تواصل النيابة العامة تحقيقاتها الموسعة في واقعة انفجار خط غاز طبيعي بطريق الواحات في منطقة غرب سوميد، والتي أسفرت عن وفاة 3 مواطنين وإصابة 13 آخرين بحروق متفاوتة، نتيجة اندلاع حريق ضخم امتد لموقع الحادث وتسبب في تفحم 10 سيارات ودراجة نارية.

وانتقل فريق من النيابة العامة إلى موقع الانفجار لإجراء المعاينة الميدانية، حيث كشفت التحقيقات الأولية عن وجود آثار احتراق شديدة في منطقة الحفر، إلى جانب غياب تام لأي لوحات تحذيرية أو إشارات تفيد بوجود خط غاز أو أعمال إنشائية جارية بالمكان.

ووفقًا لفحص النيابة، فإن الحريق اندلع بسبب تسرب غاز طبيعي من خط رئيسي بعد تعرضه للكسر أثناء قيام أحد المقاولين بأعمال حفر باستخدام "لودر" دون الحصول على تصاريح رسمية أو إخطار الجهات المختصة، وبيّنت التحقيقات أن العاملين في الموقع قاموا بردم الخط المكسور دون اتخاذ أي إجراءات وقائية، مما أدى إلى تسرب كميات كبيرة من الغاز.

واستمعت النيابة إلى أقوال عدد من شهود العيان، والذين أكدوا أن رائحة الغاز ظهرت في محيط الموقع مساء يوم 6 مايو، واستمرت حتى صباح اليوم التالي دون أي استجابة من الجهات المعنية، حتى اشتعل الحريق بفعل تشبع الهواء بالغاز وارتفاع درجات الحرارة وكثافة حركة المرور.

كما قررت النيابة العامة ندب لجنة فنية متخصصة لفحص موقع الحادث وتحديد الأسباب الفنية وراء الاشتعال، إلى جانب طلب تحريات المباحث، واستدعاء مسؤولي الجهة المالكة لخط الغاز، وكذلك الشركة المنفذة لأعمال الحفر، لسماع أقوالهم حول مدى الالتزام بإجراءات الأمن والسلامة.

قائمة المصابين في حادث خط الغاز بطريق الواحات

أسفر الحادث عن إصابة 13 شخصًا تم نقلهم إلى مستشفيي الشيخ زايد التخصصي وأكتوبر المركزي لتلقي العلاج، وجاءت أسماؤهم كالتالي:

أحمد مصطفى (23 عامًا)

عبد الرحمن أشرف (24 عامًا)

سيف وائل (17 عامًا)

عبد التواب سالم (38 عامًا)

حذيفة أحمد (30 عامًا)

محمد عبد الله (32 عامًا)

طه محمد (53 عامًا)

منة أيمن (21 عامًا)

مصطفى محمد (40 عامًا)

منار حسن (22 عامًا)

محمود رجب (54 عامًا)

محمد أحمد (45 عامًا)

محمود صلاح

وأفادت التحقيقات بأن الحريق تسبب في تلف شامل لـ 10 سيارات كانت تمر على الطريق، بالإضافة إلى دراجة نارية احترقت بالكامل بفعل النيران.

نقابة المهندسين بالجيزة: خلل في إجراءات السلامة وراء كارثة الواحات

وفي سياق متصل، أجرت لجنة من نقابة المهندسين الفرعية بالجيزة، برئاسة الدكتور محمد مصطفى الفحام، زيارة ميدانية إلى موقع الحادث، وشارك في اللجنة كل من المهندسين هدى صابر، مصطفى محمد مصطفى، مبروك عبد الله عامر، محمد عبد الحميد كامل، والمستشار القانوني محمود ربيع.

وكشفت المعاينة أن أحد المقاولين تسبب في كسر خط الغاز أثناء الحفر باستخدام لودر، دون إخطار أي جهة مسؤولة، ثم قام بردم الخط المكسور، ما أدى إلى تسرب الغاز بشكل كثيف، وأوضحت اللجنة أن غياب لوحات التحذير والتنبيهات ساهم في تفاقم حجم الكارثة.

وأوضح الفحام، في تصريح خاص لـ"مصر تايمز" أن المعاينة الميدانية التي أجرتها لجنة من مهندسي النقابة كشفت عن غياب أي لوحات تحذيرية أو إشارات دالة على وجود خط غاز في موقع الحادث، مشيرًا إلى أن المعلومات الأولية اعتمدت على شهادات شهود العيان وسكان المنطقة.

وأضاف أن نقابة المهندسين طلبت من شركة الغاز إرسال مختصين لفحص موقع تسرب الغاز الطبيعي، مؤكدًا على ضرورة وجود فني تابع للشركة في أي أعمال حفر تتم بالقرب من خطوط الغاز، إلى جانب توفير المعدات المناسبة والتنسيق بين الجهات المختلفة لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث.

وتساءل الفحام عن مدى تواجد فني الغاز أثناء الواقعة، قائلاً: "إذا كان فني الشركة حاضرًا وقت الحفر، فلماذا لم يقم بدوره في منع الكسر أو اتخاذ إجراءات السلامة؟"، مؤكدًا أن الإجابة على هذا السؤال تتوقف على ما ستكشفه تحقيقات النيابة العامة الجارية حاليًا.