أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عن إطلاق برنامج دروس علاجية صيفية لطلاب الصفوف الأولى من التعليم الأساسي، يهدف إلى تحسين مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال في المراحل المبكرة، وذلك ضمن خطط الوزارة لمكافحة ظاهرة ضعف هذه المهارات التي تؤثر على التحصيل الدراسي للطلاب في مراحل التعليم اللاحقة.
وأكد الخبراء التربويون على أهمية هذا البرنامج، مشيرين إلى أن ضعف مهارات القراءة والكتابة يعد من أبرز المشكلات التي يعاني منها الطلاب في مصر، وهو ما يتطلب تدخلًا عاجلًا لتصحيح المسار وتعزيز هذه المهارات في مراحل التعليم المبكرة.
في هذا السياق، قال الخبير التربوي تامر شوقي: "لا شك أن مهارات القراءة والكتابة هي من أهم المهارات التربوية التي يجب أن يتقنها جميع الطلاب منذ الصفوف الأولى.
ومن خلال عدم الاهتمام بتوافر هذه المهارات لدى تلاميذ الصفوف الأولية خلال العقود الماضية، نشأت أجيال غير قادرة على القراءة والكتابة بشكل صحيح، امتد ذلك حتى بعض خريجي الجامعات".
وأضاف شوقي أن "مشكلة ضعف القراءة والكتابة تفاقمت مؤخرًا بسبب إهمال تقييم الأطفال في هذه المهارات حتى الصف الثالث الابتدائي، بالإضافة إلى تحول الأطفال إلى إدمان الأجهزة الرقمية والانترنت مما أدى إلى تدهور هذه المهارات".
وأوضح شوقي أن تنفيذ البرامج العلاجية في إجازة الصيف له العديد من الفوائد، منها سهولة تعليم هذه المهارات في سن مبكرة، واستغلال فترة الأجازة في ما هو مفيد للأطفال، مما يحميهم من صعوبات التعلم مستقبلًا.
من جانبه، أكد الخبير التربوي عاصم حجازي أن البرامج العلاجية التي أعلنت عنها الوزارة تعتبر خطوة هامة، مشيرًا إلى ضرورة أن تقوم هذه البرامج على أسس علمية سليمة.
وأوضح حجازي أن التقييم يجب أن يسبق التقويم، حيث يقوم التقييم بوصف حالة الطالب، بينما يركز التقويم على التدخلات العلاجية لتصحيح نقاط الضعف.
وأكد على ضرورة استخدام أدوات تشخيص متعددة للكشف مشكلات التعلم بشكل دقيق، وضرورة التنوع في خطط العلاج حسب مصدر المشكلة، سواء كانت صعوبة تعلم أو مشاكل اجتماعية أو اقتصادية.
كما أشار إلى أهمية دور الأخصائي النفسي في هذه العملية، بحيث تكون الجهود العلاجية مشتركة بين المعلمين والأخصائيين النفسيين لضمان نجاح هذه المبادرة.
ويأتي هذا البرنامج ضمن خطة الوزارة لتطوير النظام التعليمي في مصر وتحسين مهارات الطلاب في مراحل التعليم المبكرة، بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل وتطلعات الطلاب في المستقبل.
0 تعليق