دعا الدكتور عصام نصر الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، خلال فعاليات الحلقة النقاشية الحادية عشر من اليوم الثاني لمؤتمر كلية اﻹعلام، إلى إطلاق يوم العمل الخيري تحت رعاية كلية الإعلام.
 

وتقدم الدكتور عثمان فكري، الأستاذ المساعد بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بمقترح ﻹطلاق مبادرة تقودها كلية اﻹعلام لدعم جهود اﻹعلام التنموي والمؤسسات الصحية، مشيرا إلى أنه لا يمكن بأي حال تجاهلها، موضحا بأننا نحتاج إلى لفت انتباه الإعلام لهذا الدور الخدمي التنموي وتوجيه المؤسسات الإعلامية لذلك اﻷمر.

جاء ذلك في إطار الحلقة النقاشية اﻷخيرة، والتي انعقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة العلمي الدولي الثلاثين تحت عنوان "الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة"، والذي يناقش عددا من القضايا المرتبطة بالصحة والطب ودور وسائل الإعلام في التوعية في هذا المجال.

وفي مستهل فعاليات الحلقة النقاشية، ألقى الدكتور عصام نصر كلمة عبر فيها عن مدى تميز تلك النسخة من مؤتمر كلية اﻹعلام جامعة القاهرة هذا العام، مشيرا إلى أن مناقشة الدور التنموي للمؤسسات الصحية ودعم جهودها عبر وسائل اﻹعلام يعد من القضايا التي تحتاج إلى رعاية إعلامية وتشاركية مجتمعية شاملة.

ولفت نصر، إلى أن دور وسائل الإعلام يكمن في دعم جهود المؤسسات الصحية والتي تحتاج للمزيد من دفع الجهود التي تساهم في استمرار عمل تلك المؤسسات وادائها لدورها المجتمعي.

ونوه رئيس الجلسة، إلى أن كلية اﻹعلام جامعة القاهرة وعبر مؤتمرها المقدم في نسخة هذا العام قادرة على أن تقوم بذلك الدور؛ عبر دعم هذه المؤسسات بالمواد اﻹعلامية المنتجة عنهم وذلك حيث تمثل كلية اﻹعلام بيتا للخبرة، وانفتاحها على كل الجهود التي تساهم في استدامة جهود تلك المؤسسات.

وطرح الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون، ورئيس الجلسة تساؤلا حول مدى ضرورة تكامل العمل بين المؤسسات الصحية في مصر، لافتا إلى ضرورة جعل العمل بين تلك المؤسسات تكاملي وليس تنافسي في جذب التبرعات واستقطاب سبل الدعم، مقدما كل الثناء على تجارب المؤسسات الصحية التي تعمل تحت مظلة العمل اﻷهلي في مصر والتي قدمت نموذجا في دعم الجوانب النفسية للمرضى ومواجهة اﻷزمات النفسية التي قد يعانوا منها ومنها بينها ظواهر التنمر والاقصاء من المجتمع التي يعاني منها بعض المرضي في المجتمع عقب إصابتهم ببعض اﻷمراض التي لا دخل لهم بها ولا تمنعهم من استكمال مشاركتهم في المجتمع وحضورهم، داعيا في الوقت ذاته إلى اطلاق كلية اﻹعلام لمبادرة يوم العمل الخبري؛ تأكيدا على دور الاعلام بمؤسساته اﻷكاديمية والمهنية في دعم جهود المؤسسات الصحية في مصر.

بدوره، وخلال مشاركته نوه الدكتور عثمان فكري معقب الجلسة، إلى أن المؤسسات الصحية التي تأتي تحت مظلة منظمات المجتمع المدني الأهلي والصحي في حاجة ماسة إلى دور إعلامي فاعل لإرساء واستمرار خدماتها في المجتمع، مشيرا إلى أن عدد قليل من المؤسسات هو القادر على عمل اعلانات مدفوعة تروج لجهودها قياسا على باقي المؤسسات الصحية القادرة على ذلك.

