الاحتلال الإسرائيلي يحول مخيم جنين إلى ركام ويعمّق معاناة الأهالي

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لليوم الـ109 على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العنيف على مدينة جنين ومخيمها، ضمن خطة ممنهجة تهدف إلى تغيير البنية العمرانية والاجتماعية للمخيم، وتحويله إلى منطقة غير قابلة للحياة. وسط هذه العملية العسكرية المتواصلة، بات مخيم جنين يشهد أسوأ أوضاعه الإنسانية والاقتصادية منذ سنوات، في ظل تصعيد غير مسبوق في سياسات التدمير والتجريف والتهجير القسري.

 ثكنة عسكرية

في تطور خطير، حوّلت قوات الاحتلال مدرسة الإناث التابعة لوكالة "أونروا" إلى ثكنة عسكرية، حيث نصبت فيها عتادًا عسكريًا، وفرشًا وأطعمة، ودنّست الصفوف التعليمية ومرافق المدرسة في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني، الذي يجرّم استخدام المرافق المدنية والمؤسسات التعليمية لأغراض عسكرية. وتزامن ذلك مع إشعال النيران في محيط "مسجد الأسير"، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان في المنطقة.

وتفرض قوات الاحتلال حصارًا خانقًا على مخيم جنين، مانعة دخول أي مساعدات أو عودة السكان النازحين، فيما تتواصل عمليات التجريف والهدم الممنهجة داخله. وبحسب بلدية جنين، فقد تم تدمير قرابة 600 منزل بشكل كامل داخل المخيم، بينما لحقت أضرار جسيمة ببقية المنازل، جعلتها غير صالحة للسكن. أما المدينة ذاتها، فقد تعرضت هي الأخرى إلى دمار كبير في منشآتها وبنيتها التحتية، لاسيما في الحيين الشرقي وحي الهدف.

الاعتداءات على جنين

لم تقتصر الاعتداءات على جنين وحدها، بل امتدت إلى بلدات المحافظة، حيث قامت قوات الاحتلال بمحاصرة منزل في بلدة برطعة واعتقلت شابًا بعد تدمير محتوياته، بالتزامن مع إغلاق حاجز برطعة الحيوي، مما عمّق من عزلة البلدة وقرية طورة عن بقية المحافظة.

وتشهد قرى المحافظة اقتحامات يومية، وتحركات عسكرية مستمرة، إلى جانب وجود دائم لدوريات الاحتلال في الطرقات، مع تعزيزات عسكرية إضافية يتم دفعها باتجاه المدينة والمخيم بشكل منتظم. وفي ظل هذه الظروف، لا تزال مئات العائلات، بما في ذلك 22 ألف نازح من المدينة والمخيم، تعيش أوضاعًا إنسانية كارثية في ظل التهجير القسري المستمر.

شلل شبه كامل

أما الاقتصاد المحلي في جنين، فيعاني من شلل شبه كامل، مع إغلاق الأسواق وانهيار النشاط التجاري، حيث قُدّرت الخسائر الناجمة عن العدوان بنحو 300 مليون دولار أميركي، فيما تضررت البنية التحتية بشكل واسع، لاسيما الشوارع الرئيسية والمحال التجارية، خاصة في الأحياء الغربية للمدينة.

ومنذ بداية العدوان في 21 يناير 2025، ارتقى 40 شهيدًا من سكان المدينة والمخيم، إضافة إلى عشرات المصابين والمعتقلين، في واحدة من أطول موجات العدوان المنهجية التي تشهدها الضفة الغربية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق