يقدم لورينزو تشان، الخبير في مجال التأمين بالفلبين، رؤى قيمة حول تأمين متناهي الصغر، الذي يوفر حماية ميسورة التكلفة لأصحاب الدخل المنخفض والعاملين في الحرف البسيطة. يصل قسط هذا النوع من التأمين إلى خمسة دولارات فقط، مما يغطي مخاطر الحوادث، الكوارث الطبيعية، وحالات الوفاة، خاصة لمن يتضررون من الأعاصير. هذا النهج يساعد في تعزيز الاستدامة المالية للشرائح الأكثر عرضة للمخاطر، مما يجعله خياراً مثالياً في السياقات الاقتصادية النامية.
تأمين متناهي الصغر في الفلبين
في السياق الفلبيني، يؤكد تشان، رئيس شركة بايونير للتأمين، على أهمية تبسيط الإجراءات لجعل الوصول سهلاً قدر الإمكان. يتم دفع التعويضات خلال خمسة أيام فقط من تقديم الطلب، مما يقلل من الضغوط المالية على المستفيدين. كما تم تقليص الإجراءات الإدارية من العديد من الأوراق المعقدة إلى سبعة خانات أساسية فقط، مما يسهل على العملاء البسطاء الانتهاء من العملية دون تعقيدات. ويهدف البرنامج إلى تسريع الإجراءات بشكل أكبر، حيث يمكن إكمال التعاقد والحصول على التعويض خلال 8 إلى 24 ساعة فقط. هذا الاقتراب يعكس فهماً عميقاً لاحتياجات الشرائح الاجتماعية الأقل حظاً، حيث يركز على السرعة والكفاءة لتعزيز الثقة في نظام التأمين.
نموذج التأمين الصغير كحل مبتكر
يمتد تأثير هذا النموذج إلى ما هو أبعد من الفلبين، حيث يقترح تشان الاستفادة من هذه التجربة في دول أخرى مثل مصر. من خلال تبسيط الإجراءات وتعزيز التعاون مع الجهات التنظيمية، يمكن توسيع نطاق التأمين الصغير ليشمل المزيد من الأفراد ذوي الدخل المحدود. في جلسة متخصصة خلال مؤتمر التأمين متناهي الصغر الذي عقد في الأقصر، أبرز تشان كيفية دعم هذا النشاط من قبل الهيئات الرسمية، مثل اتحاد شركات التأمين المصرية وهيئة الرقابة المالية. هذا النهج يساهم في وضع إطار قانوني مناسب يحمي مصالح العملاء البسطاء، مع التركيز على زيادة الوصول إلى الخدمات المالية. بفضل هذه الاستراتيجيات، أصبح التأمين الصغير أداة حاسمة في مكافحة الفقر وتعزيز الاستقرار الاقتصادي للمجتمعات.
بالإضافة إلى ذلك، يبرز النجاح في الفلبين كدليل على فعالية هذا النموذج، حيث ساعد في حماية آلاف الأسر خلال الأزمات الطبيعية. على سبيل المثال، أثبتت آلية الدفع السريع فعاليتها في حالات الطوارئ، مما يقلل من الآثار الاجتماعية للكوارث. في مصر، يمكن تكرار هذه التجربة من خلال برامج تعليمية تهدف إلى تعريف الجمهور بالفوائد، مع الاستثمار في التكنولوجيا لتسهيل الوصول عبر الهواتف المحمولة أو التطبيقات الرقمية. هذا ليس مجرد آلية تأمين، بل هو خطوة نحو بناء مجتمعات أكثر مرونة وأماناً مالياً. كما يدعم هذا النموذج أهداف التنمية المستدامة، حيث يعزز التغطية الشاملة للصحة والحماية الاجتماعية.
في الختام، يمثل تأمين متناهي الصغر نهجاً ثورياً يجمع بين البساطة والفعالية، مما يفتح أبواباً جديدة للابتكار في قطاع التأمين. من خلال التعلم من تجارب مثل تلك في الفلبين، يمكن لدول أخرى مثل مصر تحقيق تقدم كبير في تحسين حياة مواطنيها، خاصة الشرائح الأكثر ضعفاً. هذا الاتجاه ليس فقط حلاً للمشكلات اليومية، بل خطوة نحو مستقبل أكثر عدلاً واقتصادياً.
0 تعليق