ودعا معقب الجلسة، إلى أن تطرح كلية الاعلام مبادرة تجمع كلا من المؤسسات اﻷكاديمية ممثلة في كلية اﻹعلام جامعة القاهرة، مقترحا لها عنوان "إعلام من أجل إنسان"، تجمع المؤسسات الصحية والإعلامية القادرة وغير القادرة، محددا الهدف من ذلك للربط بين المؤسسات اﻷكاديمية والإعلامية والصحية، وتقديم منتجات إعلامية من خلال انتاج مواد اعلامية تساهم في الترويج لجهود تلك المستشفيات، والعمل على تنظيم ندوات مشتركة ومسابقات في مجال التغطية الاعلامية لجهود المؤسسات التنموية والصحية المجتمعية.

ولفتت الدكتورة كريمة الطنطاوي، المدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ومقرر الحلقة النقاشية، إلى ضرورة التوعية بأهمية دور الإعلان في جمع التبرعات، وتوعية للطلاب بدور المجتمع المدني في دعم القطاع الطبي، وتشجيع الباحثين على ابتكار طرق جديدة للتسويق الطبي، وتفعيل دور الاعلام البديل في دعم جهود العمل المدني لمحاربة الوصم المرضي والتنمر بالمرضى لما يسببه من ضرر لصحتهم النفسية،  موجهة إلى أهمية دعم إعلانات الخير واعتبارها خدمة مجتمعية لا إعلان ربحي، وضرورة تحمل المجتمع المدني والإعلام دعم المريض نفسيا وطبيا.

وأشارت مقرر الجلسة، إلى أهمية إلقاء الضوء على نماذج مضيئة من المرضى، وتبني مبادرة لإطلاق يوم للعمل الخيري بإعلام القاهرة لجمع المؤسسات الإعلامية والصحية الكبرى والصغرى، لاستغلال إمكانات الكلية وطاقة الطلاب في دعم النشاط الطبي والخيري.

وأوضحت الدكتورة علا محمد إبراهيم، مدير الخدمات الطبية المضافة والتوعية بمستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، آليات صناعة الإعلانات الموجه لجمع التبرعات، مشيرة لدور الدكتور شريف أبو النجا الريادي هذا النمط من الإعلانات لحث الجمهور على التبرع  للمؤسسات الخيرية، ودورها في حث النشئ على المساهمة في حملات التبرع، ودور التعليم في المساهمة في علاج الأطفال بمستشفى ٥٧٣٧٥.

وأشارت الدكتورة نهى طلعت، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة 500500، إلى الدور الذي يقوم به المجتمع المدني في تقديم الخدمات الصحية، حيث تقدم هذه المؤسسات ثلث الخدمات الصحية في مصر بجهود مدنية معتمدة على التبرعات.

وشددت نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة ٥٠٠٥٠٠ على الدور الهام لوسائل الإعلام، لما تسهم به في تشكيل انطباع المواطنين عن أهمية التبرع والمساهمة في هذه المشروعات، حيث لا ينبغي أن يقتصر الدور الإعلامي على الظهور الإعلاني للمؤسسات الخيرية، وذلك لأن بعض هذه المؤسسات لا تملك المقدرات المالية اللازمة لتمويل الإعلانات مثل مؤسسة مرسال التي اعتمدت بدلا من الإعلان على التواجد الإعلامي على صفحاتها في منصات التواصل الاجتماعي والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت أن الإعلام له دور كبير في دعم المؤسسات الخيرية من خلال إبراز أهمية التبرع للمؤسسات ليس بالمال فقط بل بالوقت والجهد، ونشر الوعي بدور هذه المؤسسات ورسالتها وأهدافها دون الاعتماد فقط على الإعلان التجاري.
ولفتت الدكتورة مروة ياسين، رئيس مجلس إدارة مجمع الباقيات الصالحات الخدمي، والأستاذ بكلية الإعلام جامعة بني سويف، إلى دور مجمع الباقيات الصالحات الخدمي الخيري في التعامل مع مرضى الزهايمر مشيدة بدور المؤسسة والمعهد الخاص بها كصرح تدريبي وطبي وبحثي لتشخيص وعلاج المرضى من خلال منظومة طبية متكاملة فاعلة في كافة طبيا ونفسيا لتوفير الرعاية اللازمة، حيث تتضمن المنظومة دور رعاية متكاملة طويلة المدى وتخصصية ذات طابع علمي.

