توترات جمّة وسط قتال هو الأسوأ منذ أكثر من 20 عامًا بين الهند وباكستان، منذ وقف إطلاق النار في عام 2003، والذي جدد البلدان الالتزام به في عام 2021. قبل يوم الأربعاء الماضي كان شن ضربات على أهداف بين الجارتين النوويتين نادرًا للغاية، خاصة الضربات الهندية على مناطق باكستانية خارج إقليم «كشمير» المتنازع عليه.
فـ«كشمير» هو الإقليم الذي خاضت بسببه الهند وباكستان حربين منذ عام 1947، ومازال يطالب به الجانبان بالكامل، ويسيطر كل منهما على جزء منها. وفي السابع من الشهر الجاري، استيقظ العالم على أنباء تفيد بهجوم هندي قوي على بعض مناطق باكستانيو، والشطر الذي تديره إسلام أباد من «كشمير»، مما استدعى الأخيرة أن ترد.
في السياق ذاته؛ قال السفير الباكستاني لدى القاهرة عامر شوكت، إن العالم كله رأى الهجوم الهندي الغاشم؛ في إقليم «كشمير» الذي أدى إلى قتل المدنيين، ونتيجةً لتلك التداعيات أغلقت بلاده سفارتها في «نيودلهي».
وأكد «شوكت» -خلال حوار خاص على قناة «القاهرة الإخبارية»؛ تقديم الإعلامية داليا عبد الرحيم- أن أن الأعمال ضد باكستان كانت مروعة وعدائية، وهذا ظهر جليًا خلال المنصات الإعلامية.
لا تؤثر على المنطقة بحسب
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، أوضح استعداده أن يُجري تحقيقًا نزيهًا على أثر الهجمات التي حدث؛ لافتًا إلى أنها لا تؤثر على المنطقة بحسب، بل قد تُطال العالم كله.
وشدد سفير باكستان، على أن بلاده أدانت هذه الأعمال العدائية، وأن نائب وزير خارجية البلاد -تحَدّث هاتفيًا مع نظيره الهندي، في مباحثات مخزاها أن «إسلام آباد» لا تُريد تصعيدًا.
وأكمل حديثه قائلًا: « بلادنا قدمت وعرضت الكثير من الحلول، قبل تفاقم الأزمة وتصعيد الأمور، لكن الهند غضّت الطرف حتى عن الدعوات الدولية بخفض التصعيد مع باكستان».
بند «55» من ميثاق الأمم المتحدة
ونوه، بأن باكستان لديها الحق تحت بند «55» من ميثاق الأمم المتحدة، بالدفاع عن نفسها، موضحًا أنها قامت بإسقاط الكثير من المسيرات الهندية؛ المصنوعة في إسرائيل؛ خلال الهجوم».
ووصف «شوكت»، موقف باكستان من الهجوم الهندي عليه، بدوري كرة القدم؛ حيث أنه طالما هناك هجوم فلابد من وجود رد فعل. وتابع «هناك فاعلين دوليين منخرطين في هذا الصراع».
وأوضح، أن الهجمات الهندية أحدثت خسائر كبيرة، فيما طلبت باكستان من الجانب الآخر الجلوس على طاولة المفاوضات للوصول إلى حل، إلا أن «نيودلهي» ردت بالهجوم على المساجد الأئمة والأطفال.
معاهدة مياه نهر السند
وذكر أن معاهدة مياه نهر السند «IWT»، هي معاهدة لتوزيع المياه بين الهند وباكستان، تم ترتيبها والتفاوض عليها من قبل البنك الدولي، لاستخدام المياه المتاحة في نهر «السند» وروافده الـ6.
وأنه تم التوقيع على هذه المعهدة في مدينة «كراتشي» الباكستانية في 19 سبتمبر، عام 1960م، من قبل رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، والرئيس الباكستاني أيوب خان.
وكشف «شوكت»، أن معاهدة السند؛ أمر مصيري بالنسبة لباكستان، حيث أنها دولة تعتمد على الزراعة بشكل أساسي، وأن قطع المياه خرق وانتهاك لمعاهدة دولية، ويعتبر تهديدًا وجوديًا.
إن قمتم بمنع المياه فلن نقل
وكشف السفير -خلال الحوار- أن «سلام آباد»، أرسلت الكثير من الرسائل لـ«نيودلهي»، وأنها قالت لهم بشكل واضح: «إن قمتم بمنع المياه فلن نقل؛ ولدينا كل الأوراق والمواثيق الخاصة بالمعاهدة.
وأردف، بأن «كشمير» تعتبر أحد أهم الأسباب الرئيسية للصراع، وأن باكستان دائمًا تسعى للحلول السلمية بالنسبة لمسألة الإقليم، ومواثيق الأمم المتحدة تعطي الحق لشعب الإقليم أن يكون لديه الحرية.
واختتم بأن باكستان، مُرحِبة للدعم أو التوسط من قبل أي دولة وأي مؤسسة، مشددًا على أن الهند لاتريد أن تصل إلى حل، وأن بلاده متمسكة بموقفها وستكمل طريقها ملتزمة بالقانون الدولي.
0 تعليق