التأثير على المجتمع والمستقبل
في الإمارات، حيث يتسارع التنمية الاقتصادية، مثلت جمعية الإمارات للطبيعة نموذجاً للتوازن بين التقدم والحفاظ على التراث الطبيعي. أكدت الجمعية في بيانها الأخير أن عملها خلال الـ25 عاماً الماضية ساهم في تقليل معدلات التصحر بنسبة 20% في بعض المناطق، كما ألهم آلاف الأشخاص للالتحاق بجهود البيئة.
مع ذلك، تواجه الجمعية تحديات مستقبلية مثل التغير المناخي والتوسع الحضري. ومع اقتراب عام 2030، الذي يشهد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، تهدف الجمعية إلى توسيع برامجها لتشمل التكنولوجيا الرقمية في مراقبة البيئة.
في الختام، يمثل مرور 25 عاماً على جمعية الإمارات للطبيعة إنجازاً جماعياً يعكس روح التعاون بين الشعب والحكومة. ندعو الجميع للمشاركة في الاحتفالات ودعم الجهود البيئية، فالبيئة ليست مجرد ميراث، بل مسؤولية مشتركة. للمزيد من التفاصيل عن الفعاليات، زوروا موقع الجمعية الرسمي أو تابعونا على موقع 24 للحصول على التحديثات الحية.
0 تعليق