من جانبها، أعلنت رئيس مجلس إدارة مجمع الباقيات الصالحات الخدمي، عن افتتاح مستشفى عبلة الكحلاوي  لمرضى الزهايمر وكبار السن في اليوم العالمي لمرضى الزهايمر الموافق ٢١ سبتمبر ٢٠٢٥، مشيرة إلى أن المستشفى مجهزة بكافة الأجهزة والآليات اللازمة مع هذه الفئة حيث تتضمن عمليات وأقسام وإدارات متخصصة تتمثل في إدارة الجروح وإدارة تأهيلية بعد الجلطات وكذلك إدارة لصعوبات البلع.

وأوضحت الدكتورة جيلان أحمد، المدير التنفيذي لمؤسسة بهية، أن المؤسسة تعمل على عدة محاور منها التوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي مما يعمل على زيادة احتمالات نجاح العلاج، وكذلك الحفاظ على تقديم علاج حديث متقدم بشكل إنساني، بالإضافة إلى تقديم دعم نفسي للسيدات حتى تتمكن من هزيمة المرض وذلك بمراعاة حالتها النفسية من خلال الرحلات والجلسات النفسية الفردية أو جلسات الحكي الجماعي، وكذلك إنشاء فصول لمحو الأمية، والاحتفال بنجاح أبناء محاربات السرطان في الثانوية العامة.

وطالبت الدكتورة جيلان أحمد وسائل الإعلام بضرورة توضيح أهمية الكشف المبكر عن المرض، وتسليط الضوء على النماذج التي نجحت في هزيمة السرطان، وتشجيع الشباب على التطوع في دعم محاربات السرطان.

من جانبه، قال الدكتور رفعت عبدالمقصود المدير التنفيذي لمستشفى أهل مصر للحروق، إن مستشفى أهل مصر للحروق تسعى منذ عام ٢٠٢٤ إلى تقديم خدماتها بالمجان ووصلت عدد الحالات التي قامت بعلاجها إلى حوالي ٤ آلاف حالة، منوها إلى أن المستشفى تسعى إلى تقديم الوعي من الاصابة بأمراض الحروق والعمل على اعادة دمج مصابي الحروق داخل المجتمع، مشيرا إلى أن ٦٠%من حالات الاطفال المصابين بالحروق تعد أحد أكبر التحديات التي تجعل هناك حاجة لضرورة التوعية من الاصابة بأمراض لحروق.

وفي مداخلتها، قالت منال حسني، المتحدث الرسمي باسم مؤسسة ومستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، إن دور الاعلام يكمن في محاولة توعية المجتمع والوقاية وتقديم المعلومات التي تساهم في توعية المواطن بالمحاربة لظواهر التنمر ضد المرضى، وتعريف المجتمع بحقوق المرضى والعمل على تهيئة المجتمع للتقبل النفسي للمرضى إضافة إلى إفهام المجتمع لتأثيرات الساعات اﻷولى لمخاطر الاهمال في تلقي العلاج، مشيرة إلى التوعية الصحية تساهم في تحجيم التأثيرات السلبية الناجحة عن جهل أو عنف التعامل مع بعض الحالات المرضية.

ولفتت المتحدث الرسمي باسم مؤسسة ومستشفى أهل مصر لعلاج الحروق إلى أن تكلفة العلاج لمصابي الحروق وتحدياتها تعد رحلة تستوجب تكاتف دور الاعلام لمساندة تلك الجهود ودفعها قدما.

الجدير بالذكر أن المؤتمر الدولي الـ30 لكلية الإعلام جامعة القاهرة يُقام يومي 7 و8 مايو 2025، بمقر الكلية، بعنوان "الاتصال الصحي وتمكين المجتمعات المعاصرة"، وذلك برعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس الجامعة، وبإشراف الدكتورة ثريا البدوي، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، والدكتورة وسام نصر، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والممارسين للمجال الإعلامي.