ذكرت صحيفة آراب ويكلي، التي تصدر في لندن، نقلا عن مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا إمكانية أن تقود واشنطن إدارة مؤقتة في غزة بعد الحرب.
وقالت المصادر إن المشاورات "رفيعة المستوى" تركزت حول تشكيل حكومة انتقالية برئاسة مسؤول أمريكي تشرف على غزة حتى يتم نزع سلاحها واستقرارها، لحين تشكيل إدارة فلسطينية قابلة للحياة.
ووفقا للمناقشات التي لا تزال أولية، فلن يكون هناك جدول زمني محدد للمدة التي يمكن أن تستمر فيها مثل هذه الإدارة التي تقودها الولايات المتحدة، وهو ما سيعتمد على الوضع على الأرض، حسبما ذكرت المصادر الخمسة.
وقارنت المصادر، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، الاقتراح بسلطة التحالف المؤقتة في العراق التي أنشأتها واشنطن في عام 2003، بعد وقت قصير من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أطاح بصدام حسين.
ثم تولى بول بريمر الثالث، الدبلوماسي الأميركي المتقاعد، قيادة سلطة التحالف المؤقتة من مايو 2003 إلى يونيو 2004، في أعقاب غزو العراق في عام 2003.
وكان العديد من العراقيين ينظرون إلى السلطة باعتبارها قوة احتلال، وقد قامت بنقل السلطة إلى حكومة عراقية مؤقتة في عام 2004 بعد فشلها في احتواء التمرد المتنامي.
وأضافت الصحيفة أن السلطة المؤقتة، وفقا لتصورات الولايات المتحدة في غزة من شأنها أن تجر واشنطن إلى عمق أكبر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن تمثل أكبر تدخل لها في الشرق الأوسط منذ غزو العراق.
وقالت المصادر إن مثل هذه الخطوة قد تحمل مخاطر كبيرة من رد فعل عنيف من جانب الحلفاء والخصوم في الشرق الأوسط، إذا تم النظر إلى واشنطن على أنها قوة احتلال في غزة.
وأفادت المصادر بأنه سيتم دعوة دول أخرى للمشاركة في السلطة التي تقودها الولايات المتحدة في غزة، دون تحديد هويتها. وأضافت أن الإدارة ستستعين بتكنوقراط فلسطينيين، لكنها ستستبعد حركة حماس الإسلامية والسلطة الفلسطينية، التي تتمتع بسلطة محدودة في الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت المصادر أنه لا يزال من غير الواضح إمكانية التوصل إلى اتفاق. وأضافت أن المناقشات لم تتقدم إلى حد تحديد من سيتولى الأدوار الرئيسية، ولم تحدد المصادر الجهة التي قدمت الاقتراح، كما لم تقدم تفاصيل أخرى عن المحادثات.
وردا على الأسئلة، لم يعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية بشكل مباشر على ما إذا كانت هناك مناقشات مع إسرائيل بشأن سلطة مؤقتة بقيادة الولايات المتحدة في غزة، قائلا إنه من غير الممكن التحدث عن المفاوضات الجارية.
وقال المتحدث باسم الحركة "نريد السلام والإفراج الفوري عن الرهائن"، مضيفا أن "ركائز نهجنا تظل ثابتة: الوقوف مع إسرائيل، والدفاع عن السلام".
وفي مقابلة أجريت في أبريل مع قناة سكاي نيوز عربية المملوكة للإمارات، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إنه يعتقد أنه ستكون هناك "فترة انتقالية" بعد الصراع حيث ستشرف هيئة دولية من الأمناء، تضم "دولا عربية معتدلة"، على غزة مع عمل الفلسطينيين تحت إشرافها.
وقال: "لا نسعى للسيطرة على الحياة المدنية لسكان غزة. مصلحتنا الوحيدة في قطاع غزة هي الأمن"، دون أن يُسمّي الدول التي يعتقد أنها ستشارك في الأمر. ولم تُجب وزارة الخارجية على طلب لمزيد من التعليق.
ورفض إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة الذي تديره حماس، فكرة وجود إدارة بقيادة الولايات المتحدة أو أي حكومة أجنبية، مؤكدًا أن على الشعب الفلسطيني في غزة اختيار حكامه.
ترفض قيادة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك نتنياهو، رفضًا قاطعًا أي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، متهمةً إياها بمعاداة إسرائيل. كما يعارض نتنياهو السيادة الفلسطينية. وصرح يوم الاثنين بأن إسرائيل ستوسع هجماتها على غزة، وأنه سيتم إجلاء المزيد من سكان غزة "حفاظًا على سلامتهم". ولا تزال إسرائيل تسعى لاستعادة 59 رهينة محتجزين في القطاع.
ودعا بعض أعضاء الائتلاف اليميني الذي يتزعمه نتنياهو علنًا إلى ما وصفوه بالهجرة الجماعية "الطوعية" للفلسطينيين من غزة وإعادة بناء المستوطنات اليهودية داخل القطاع الساحلي.
ولكن خلف الأبواب المغلقة، يدرس بعض المسؤولين الإسرائيليين مقترحاتٍ حول مستقبل غزة، تقول مصادر إنها تفترض عدم حدوث نزوح جماعي للفلسطينيين منها، كما هو الحال مع الإدارة المؤقتة بقيادة الولايات المتحدة.
ومن بين هذه المقترحات، حصر إعادة الإعمار في مناطق أمنية محددة، وتقسيم القطاع، وإنشاء قواعد عسكرية دائمة، وفقًا لأربعة مصادر، من بينهم دبلوماسيون أجانب ومسؤولون إسرائيليون سابقون مُطلعون على المقترحات.
0 تعليق